مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع.

 

  • الإنسان المؤمن يجب أن يكون دائماً مستشعراً للتقصير أمام الله، بعيدا عن الغرور.

 

  • لو أن الناس انطلقوا من (قاعدة تنزيه الله) لكانت الدنيا بخير، ولكان وجه الدنيا على خلاف ما هو عليه الآن.

 

  • الله يريد منا أن نتعبد له بقدسيته، بنـزاهته، فنأتي لنتعبده بماذا؟ بالنقص، نتعبد له بنسبة الفواحش إليه، نتعبد له بالسوء، أليس هذا من الباطل؟ كما هو حاصل في عقائد الوهابية.

 

  • يجب أن يكون التنزيه لله قاعدة ثابتة لديك في كل الظروف والحالات، والشدائد، وحالة السراء والضراء كما عمل نبي الله يونس.

 

 

  • ففي مسيرة العمل، عندما يكون الموقف مع الله موقفا ثابتاً، تنـزيهه، نزاهته لا يمكن أن يخلف وعده أبداً.

 

  • الإيمان هو الذي يدفع بالناس إلى أن يرجعوا إلى أنفسهم فيصححوا أخطاءهم ويُحْسنوا خططهم، ويَظلوا دائماً مرتبطين بالله مهما بلغت قوتهم.

 

  • مع الدرس نسأل الله الهداية:

 

نحن قلنا في محاضرة يوم الخميس حول قول الله تعالى لرسوله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وهو الإنسان الكامل، في إيمانه، في تقواه، في طهارة نفسه، في حرصه على هداية عباد الله. عندما يقول الله سبحانه وتعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} (محمد: من الآية19) {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} (الفتح: من الآية2).

فأنا عندما أرى نفسي بأنني أصبحت لا ذنب لي، ماذا يعني هذا؟ أصبحت وكأنه ليس هناك أي ذنب لدي إطلاقاً، لم يبق إلا أن أنتظر" أما الآن قد القضية عليك أنت يا ألله". قالوا كما قال الرئيس عندما اجتمع بالعلماء قال: (نحن الأمراء أصلحنا نفوسنا، الباقي أنتم أصلحوا نفوسكم، أنتم تقولون: ((صنفان من الناس إذا صلحا صلح الناس، وإذا فسدا فسد الناس: العلماء والأ مراء)). نحن صلحنا؛ إذاً أنتم اصلحوا).

هكذا قد تكون أنت مع الله تقول: "نحن خلاص استقمنا، نحن ما عاد بعدنا" باقي أن تفي أنت بما وعدت به، باقي أنت يا الله تنـزل البركات، وتعطينا كل شيء بسرعة.

هل أنت ارتقيت إلى درجة محمد بن عبد الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) أم أنك قد أصبحت تجعل لنفسك مقاماً هو أعلى من مقام رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) الذي يقول الله له: {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}، {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ}؟ أين هي الذنوب التي قد نتصورها نحن بالنسبة للنبي (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)؟ لكن مهما ارتقيت، مهما ارتقيت في سلم الكمال لا بد أن تستشعر بأنك ما تزال قاصراً وناقصاً ومقصراً أمام الله سبحانه وتعالى، لا تزال ناقصاً، لا تزال مقصراً، لا تستطيع أن تحيط علماً بكل الدائرة من حولك أنها قد أصبحت كلها طاهرة بنسبة مائة في المائة في كل تصرفاتك، كل أفعالك، كل أقوالك، كل آرائك، كل نظراتك، كل مواقفك، ثم تقول بعد: "ما عاد بعدنا" فإذا لم تر الأشياء تتحقق على ما تريد تسخط على الله سبحانه وتعالى هذه جهالة.

الإنسان المؤمن يجب أن يكون دائماً مستشعراً للتقصير أمام الله، الله وصف المتقين بأنهم كما قال عنهم: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ} (آل عمران: من الآية17) مستغفرين دائماً حتى في تلك الأوقات التي عادة ينهض فيها العبّاد المنقطعون في العبادة. هم عندما ينهضون في الثلث الأخير من الليل، وفي السحر قبيل الفجر هم لا ينظرون إلى أنفسهم بأنهم قد أصبحوا "ما شاء الله، ولا عاد بقي لديهم أي تقصير، وأنه ما بقي لديهم أي ذنب" يستغفرون الله دائماً {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ}.

اعتقد بالنسبة لقضية (التسبيح) قد يكون معناها واضحاً بالنسبة لنا، لكن كيف نعمل على أن نرسخها في نفوسنا وفي مشاعرنا؟

من خلال التكرير الواعي لكلمة: (سبحان الله) عندما تسبح الله داخل الصلاة أو خارج الصلاة في أي وقت من الأوقات.

