دروس من هدي القرآن الكريم
درس الثلاثاء
تابع...مديح القرآن ...الدرس الرابع
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
🌳 نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
🌴 منهجية قرآنية
التكرار و التأكيد و التنوع في طرح المواضيع المهمة و من كل جوانبها.
🌴 إذا لم يكن القرآن الكريم هو أرقى و أفضل من كل القوانين و الأفكار و النظريات البشرية فلماذا دعا الله الكافرين إلى المحاولة للإتيان بآية أو بسورة من مثله ؟
🌴 الأختلاف طبيعي و يصبح إيجابي إذا كان الطبائع والقدرات و المواهب...الخ
ولكن الإختلاف في الدين هو الخطر بعينه.
🌴 في أي دولة هناك نظام واحد ولا يمكن أن يكون هناك نظام لكل شخص أو لكل جماعة على حدة ...فلماذا يشرعنون الإختلاف في الدين إذا ؟
🌴 اذكر بعض التصرفات التي تضرب قيمة القرآن عند الناس.
💐 مع الدرس نسأل الله الهداية
.[وفي كتاب الله وترافده, وتشابهه في البيان وتشاهده] ترافده بعضه يرفد بعض, يشهد بعضه لبعض, ويشد بعضه بعضاً, ويؤكد بعضه بعضاً [وتشابهه في البيان وتشاهده]؛ لأن القضية الواحدة يتناولها من أكثر من جهة, ويقدمها أكثر من مرة, وفي أكثر من موضوع, قضية تأكيد, لا تكون فقط قضية واحدة, ويخطفها خطفه فقط, تجده يتحدث عنها كثيراً ومن جميع جوانبها. [وفي كتاب الله وترافده, وتشابهه في البيان وتشاهده ما يقول سبحانه فيه وفيما جعله من ذلك عليه: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً}] يشبه بعضه بعض [{مَّثَانِيَ}] بمعنى مثنَّى, أو تثنى الأشياء فيه, تتردد, وعندما تتردد لا تتردد على صورة واحدة, يكشف القضية من أكثر من جهة، من أكثر من جانب. [{تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}]هذا هدى الله, فالذي لا يهتدي به سيضل، ويضله الله {وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} ولم يعد هناك أي طرف آخر يمكن أن يهديه على الإطلاق.الضلال ـ مثلما نقول أكثر من مرة ـ الضلال معناه واسع جداً, يعني في كل مجالات الحياة, في كل مجالات الحياة. [فهل بعد هذه الآية وبيانها لملحد ـ أنصف نفسه ـ في كتاب الله من حيرة في شك, أو إلحاد؟!] لملحد أنصف نفسه [في كتاب الله من حيرة في شك, أو إلحاد؟! لو لم يسمع فيه غيرها, إذا هو فهم تفسيرها, فكيف بما ثَنَّى الله في الحجة لذلك من المثاني, وكرر على ذلك من شواهد البرهان, التي فيها من الحجة, والتبيين والإتقان, ما هو أحق من كل رؤية وعيان].يعني أنه يبين ويوضح بما هو تقريباً أكثر من ماذا؟ من وضوح المرئيات, بما هو يكاد أن يكون أكثر من وضوح المرئيات [فليسمع سامع لتقرير الله سبحانه لعباده على الشهادة له, بتنزيله الكتاب إذ يقول سبحانه فيهم لمن أنكر أنه تنزيل رب العالمين: {قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ}(هود13)] إذا عندكم أنه افتراه, من عنده صلحه, فأنتم عرب مثله تستطيعوا إذاً فهاتوا, هاتوا عشر سور مثله مفتريات, إن كان على ما تقولون أنه مفترى, وأنت افتري, هات عشر سور, تستطيع أن تعمل عشر سور من مثل القرآن ما تستطيع. هناك قال:{بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ}(البقرة23) في آية أخرى.