📖دروس من هدي القرآن الكريم
🗓درس اليوم الأحد
🍃القسم الثاني🍃
ملزمة "سورة البقرة - الدرس الخامس"
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
بتاريخ 5 رمضان 1424هـ
| 29/10/2003م
| اليمن - صعدة
🌳 نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
🌴 قسوة القلوب نتيجة طبيعية لعدم التفاعل مع هدى الله.
🌴 شيئان مهمان جدا في التعامل مع اليهود
الدعوة و التبيين
عدم الطمع في أن يهتدوا أو يلتزموا
🌴 ماهي الآثار السيئة التي تحصل عندما يطمع البعض في إسلام أو إلتزام اليهود؟
🌴 يقول المنافقون أن تطبيعهم مع اليهود يشبه تصالح النبي معهم سابقا
فهل هذا صحيح ؟
🌴 قد يقسو قلب الإنسان حتى يصبح لديه جرأة بدل أن يستفيد من كلام الله، ويهتدي به، ويخشع قلبه، ينطلق لتحريفه تحريفاً واضحاً.
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
{فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}(البقرة:73) لعلكم تعقلون، لعلكم تفقهون بأن الله سيخرج كل ما تكتمون وكل ما تتآمرون به.{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}(البقرة: من الآية74) بعد هذه الحادثة التي كانت هي في حد ذاتها آية من آيات الله..آية من آيات الله على أقل تقدير توجد عندهم نموذجاً لقضية البعث يوم القيامة{كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى}(البقرة: من الآية73) فيتذكر؛ لأن هذه كانت ـ قضية اليوم الآخر ـ من القضايا الأولى التي حذر منها بني إسرائيل، منها في الآيات الأولى قوله:{وَاتَّقُوا يَوْماً لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً وَلا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ} (البقرة:48) {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}(البقرة: من الآية74) هذا يكون أثراً طبيعياً من الآثار السيئة التي تكون عند الناس سواء أفراد أو مجتمع أو أمة بكلها، إذا ما هناك استجابة لله سبحانه وتعالى، وعمل بهديه، وتفاعل مع ما يُهْدَوْنَ إليه، فيكون البديل قسوة في القلوب، تقسوا متى ما قسا القلب فإنه لا يعد يتأثر بالمواعظ، ولا يستجيب، وتكون قسوة القلب ينتج عنها هذه التصرفات الخاطئة، وتلاحظ كيف هي في الأخير أشياء رهيبة جداً. الشيء الطبيعي: أن الإنسان بعدما يشاهد آية من آيات الله أو يسمع شيئاً من هدى الله أن يتأثر قلبه ويلين قلبه {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}(الحديد:16) {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ}(البقرة: من الآية74) هناك من الحجارة بعضها ينفع، القلب القاسي لم يعد يقدم شيئاً، لم يعد ينفع بشيء، لم يعد كله إلا خلل، لم يعد ما ينتج عنه إلا ضر. {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ}(البقرة: من الآية74) أيضاً جعل الحجارة أفضل من تلك القلوب القاسية؛ لأن الحجارة بعضها تسقط وتهبط من خشية الله، يمكن أن الحجر الصماء هذه الصخرة الصماء الصلبة القاسية ممكن تلين وتخشع لله وتهبط من خشية الله، وأيضاً بعضها يتفجر منها الماء ما زال ينفع، لكن القلوب القاسية لم تعد تنفع بشيء أبداً، لم تعد إلا ضر، فهي ليست بالشكل الذي تقبل شيئاً فيخشع أصحابها ولا تكون تصرفاتهم وما يأتي من جانبهم بالشكل الذي ينفع الأمة . {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}(البقرة: من الآية74) هذا فيه نوع تهديد لبني إسرائيل{وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} عما تخططون، وعما تتآمرون، وعما تدبرون وعما .. إلى آخره ، لها علاقة بالموضوع الأول كلما تعملونه فليس الله بغافل عنه، فما وجدتموه في قضية البقرة ستجدونه في أي قضية أخرى تدبرونها . بعد أن نقل الصورة هذه التي تبدو فقط صفحة واحدة من صفحات كثيرة من الصفحات التي تكشف