دروس من هدي القرآن الكريم
درس الإثنين
تابع... مديح القرآن.. الدرس الرابع
🌳 نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
🌴 الزندقة و الفلسفة و العلمانية كان من أسباب ظهورها بين المسلمين هي فلسفات علماء الكلام و إشكالاتهم.....و السبب إبتعادهم عن أساليب القرآن الكريم.
🌴 هدى الله إذا ما قدم بشكل صحيح فهو بالشكل الذي يقتحم الإنسان إلى أعماق أعماقه فيؤمن به من الداخل رغماً عنه, وإن كان معانداً.
🌴 تتحول بعض الإعتراضات من بعض المعاندين للحق إلى قناعات قوية عندهم وهي حجج واهية في الواقع و لكنه العناد.
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
[لا يُخلِق جدَّته تكرار, ولا يدخل محضه الأكدار] محضه: خلوصه, نقاؤه. الأكدار: ما يكدره. [بل نقي من ذلك كله فصفى, فأغنى بمنِّ الله وكفى, فليس معه إلى غيره حاجة] ليس بك مع القرآن إلى غير القرآن حاجة [ولا فاقة, ولا يغلب حجته من ملحد فيه لدد, ولا مشاقَّة] ملحد فيه, في القرآن الكريم, لديدة, لا يستطيع أبداً أن يكون منطقه بالشكل الذي يغلب منطق القرآن.لما انصرف المسلمون عن الطريقة هذه غُلبوا, هل تدري بأنه طلع إشكالات غرق فيها المتكلمون, حنبوا فيها. عندما تأتي تقرأ لابن المقفع إشكالاته، إشكالاته هي وليدة رؤية المتكلمين, تجد الإشكالات حقته هي وليدة رؤيتهم, ليست إشكالات طبيعية, يعني إشكالات ثقافية هي قامت على تقديم الموضوع برؤية طلع منها استشكال من عندهم, وتساؤل.عندما تقرأ في كتاب الرد على ابن المقفع للإمام القاسم نفسه, وتتأمله طلَّعوا إشكالات عندما انصرفوا عن طريقة القرآن في خطاب الآخرين, في دعوة الآخرين, قدموا الدين بطريقة معينة, طلع عليهم إشكالات كبيرة.معهم إشكالية حول موضوع جهنم ما احتلت إلى الآن, ماتوا وما زالت مشكلة في كتبهم, حول قضية جهنم, لماذا جهنم؛ لأنهم فسروا التكليف هذا, التكليف: عرض على الخير قالوا, عرض على الخير, تعمله يجي لك خير.يعني يتفلسفون حول موضوع لماذا الدين من أصله, ولماذا وجب؟ كونه وجب قالوا: من أجل شكر المنعم, وأشياء من هذه,لكن كيف حسن من الله؟! كيف نعتبره حسن؟ أن الله فعله فهو محسن به؟ قالوا: لأنه عرض على الخير.طلع لهم مشكلة من عند الزنادقة الذين يسمونهم زنادقة, يزنقونهم, زنادقة يزنقون هؤلاء, طلع من عندهم إشكالية يقولون: تمام, عرض على الخير, لكن إذا واحد ما قبل هذا الخير فلماذا يعذبه؟ هذا ما هو منطقي, ولا هو معقول, فلماذا جهنم؟ ولا استطاعوا يجوبوا عليهم.تحصلها مشكلة عند القاضي عبد الجبار في [شرح الأصول الخمسة], وعند غيره؛ لأنه ـ يقولون ـ مثلما أجي أقول لك: قد جهزت لك مائدة معينة, أليس هذا عرض على الخير؟ تعال, أنت ما رضيت, فقمت أضربك حتى اشبعك ضرباً لماذا؟ إذا ما رضي خلاص يرح له, مع السلامة, ما رضي يمشي على الخير هذا, لا يريده, ما أعجبه الدين يمشي عليه من أجل الخير الذي سيؤدي إليه فخلاص أتركه وبس, أما أنك أيضاً تعذبه فلماذا؟ هذه الإشكالية لاحظ كيف طلعت من عند النظرة التي قدموها للحياة.طلَّعوا ناس أصحاب شبه, طلّعوا ناس متنكرين لهذا الدين؛ لتقديمهم الدين على هذا النحو. ولاحظ أن هذه قضية حصلت, اليهود استطاعوا يطلعوا ناس كثير يتنكرون لهذا الدين بناء على تقديم الدين على هذه المفاهيم السائدة, يجعلون الدين هذا ليس له قيمة, ينفرون منه. العلمانيون يقولون: الدين ليس له علاقة بالحياة, ولا هو شيء, من يريد الدين فذاك المسجد مكانه! بكل قناعة, ويناظروا, ويحرجوا الإسلاميين! يحرجونهم فعلاً لماذا؟ لأن الدين قُدم بالطريقة التي ينفر منها الإنسان حقيقة, قدم بالطريقة التي ينفر منها البشر على أيدي هؤلاء المعتزلة, والأشعرية. [ولا يغلب حجته من ملحد فيه لدد ولا مشاقَّة] لا لدادته, ولا مشاقته يمكن أن تغلب حجج القرآن الكريم نهائياً, أسلوب القرآن قدم أن الهدى الذي فيه حتى مع الآخرين هدى الله كله, في عصر القرآن, ومن قبل القرآن, أنه يكون بالشكل الذي يجعل الطرف الآخر يؤمن به غصباً عنه من الداخل، غصباً عنه, لا أن يطلع له إشكاليات وشبه أيضاً, ويتنمر بها على الطرف الآخر الذي يمثل الدين {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً}(الإسراء102) {فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ}(الأنعام33) {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً}(النمل14).وهكذا يقدم الموضوع بأن دين الله إذا ما قدم, هدى الله إذا ما قدم هو بالشكل الذي يقتحم الإنسان إلى أعماق أعماقه فيؤمن به من الداخل رغماً عنه, وإن كان معانداً.[بل حججه الحجج الغوالب, وشهب نوره فالشهب الثواقب] الحجج الغوالب تغلب أي شُبَه, أي شيء يطلق عليها صاحبها حجة [وشهب نوره فالشهب الثواقب, التي لا يخبو أبداً ضوء نورها, ولا يخرب أبداً عمارة معمورها, فيخبو بخبوِّها نور ضوئها] أي يقول لك: حتى الإنسان عندما يكون مهتدياً بالقرآن الكريم, ما يتعرض أنه في
يوم من الأيام يأتي طرف آخر يستطيع أن يجعله يتلاشى إذا كان هو مهتدياً.والإنسان هو أيضاً من عنده إذا أراد أن يكون خبيثاً يستطيع, والقرآن عرض أن هناك نماذج من البشر من هذا النوع, أنه حتى لو تأتي له آيات كيفما تكون ما يرضى, ما هو أنه زعم ما فهم, ما عرف, لكن معاند, معاند, معاند صريح, ويمكن يكون هناك معاندين, أعداء لله فعلاً, يحملون عداوة لله {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ}(التوبة114), الشيطان حمل عداوة لله, ما القضية قضية معرفة, أو ما معرفة, يصبح هو يكون له موقف ساخط على الله, وعدو لله, وحرب لله هو.[وشهب نوره فالشهب الثواقب] تثقب الظلام, تخترقه [التي لا يخبو أبداً ضوء نورها, ولا يخرب أبداً عمارة معمورها, فيخبو بخبوِّها نور ضوئها, ويخرب لو خربت لخرابها نعمة الله وهابها, فيكون خرابها تغييراً لها] لنعمة الله, أو تغييرا لها, لهذه التي عمرت من نورها, [ولنعمة الله فيها, ولما جعله من هداه مضموما إليها] يبدو أنه في العبارات هذه فيها نقص من ناحية التعبير في هذه النسخة [ويخرب لو خربت لخرابها نعمة الله وهابها, فيكون خرابها تغييراً لها, ولنعمة الله فيها, ولما جعله من هداه مضموما إليها].خلاصتها أنه لو خربت لخربت هي, وخربت نعمة الله بها وفيها, وما يحصل هذا [ولن يغير الله نعمة كما قال عز وجل: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}(الرعد11) ولن يلتبس شيء من هدى الله عليهم أبداً إلا بتلبيسهم كما قال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وأنَّ اللهَ سَمِيْعٌ عَلِيْمٌ}(الأنفال53)] التغيير إلى الأفضل, والتغيير إلى الأسوء.{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ} هم غيروا ما بأنفسهم, تحولوا فتحولت النعمة, تغيرت النعمة, ولن يتغيروا إلى واقع نعمة, وإلى واقع أفضل إلا بتغيير ما هم عليه, إذا هم على نعمة لن يُسلَبوا هذه النعمة, ولن تتغير إلا بتغيير من جانبهم هم.فإذا ما هناك اهتداء من جانب الإنسان مثلاً بالقرآن الكريم ما هو لأن الله هو نفسه عمل عائق معين, أو غير هو من تلقاء نفسه هذا الشيء، لا، بسبب من جانب الناس هم, يكونون على وضعية معينة, ما يهتدوا بالقرآن الكريم، يحصل من جانبهم انحراف كيفما كان لا يعودوا يهتدوا بالقرآن. وهنا يقطع بأن الناس إذا أصبحوا لم يعودوا يهتدون بالقرآن فليس هناك شيء آخر على الإطلاق يمكن أن يهتدوا به نهائياً.[وفي التلبيس عليهم بتلبيسهم] هذا الاستشهاد على أنه ما يحصل ما جانب الله هكذا تلبيس, أو تغيير أو هكذا إلا من الإنسان نفسه إذا هو غير فتغيرت نعمة الله عليه, لبّس على نفسه فبدا الموضوع ملبس عليه.[وفي التلبيس عليهم بتلبيسهم, وما وكلهم الله إليه في ذلك من أنفسهم, ما يقول الرحمن الرحيم: {وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ}] يعني فهلا أنزل ملك [{وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ} (الأنعام8)] وتطلع إشكالية أخرى؛ لأن الله ما بيفصل تصرفاته وفق مطالب الآخرين ورؤاهم {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ}(المؤمنون71) يقول: لو نزلنا ملكا لجعلناه رجلاً, ثم يلتبس عليهم الموضوع ويقولون: ما هو ملك.هو يتحدث في القرآن عن مسألة المفاهيم هذه التي تكون عند الناس, مفاهيم معينة, وتكون من أساسها دعاية معينة, ثم تؤصل وتصبح مفهوماً معيناً, عندما كانوا يقولون: {وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً}(المؤمنون24) {لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ} ومن هذا القبيل. هم في الأخير يقولون: الرسالة ليست قضية عادية, لو أن الله يريد يرسل رسولاً لأرسل ملكاً, لما أرسل واحد مننا, أليسوا في الأخير يقولون: ما أنتم إلا بشراً مثلنا, لستم إلا بشراً أنتم. أليس هذا مفهوم معين مغلوط يخليهم لا يعودوا يحاولون أن يهتدون بالله؟.طيب الموضوع هو ما ربطه بشخص الذي يقدمه, يكون ملك أو يكون رجل, هو جعله بالشكل هذا, لماذا تجعل من شخصه إشكالية, تجعل من شخصه كونه بشرا إشكالية؟ ليست إشكالية هو لاحظ ماذا يقدم لك, أليس هو يقدم له آيات, ويقدم له بيانات, ويقدم له هدى, يقدم له أشياء يفهمها, أشياء يؤمن بها رغماً عنه. لكن لا, هو يأتي يتمسك بمسألة مفهوم من هذا: ذا عندك ما هو إلا بشر. قد لا يعد يحضر عنده.تجد كثيراً من الأنبياء لا يعد يحضر عندهم ناس من الأمم التي بعث فيهم؛ لأنهم يقولون: أبداً, ما هو رسول, ما يمكن يكون رسول, {وَلَوْ شَاء اللَّهُ لَأَنزَلَ مَلَائِكَةً} ولا يعد يبدي عليه نهائياً. هكذا تأتي مفاهيم عند الإنسان تصرفه، تصرفه عن أن يهتدي بشيء.
الى هنا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين .
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]