[{وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}] بأنه افتراه, وبأنه مفترى وليس من عند الله؛ لأن ما كان من عند البشر فيستطيع البشر أن يعمل مثله، يستطيعون أن يعملون مثله ما كان صناعة بشرية، يستطيع الآخرون أن يصنعوا مثله.إذا هناك مثلاً ساحر ما هو يستطيع شخص آخر يتعلم قواعد السحر فيكون ساحراً مثله؟ إذا هناك أحد مثلاً يبدع في مجالات معينة، ما هو يكون للصناعة قواعد معينة, يستطيع من يتعلموها أن يصنعوا مثله وهكذا.[فأمرهم تبارك وتعالى بذلك بالحشد لأوليائهم, ولكل من قدروا عليه في ذلك من أعدائهم, ممن أنكر من القرآن ما أنكروا, وكفر بالله كما كفروا, فلم يستجب له في ذلك مجيب, أحمق منهم ولا لبيب, وانحسروا عن الجواب له قاصرين, وغلبوا بمنِّ الله صاغرين, ولو وجدوا على ذلك قوة لأجابوا فيه ـ مسرعين ـ الدعوة, ولو كان ما جاء به بشرياً] شيء من صناعة البشر [لكان بعضهم عليه قوياً] يستطيع أن يأتي بمثله؛ [لتشابه البشر في القول والنظر, والهيئات والصور.ولعلم الله بعجزهم عن أن يأتوا بسورة واحدة من سوَرِه, أو بشيء مما جعله فيه من هداه ونوره, ما يقول أرحم الراحمين لرسوله وللمؤمنين: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ}(هود14) فهل بعد هذا من تقرير أو برهان, أو تبصير لقوم يعقلون].ونحن نأتي في الأخير ونقول: القرآن على هذا النحو: عظيم, وهدى, ونور, وشفاء...الخ, لكن نقول في الأخير: هذا القرآن ما استطاع يوحد الناس! أو نقول: نحن مثلاً نتفرق في قضايا ثم نظفي عليها شرعية, ويقدم
موضوع الدين كل واحد من عنده, فتفرقنا واختلفنا, وهذه هي إشكالية, أليست إشكالية؟ وفي الأخير نحسبها على هذا!!.فإذا افترضنا أنه لا يوجد في القرآن حلاً لهذه الأشياء, لا يوجد في القرآن حلاً لهذه الوضعيات السيئة التي الناس عليها, معنى هذا لا يوجد قيمة للضجة هذه بكلها حول عظمته وهدى ونور وشفاء وبصائر .. الخ, إذا لم يكن فيه ما يعتبر بصيرة نبصر فيها الحالة السيئة التي نحن فيها, إذا ما كان فيه ما نبصر به طريق لا نختلف إذا سرنا عليها.أليس هذا من أبسط الحاجات, ومن الإشكالات القائمة التي يلمس الناس دائماً بأن هناك حاجة إلى حل لها؟ لأن الكل مختلفين عندما تأتي تناقشه يقول لك في الأخير: لكن ما أمكن إلا كذا. ما هو يقول: هي إشكالية؟ يقول لك في الأخير: ما أمكن إلا كذا.أو يقول لك: الاختلاف هو طبيعي, يعني البشر هم طبيعي يختلفون, والاختلاف هو طبيعي عند البشر. قلنا: صحيح, الاختلاف طبيعي عند البشر؛ ولهذا كان ممنوع أن ينزل الدين إلى بين أيديهم, وكل واحد من عنده؛ لأنهم سيختلفون فيه؛ لأنهم متنوعين في رؤاهم, في أمزجتهم, في طبائعهم, فكان القرآن, وكان هدي الله بالشكل الذي ينضوي تحت لوائه من هم مختلفين, ولو نزل إليهم سيختلفون فيه, ويفرقونه, ويمزقونه؛ لأن الاختلاف طبيعي عندهم, أليس الاختلاف طبيعي؟.