ثم أن تتلمس دلائل نزاهة الله سبحانه وتعالى، وقدسيته وجلاله وعظمته من خلال آيات القرآن الكريم، ومن خلال صفحات هذا الكون، وآيات هذا الكون الذي بين يديك، هذا العالم؛ لتترسخ في نفوسنا معاني نزاهة الله؛ لأن المؤمن بحاجة إليها دائماً.

ولو أن الناس انطلقوا من هذه القاعدة (قاعدة تنزيه الله) لكانت الدنيا بخير، ولكان وجه الدنيا على خلاف ما هو عليه الآن. لكن أصبح - وللأسف - بدلاً من أن تمتلئ القلوب بمشاعر تنـزيه الله ملئت القلوب بعقائد نسبت القبائح والنقص إلى الله في ذاته وأفعاله وتشريعاته، من أولئك الذين يحملون القرآن بين جنوبهم، في صدورهم، من أولئك الذين يقرأون كتاب الله سبحانه وتعالى فيرون فيه كم كرر الحديث عن تسبيحه والأمر بتسبيحه، واستنفار كل الخلائق لتسبيحه. لماذا لم يجدِ هذا في نفوسهم؟ مع أن بعضهم لهم أوراد ولهم (رواتب) قد يطلق في اليوم الواحد ألف تسبيحة، (مسابح) طولها ألف حبة كان تحصل عند بعض الصوفية، وهم ممن يعتقدون عقائد كهذه.

أحياناً الإنسان إذا لم يكن يعي ما يقول، ويعي ما يقرأ، ويعي ما يشاهد، تكون الأشياء كلها تمر على سمعه وبصره، وتنطلق من لسانه، وتمر مرور الكرام، لا تترك أي أثر، حاول أن ترسخ في نفسك دائماً التنـزيه لله، وإذا لمست بأنك لا تزال في وضعية قد تتعرض فيها لارتياب فاعلم بأنك لا تزال مهيئاً لنفسك أن تكون ضحية للضلال في أي وقت، فيقولون لك: قال رسول الله كذا، وكان السلف الصالح كذا، وقال الصحابي الفلاني كذا، وكان كذا، والمفسر الفلاني قال كذا... ويثرثرون عليك حتى تعتقد عقيدة باطلة هي كفر بنـزاهة الله، كفر بقدسية الله، فتؤمن بها على أنها من دين الله، أليس هذا هو من الضلال؟

الله يريد منا أن نتعبد له بقدسيته، بنـزاهته، فنأتي لنتعبده بماذا؟ بالنقص، نتعبد له بنسبة الفواحش إليه، نتعبد له بالسوء، أليس هذا من الباطل؟ الباطل الذي يعتبر باطلاً مضحكاً [وشر البلية ما يُضحك].

نجد كذلك التسبيح مما أًمر به أولياء الله، والرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) يقول الله له: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} (الطور:48 - 49)

وحتى في حالة الشدة كما حدث لنبي الله يونس عليه السلام وهو في بطن الحوت ماذا قال؟ {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ} (الأنبياء: من الآية87) ألم يقل سبحانك؟ أنزهك {إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (الأنبياء: من الآية87) فأن تكون أنت مؤمن بهذه القاعدة بشكلٍ واعٍ، وفي كل الحالات؛ لأنها قاعدة إيمانية في كل الظروف لا يمكن لحظة واحدة من لحظات حياتك تقول فيها: أما هذه ما تنـزه فيها. أما هذه لا تنزهه فيها. لا يصح إطلاقاً. في كل الظروف في كل الحالات، في كل الشدائد، في حالة الشدة والرخاء، وحالة السراء والضراء، لا بد أن تكون قاعدة ثابتة لديك.

نبي الله يونس عليه السلام ألم يسبِّح وهو في بطن الحوت {سُبْحَانَكَ}؟ هذه لها أثرها الكبير، أنك دائماً سترجع إلى نفسك في كل حدث تواجهه في الحياة، وأنت تعمل في سبيل الله، وأنت ترى نفسك بأنك تسير على نهج أولياء الله، لا ترد اللوم على الله أبداً، حتى وإن كان من عنده ما أصابك فإنما ذلك إما لأنك أنت كنت جديراً بأن صدر منك ما تستوجب به أن يحصل عليك هذا الشيء، وإما لأن في ذلك مصلحة لك، وحكمة، حكمة من الله أن تلاقي تلك الشدة، أو تحصل عليك تلك المصيبة، لمصلحتك أنت.