واقعهم ونفسياتهم وما وصلوا إليه يأتي الخطاب للمؤمنين:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ}(البقرة: من الآية75) هؤلاء الذين ترونهم كيف كانوا مع آيات الله، مع نعم الله، كيف أصبحوا في واقعهم، وكيف أصبحت تصرفاتهم، وكيف انتهوا إلى هذه النتيجة السيئة:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ}(البقرة: من الآية75) يعرفون أنه كلام الله على لسان موسى، أو على لسان أي نبي من أنبياء الله{ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ} (البقرة: من الآية75) فهموه أنه من عند الله، فهموا معناه ويحرفونه عندما يقدمونه للآخرين،{وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(البقرة: من
الآية75) أليست هذه
جرأة شديدة جداً؟ ليست قضية طبيعية أبداً، فهل هؤلاء فيهم طمع تطمع فيهم أنه يمكن أن يؤمن لك، ويستجيب لك، ويقبل منك، يؤمن لك، يسلّم لك، ويؤمن بما أنت تريد أن يؤمن به؟!. {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ}(البقرة:76) {أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}(البقرة:77) بعد ما أكد بقوله أنها قضية مستبعدة، على أقل تقدير ليست قضية تطمع فيها، والمسألة تكون أن تؤدي شيئاً كمسئولية، هذا شيء تؤديه كمسئولية، أن تبين، أن تدعو. لكن قد تأتي قضية أخرى، هي: قضية الطمع في الطرف الآخر أنه قد يستجيب، وقد يؤمن لك، وقد يتقبل منك. الموضوع الأول ضروري عمله: الدعوة، التبيين لأي طرف مهما كان وإن لم يكن فيه طمع، وهذا أسلوب قرآني. أليس هو هناك يقول لهم: أن يؤمنوا، يدعوهم إلى أن يؤمنوا؟ موضوع أن تطمع أحياناً يكون الطمع في طرف معين بأنه سيستجيب ما زال يعتبر شيئاً يشكل أملاً وتتفاعل أكثر . هؤلاء، بنوا إسرائيل ليس هنا مطمع فيهم أنهم سيؤمنون لكن لا بد أن تدعوا وأن تبينوا لهم. أحياناً إذا كان يوجد طمع ينعكس في مواقف الإنسان، في تصرفاته أشياء يتجنبها أي: هو معروف أن تكون طامعاً في جهة يكون ما يزال معك فيها أمل ستقول: [يا أخي ما هو وقت ليس بالطريقة هذه ما زال هناك أمل عسى أنهم] هذه في الأخير تنعكس في ماذا؟ في رؤية معينة حول تصرفاتك أنت في مواجهتهم. إذا كنت أنت فاهماً هؤلاء ليس هناك طمع أن يؤمنوا، لا يوجد طمع فيهم أن يؤمنوا، لكن أُدع وبين بالطريقة العادية والطبيعية، ولكن لا يوجد مطمع بالنسبة لبني إسرائيل. حتى عندما يأتون يبحثون عن موضوع سلام من بني إسرائيل، عندما يكون عندهم أنهم يحصلون على سلام من عندهم في الصراع مع إسرائيل ومع أمريكا، لديهم طمع عسى أنهم سيقبلون، عسى أنهم سيلتزمون باتفاقية معينة بيننا وبينهم، عسى أن...لا، هذه تقطع الأمل. وفعلاً قدم في آيات أخرى بأنه أصبحت هذه لديهم سلوكا معروفا: نقض المواثيق.{أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ}(البقرة: من الآية100) لا يوجد فيهم مطمع . إذاً فلا تثق، لا تكن بالشكل الذي يحصل عادة عندما تكون طامعاً في جهة ينعكس أثرها على تصرفاتك معهم ولا تكون بالشكل الذي تثق بهم هم، أو تأمل من ورائهم أن يتقبلوا منك شيئاً، لا يوجد فيهم طمع، لا تثق بمعاهدات معهم. ولهذا لاحظ: هو حصل فعلاً في الإسلام معاهدات، ومواثيق حصل مثلاً في مراحل في صدر الإسلام، في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) مثلاً اتفاقيات معينة أو صلح معين على أن لا يعملوا كذا وأن لا يتآمروا وأن لا.. لكن القضية مرتبة، هناك فارق كبير جداً ما بين المواثيق والهدن والصلح الذي كان يتم في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)وبين ما يحصل بينهم وبين العرب الآن، هناك فارق كبير. الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) يعرف طبيعة هؤلاء الناس سيعمل معهم معاهدة، هدنة معينة، لكنه مجهز نفسه عندما ينقضون سيضربهم ليس المعنى أنه عندما يدخل معهم في صلح أنه واثق بهم. لا، هذه قضية أخرى، قضية أن واقع بني إسرائيل هم على هذا النحو: إذا واحد تأمل بأنه كيف كان هناك تعامل متميز معهم في تاريخ الإسلام في الصدر الأول ليس على أساس أنه مُقِرٌ لهم على ما هم عليه، ولا من منطلق أنه يثق فيهم عندما يدخل معهم في صلح ، أو معاهدة ، أو هدنة ، أو أي شيء من هذه أبداً، إنما هذه في نفس الوقت تجعلهم أمام واحدة من اثنتين : إما أن يكونوا أناساً يتقبلون ويندمجون في المجتمع المسلم ويذوبون فيه ويسلمون ، أو متى ما ظهر منهم النقض الذي هو الشيء الطبيعي عندهم ، فيكون معناه أنهم فتحوا على أنفسهم الثغرة لِيُضْرَبُوا. العرب الآن يدخلون معهم في مواثيق ومعاهدات ويكون عنده أنهم صادقين لم يعد يحسب أي حساب، هو ليس في موقع مجهز لنفسه متى ما نكثوا يضربهم فتراهم في الأخير يصيحون، يصيحون ويقولون: [هذا يضر بعملية السلام ، هذا أثَّر على عملية السلام, هذا مؤثر على المعاهدات والإتفاقيات] وفي الأخير قالوا: [ خارطة الطريق, وسيؤثر على خارطة الطريق، هذا يؤدي إلى إخماد خارطة الطريق, إلى إبطال خارطة الطريق] وأشياء من هذه!! لعب بهم بنو إسرائيل لعبة فعلاً، لعبوا بالعرب لعبة رهيبة، يدخل معهم في معاهدات وعنده أنهم صادقين ثم في الأخير تنعكس على مواقفهم. لاحظ قوله:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ}(البقرة: من الآية75) هذا الطرف الغبي، الطرف الغبي فعلاً الذي لا يعرف بني إسرائيل متى صار عنده أمل قد أصبح يسمع من بني إسرائيل، هم مكَّارون، هم مضللون يصدقهم عندما يقولون: [أنه احتمال ندخل معكم في هدنة واتفاقيات سلام ومواثيق ويهمنا أن يكون هناك سلام وتعايش سلمي] فيعود هذا على أصحابه الذين يجاهدون
ويقاتلون ليقول لهم:
اقعدوا، اسكتوا] ويقوم بضربهم؛ لأن لديه طمع، هنا أليس طامعاً؟ هو طامع في بني إسرائيل أنه سيدخل هو وإياهم في ماذا؟ في اتفاقيات سلام، ويستقر، ولا يوجد حاجة لقتالهم! في الأخير يقسو على أصحابه على الذين يجاهدون، وفعلاً هذا حصل في فلسطين بشكل عجيب، [ السلطة الفلسطينية] يخادعها الإسرائيليون وظنوا فعلاً أنه سيدخل معهم في سلام، وتنتهي القضية! إذاً أولئك الذين هم مزعجون [حماس والجهاد] وتلك الحركات المجاهدة؛ ثم يرجعون عليهم بقسوة، ويعيقون أعمالهم، ويقتلون منهم، ويسجنونهم ويسلمونهم للإسرائيليين في بعض الحالات؛ لأنه قد أصبح لديه طمع أنهم سيصدقون!. لا، القضية هنا لا يكون لديك طمع فيهم على الإطلاق، أن يبني الناس أنفسهم على أساس معرفتهم لبني إسرائيل، يمكن متى ما جاءت مرحلة معينة رأوا هم، هذا الطرف، ليس على حسب إملاءات بني إسرائيل: أنه يأتي هدنة، يأتي صلح ويكون هو مجهز نفسه بالشكل الذي يعرف أنه احتمال 100% أنهم ينكثون لكن اتركهم ينكثون لتضربهم، لأنه متى ما نكثوا عهداً، متى ما نقضوا ميثاقاً أصبح مبرراً واقعياً ومبرراً إعلامياً، ومبرراً منطقياً أن يُضْرَبُوا . الآن هؤلاء الذين يحاولون يمسكون الأشخاص الذين يرفعون التكبير في المساجد [الموت لأمريكا والموت لإسرائيل] أليس هذا تصرفاً قد يكون ظاهر فيه واحدة من هذه الحالات؟ يعني ماذا؟ طمع أنه إذا سكّتنا هؤلاء وتركنا للأمريكيين كذا، وقبلنا لهم هذا المطلب، وقبلنا هذا المطلب ووافقنا على هذه الحاجة التي يريدونها أنه يعني في الأخير ماذا ؟ سنسلم شرهم ونهدأ ! رجعوا على أصحابهم يمسكونهم! أليست نفس الطبيعة؟ طبيعة [عرفات] طبيعة [السلطة الفلسطينية] . الله يقول للمسلمين: لا يكن لديكم طمع فيهم، في أنهم يؤمنون لكم، في أن يفوا معكم، في أن يكونوا ملتزمين بأي ميثاق أو عهد يقوم بينكم وبينهم، في أن يقدروا لكم شيئاً تعملونه أنتم لهم على أساس يرضون عنكم، قال الله في آية أخرى:{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}(البقرة: من الآية120) لاحظ لو أن لديهم رؤية قرآنية لعرفوا كيف يتصرفون من البداية مع اليهود، لكن لا يوجد رؤية قرآنية لذلك تراهم في الأخير يكون تصرفهم قوي مع الحركات المجاهدة لليهود، الواعية، الفاهمة لنفسية اليهود وطبيعتهم . لاحظ القصة العجيبة التي تبين لك أنه الناس الذين يكونون جريئين إلى الدرجة هذه: أن يحرفوا كلام الله سيحرفون أي شيء تقدمه إليهم؛ ألم يحصل هذا في قضية العراق عندما قدم ملفاً كاملاً عن أسلحته وعن برامجه التسليحية، ألم يقوموا بخطفه هم؟ اختطفوه وفعلاً غيروا فيه حتى أصبح ظاهراً بأنهم غيروا فيه فعلاً قبل أن يوزعوه لدول أخرى، ويعيدوه إلى [مجلس الأمن] أو إلى [الجمعية العامة للأمم المتحدة] غيروا فيه. الإيرانيون سلكوا نفس الطريقة أي قدموا هم أيضاً تقارير قدموا أشياء عن برامجهم إلى [ الوكالة الدولية ] واحد من الأمريكيين يتكلم قبل أسبوع قال : قدموا بعض، أي: الإيرانيين قدموا بعض، أي: أن هناك مطالب، لا تنتهي هذه المطالب . أولئك يتصرفون معهم على أساس أن عندهم أمل، أو عندهم طمع: أن يؤمنوا لهم! هؤلاء أناس ليس فيهم مطمع أن يؤمنوا لكم على الإطلاق . إذاً، العنوان هذا، أو القضية هذه تحتها تصرفات كثيرة جداً، إما تصرفات خطأ ـ عندما لا تكون فاهم بأن الله قال عنهم، بأن ليس فيهم مطمع أن يؤمنوا لكم ـ أو تصرفات إيجابية عندما تكون واثقاً بهذه: أن هذه طبيعة لديهم ثابتة، فإذا كانوا يحرفون كلام الله سيحرفون كلامك، كلام أي دولة، كلام أي حزب {مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ}(البقرة: من الآية75) ليس تحريفاً على أساس أنهم إنما يتحدثون بما فهموه، يتحدثون بما فهموه فتكون النتيجة في الأخير ماذا؟ أنهم لم يعرفوا الموضوع فعبروا عنه خطأ، لا. إن القضية من أصلها أنهم هم ينطلقون متعمدين للتحريف. {ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}(البقرة: من الآية75) تجد في هذه أيضاً مظهراً سيئاً من مظاهر عدم الاهتداء بهدي الله، ألم يتضح هناك قضية في مواقفهم من خلال البقرة، ومن خلال ما سيأتي من آيات أخرى، من خلال موقفهم أيضاً مع آيات الله التي هي هدى، وكيف أنه قد يقسو قلب الإنسان حتى يصبح لديه جرأة بدل أن يستفيد من كلام الله، ويهتدي به، ويخشع قلبه، ينطلق لتحريفه تحريفاً واضحاً أي من بعد ما عقله وهو يعلم!. هذا أثر سيء جداً من آثار عدم تقبل الهدى من البداية . انطلقوا بدل أن يكونوا دعاة إلى الإيمان، مؤمنين حقيقة، ودعاة إلى الإيمان الحقيقي، ويؤمنون بما يأتي من عند الله سبحانه وتعالى؛ أصبح الإيمان لديهم وسيلة خداع وتضليل:{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}(البقرة: من الآية76) من أي معرفة، من أي شيء معين، قد يكون فيه ما يمثل شهادة للمسلمين بأن هذا الدين، وهذا
الكتاب، وهذا الرسول هو
حق. قد يكون هذا الشيء في كتبهم مثلاً أو سمعوا من بعض علمائهم أو بعض أحبارهم . {لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ}(البقرة: من الآية76) لاحظ كيف نظرتهم لله: خداع مع الله في نفس الوقت! يعني: فعلاً أنتم قد تقدمون للمسلمين شيئاً يعتبر فعلاً شاهداً من داخل كتبهم، أو على ألسنة بعض أحبارهم: أن هذا نبي حق، ويكون في الأخير حجة للمسلمين يوم القيامة عند ربكم! {لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}(البقرة: 76 ـ77). لأن هذه قضية فيها سر، فيها إظهار إيمان ويسرون أنها عملية خداع وتضليل، يسرون إلى آخرين بأنه: أنتم لا تتحدثوا عن هذا، وهذا، وهذا، أمام المسلمين. الله سبحانه وتعالى يقول:{أَوَلا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ}(البقرة:77) .
الى هنا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]