الاختلاف هذا نفسه الذي يقولون هو طبيعي, هي ليست قضية سلبية, هو أصلاً تنوع بالنسبة لعمارة الحياة, هو تنوع، تنوع, لكن إذا تريد تنزل القرآن إلى بين أيدي هؤلاء المتنوعين سيمزقونه كل ممزق, والدين يفرقونه, وكل واحد ينطلق لوحده.وهذه قضية فيها شاهد من الحياة بالنسبة لنا, ألست مثلاً ستجد في الشعب الواحد ترى الناس مختلفين, مختلفين في مؤهلاتهم, مختلفين في صناعاتهم، مختلفين في أذواقهم، مختلفين في مهنهم, ويأتون بنظام واحد, أليسوا يأتون بنظام واحد يكون نظام لحياة هؤلاء الذين تراهم هذا نجار, وهذا طبيب, وهذا كهربائي, وهذا ملحّم, وهذا بنّاء, وهذا مليّس, وهذا يأكل هذا, وهذا ما يعجبه الأكل هذا, وهذا يأكل كذا, وهذا يعجبه أن يكون شكله كذا. أليس هذا التنوع حاصل عند الناس؟.هذا لا يمكن أن يحصل عندنا نحن البشر, يعني نقول: أنها ليست قضية صحيحة أنه ممكن ننزل النظام, ننزل قانون ونجعله في متناول الناس هم, نقول: أنتم اعملوا لكم قانون, وكل واحد يمشي على ما ترجح لديه! ما هو سيطلع رؤى متباينة؟ يأتي القانون بالشكل الذي لا يخضع للاختلافات هذه, بل هو يحسم, أي يعتبر نظام يجمع هؤلاء المختلفين في صناعاتهم, في أمزجتهم؛ ليسيروا في اتجاه واحد في الحياة؟ يسيروا في اتجاه واحد, وما معناه ليطلعوا كلهم نجارين, أو يطلعوا كلهم كهربائيين, أو يطلعوا كلهم ملحمين, أو بنائين، لا، لأن مجموع البنائين, والملحمين, والكهربائيين, والأطباء, والإداريين, والمعلمين .. الخ, كلهم يبنوا ماذا؟ يبنوا الحياة. فهنا يجعل كيف يكون عمل النجار بشكل صحيح, يكون رافد في الحياة, يكون له أثر في الحياة, مثل الكهربائي, مثل المعلم, مثل كذا, فيضبط المسيرة هذه المتنوعة, يضبط المسيرة المتنوعة, يضبط الناس المتنوعين في مسيرتهم, ويجعل المؤدى واحد, والغاية واحدة, ويجعل البناء في الأخير بناء واحداً.عندما نتصور مثلاً أمة تكون قوية, ما كلمة أمة تعني حاجة واحدة, تتصور قوة واحدة, أليست هكذا؟ تنزل إلى تفاصيل القوى, تقول: يجب أن يكون هناك زراعة, يكون هناك تعليم, يكون هناك صناعة, يكون هناك مراكز علمية, ومراكز أبحاث, ألست هنا في الأخير ترى تنوعاً؟ لتتشكل قوة، وتتشكل أمة واحدة, بناء الأمة يتمثل في هذا التنوع الواسع, فليضبط المسألة بحيث يكون هذا التنوع بالشكل الذي يبني الأمة, ويكون هؤلاء بالشكل الذي ما يكون بينهم اختلافات, ينطلقون انطلاقة واحدة وهكذا.كيف أما في دين الله نجوِّز أنه ينزله إلى بين أيدينا, وكل واحد ينطلق على حسب مزاجه؟ يستنبط هو, ويمشي على ما ترجح لديه وفهم, وعلى ما غلب عليه ظنه, وعلى ما أدى إليه نظره, ما هذه قضية؟ هذه لا تقبل عند أي شخص عنده تفكير لصناعة نظام ولو لمديرية واحدة ما بالك لشعب, هذه الطريقة ليست صحيحة أبداً. فعندما يقول لك واحد: الخلاف هو طبيعي, طيب هذا شاهد على المسألة هذه؛ لأنك ترى الناس هكذا يختلفون في أمزجتهم, في أهوائهم, في أشياء من هذه, فهذا شاهد على أن الدين لو نزل إلى بين أيديهم فيخضع لرؤاهم, وأنظارهم سيختلفون, وهذا الذي حصل فعلاً, أليس هو الذي حصل؟ وشهدوا, وأصبح مبحثاً من مباحث أصول الفقه نفسه, ومن مباحث علم الكلام, موضوع الاختلاف. قضية حصلت لا يوجد أي مجال لسدها لا تحصل, بحيث نعمل على أن لا تحصل.في الأخير قاموا ببحثها: هل كل هؤلاء المختلفين مصيبين, أو الحق واحد والباقين مخطئين؟ وإذا قلنا: الباقين مخطئين, فهل هم آثمين, أو ما هم آثمين, أو من هو الآثم, ومن هو الذي ما هو آثم..! أصبح مبحثاً هو في حد ذاته, يعني قضية مسلمة, وقعت فعلاً.
طيب لماذا لا يعملوا بحث أنه هل هناك شيء يحول دون أن يحصل اختلاف على هذا النحو, وكل واحد يطلع رؤية من عنده, وكل واحد يقدم فكرة من عنده في هذا الدين, وكل واحد يقدمها بأنها هي الدين, أو ما يريده الدين؟. لا بد أن هناك حل, إذا لم نفترض في القرآن الكريم حلاً لهذا, فمعنى هذا بأنه ما هناك حاجة لقوله: هدى، نور، شفاء، بصائر .. الخ.لأننا بحاجة, هذه ظلمة, أليست هذه ظلمة, وهذه إشكالية كبيرة, هذه تجعل الأمة لا تعد تلتقي على موقف واحد, تجعل الأمة تتعادى فيما بينها, تجعل الناس يحارب بعضهم, تجعلهم أمام الأعداء إذا جاءت قضية يختلفون بدل أن يتوحدوا في وجهه. ما هذا شيء ملموس؟ هل هناك حل لهذه وإلا فما هو النور والبصائر إذا ما هناك نور وبصيرة لهذه المشكلة؟ وأمثالها, وكم يا مشاكل من هذا القبيل. يعني هذه هي قاعدة على أساس ننطلق منها, عندما تجد في القرآن الكريم أن الله يقول لك: حكيم, عليم, قدير, رحيم, أليس هذا شيء؟ قل: لا بأس, لكن إذا افترضنا بأنه أنت ما عندك أي تدبير في هذا الموضوع الذي نحن نراه بالنسبة لنا شقاء, وحالة غير حكيمة, وحالة غير صحية ـ على ما يقولون ـ فما معنى عليم حكيم قدير وأنت ملكنا وإلهنا؟ أليست هكذا؟. لا بد أن تفترض أن لديه ما يجعل حياتك بالشكل الذي تتناسب مع حكمته هو, مع رحمته هو, لا بد أن تفترض هذه. عندما يقول لك: القرآن هدى ونور وشفاء, طيب أنا عندي إشكاليات معينة, وفي الحياة إشكاليات معينة, فلا بد أن نفترض أن في القرآن حلولاً لها لو سار الناس عليها لما وقعت هذه الإشكاليات نهائياً. أما إذا افترضنا أن القرآن ليس له دخل من الموضوع فأنت إذاً ما تردده عبارات فاضية, نوراً مبيناً, وهدى, وضياء, وأشياء من هذه, وأنت مؤمن بالإشكالية كإيمانك بالقرآن! كيف تؤمن بالمشكلة كإيمانك بالقرآن أنها واقعة, ولا هناك منها مخرج؟! طيب أنا أريد أن أسألك أنه إذا القرآن ليس فيه نور لهذه المشكلة إذاً فالقرآن, وهذه قد تحصل لواحد في مناظرة معينة, قد تحصل لك هذه؛ ولهذا نقول: يجب أن نفهم ما هو الحل؟ ما هو الحل فعلاً وإلا قد يقال بالنسبة للقرآن: هدى, نوراً, شفاء, الخ. نقول لك: طيب هنا وضعية معينة أليست إشكالية؟ صحيح إشكالية, ما هو النور حقك لهذه؟ ما هو الهدى هنا في هذا؟ ما هو ... الخ. عندما لا يكون هناك شيء إذاً لماذا تقول لي أنت: هدى, ونور, وأنت معتقد بأن هذه ظلمة, ولا يوجد منها مخرج في قرآنك؟! أليست هذه مشكلة؟. لاحظ كيف مارسوها بطريقة معناه مستعجلة, لما قد أصبح مفهوماً سائداً عند الناس أنه نقرأ كذا بنية كذا, أليست هذه حالة؟ قالوا: إقرؤوا {قُلْ هُوَ اللهُ أحَد} ألف مرة و{ألم تَر} خمسمائة مرة, يقرؤونها بنية أن الله يدمر أمريكا وإسرائيل! طيب نقول: الغلطة في هذه أن هذا تقديم للقرآن بالنسبة للعامة بشكل غير صحيح, سيأتي من بعدك إحباط, سيقرؤونها خليهم يقرؤونها كم ليالي من ألف مرة, من خمسمائة مرة, ورأى العدو إنما فقط إنجازات, ونجاحات في عمله هناك, أخذ بغداد, أخذ العراق, وقد هو يريد إيران, يريد السعودية. ماذا سيقول الناس بعد, من يقرؤون القرآن بالشكل هذا؟ سيقول واحد: ما نفع، هي نفس هذه, يعني هو ليس فيه حلاً للمشكلة هذه, ما عمل شيء, ما له أثر! ما هنا ستهبط قيمة القرآن في النفس؟ بالرؤية هذه عندما يقول لك: اقرأ كذا بنية كذا، وقرأ قرأ وفي الأخير يقول: ما نفع, تهبط قيمة القرآن عنده, أي لا يوجد فيه مخرج لهذه. لكن لا، يُقدم القرآن بالشكل الصحيح في التعامل معه, هو يهدي عملياً تنطلق {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ}(الأنفال60) {وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}(آل عمران122) وهكذا, أليس هو يتحدث؟ يهدي عملياً؛ لأنه أنزله كتاباً لنقرأه ونسير على هديه, وليس لنقرأه هو على العدو, تقرأه على العدو هذا, لا؛ ولهذا ما حصلت في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله), ما حصلت, ما قرأه وجلس في مسجده على المشركين وهم متجهين إلى المدينة, لقيوهم في [أحد] وقتال, خسروا سبعين شخصاً منهم حمزة. ألم يكن أسهل عليه أن يقرأ {قُلْ هُوَ اللهُ أحَد} ألف مرة؟ لكن هذه ليست طريقة, خاصة وأنت في مواجهة يهود, وحملة دعائية, حملة ثقافية يهودية متجهة, قد هم معبيين شُبَه, عارفين ماذا يطرحوا من إشكالات, إذا ما هناك عند الناس فهم لحل فعلاً سيجعلون الناس يكفرون, يشكون في الدين, أو على الأقل ما يكون للدين قيمة عندهم نهائياً. عندما يقول: {قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}(الفرقان6) معناه أن كل قضية ما يغفل عنها, في القرآن ما يهدي إليها. إذا الإنسان ما يلمس أنه يوجد حل تفصيلي لتلك النقطة الفلانية, فهو يهدي إلى شيء, هذا الشيء يقوم على أساسه الحلول التفصيلية للقضية.
الى هنا وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين .
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]