من يضعف إيمانهم دائماً يردون - كما نقول نحن – (المَحْق) يردون المَحْق في الله، فيحمِّل الله مسؤولية ما حصل، ثم ينطلق ليسيء الظن في الله {وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}(الأحزاب: من الآية10) فحصل عند البعض عندما حوصر المسلمون في المدينة مع الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) في غزوة الأحزاب: {وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا} حتى انطلق بعضهم يسخرون من النبي (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وهم يحفرون الخندق، عندما ضرب الصخرة فانقد حت فقال: (الله أكبر إني لأرى قصور فارس، إني لأرى قصور الروم، إني لأرى قصور صنعاء) فقال المنافقون: يعدنا محمد بأن تفتح لنا هذه المناطق، وها نحن لا يأمن الواحد منا أن يخرج ليبول. ألم يقولوا هكذا؟ انطلق بعض الناس يقول هكذا.

في [سورة آل عمران] بعد أحداث [أحد] حصل في غزوة أحد شدائد، وحصل فيها ما جعل البعض يرتبك، ما جعل البعض ينظر أنه لماذا أصابنا هذا الشيء {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (آل عمران: من الآية165) أرادوا أن ينسبوها إلى الله (المحق منه، هو السبب، يمكن نَسيْ، يمكن...) يعني في واقع الحال أنت قد تكون تتعامل مع الله على هذا النحو: ربما نسي، ربما لم يفِ، ربما... وإن لم تنطق أنت بهذه، سوء الظن.

 

ففي مسيرة العمل، عندما يكون الموقف مع الله موقفا ثابتاً، تنـزيهه، نزاهته لا يمكن أن يخلف وعده أبداً. فمتى ما مر الناس بصعوبة ما رجعوا إلى أنفسهم، وإلى واقع الحياة: ربما خطأ حصل من عندنا ونحن نرتب المسألة على هذا النحو، وربما حصل خطأ من عندنا ونحن نرتب المسألة علي هذا النحو، وربما حصل خطأ من عندنا أنه ضعفت ثقتنا بالله عندما رأينا أنفسنا كثيراً، كما حصل في يوم حنين {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} (التوبة: من الآية25) لأنهم رأوا أنفسهم كثيراً وكانوا لا يزالون بعد نشوة النصر بعد فتح مكة فاتجهوا لقتال هوازن، وبعض القبائل الأخرى، فقال البعض:[لن نهزم اليوم من قلة] رأى جموعاً كثيرة، لن نهزم اليوم من قلة. وعندما يكون هذا الشعور داخل الكثير، بدل أن تكون النفوس ممتلئة باللجوء إلى الله، واستمداد النصر منه، والتأييد منه، الذي تعبر عنه الآية: {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (البقرة: من الآية250) لن نهزم اليوم من قلة. فهزموا هزيمة منكرة.

الإيمان على هذا النحو هو الذي يدفع الناس إلى أن يرجعوا إلى أنفسهم فيصححوا أخطاءهم ويكتشفوا أخطاءهم، ويُحَسِّنوا من أوضاعهم، ويُحْسنوا خططهم، ويُحْسنوا تصرفاتهم، ويظلوا دائماً، دائماً مرتبطين بالله مهما بلغت قوتهم، مهما بلغ عددهم، يظل ارتباطهم بالله قوياً، ارتباطهم بالله وهم مائة ألف كارتباطهم بالله يوم كانوا ثلاث مائة شخص، أو أقل، متى ما انفصل الناس عن الله، ورأوا أنفسهم وكأنهم في حالة لا يحتاجون معها إلى تأييد من الله سيضربون، سيضربون [لن نهزم اليوم من قلة] هي التي ضربت المسلمين في حنين.

وفي يوم أحد ما الذي ضربهم؟ هو العصيان للرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) عندما عصى البعض وسكت الباقون فكأن معصيته هي تعبر أو أنها تحظى برضاء الآخرين، أي لم يستنكروا ما حدث من أولئك عندما تخلفوا عن الحفاظ على الموقع الذي أكد عليهم الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) أن يظلوا فيه ولا يبرحوا منه، فحصل أن ضُربوا ضربة شديدة، وهزموا هزيمة منكرة، بعد أن كانوا في بداية المعركة كما قال الله عنهم: {تَحُسُّونَهُمْ} يعني قتل هكذا، وكأنه قتل بسهولة وسريع {وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ}(آل عمران: من الآية152) حصل ما حصل فحصلت هزيمة، وحصل قتلى، وقتل نحو سبعين شخصاً.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

(معنى التسبيح)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

                                           بتاريخ: 9/2/2002م

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر