درس الأربعاء
تابع...لا عذر للجميع أمام الله
ألقاها السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
- نقاط هامة للمراجعة وربطها بالواقع
- ماهو الإستعمار الجديد ؟
- ماهو الحج الإسلامي ؟ و كيف عطل آل سعود الحج و ضربوا أهدافه ؟
- ( حج يا حاج ) عبارة يمنية معروفة فعلى ماذا تدل و كيف رسخت مفاهيم مغلوطة كثيرة ؟
- مكافحة الإرهاب الخدعة التي استطاعت بها أمريكا احتلال البلدان الإسلامية
- لماذا أصبح كلام و تبريرات الأمريكي أصدق عند الكثير من الناس من آيات القرآن الكريم ؟
- لماذا صدق الكثير تبريرات الأمريكي للعدوان على اليمن و لم يصدقوا الآيات القرآنية ؟
- أمريكا هي من صنعت داعش و القاعدة و هي أحرص عليهم اذكر شواهد على هذه الحقيقة.
- مع الدرس نسأل الله الهداية
ثم في نفس الوقت لا ننظر من جهة أخرى إلى أنه هل بالإمكان أن نصل إلى الجنة؟. هل نحن في طريق الجنة أو أن طريق الجنة طريق أخرى؟. طريق الجنة هي طريق أولئك الذين قال عنهم في هذه السورة بالذات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٌ} (المائدة:من الآية54).
ليسوا من النوعية التي تقول: ما نشتي مشاكل عندما تحدثهم بما يعمل أعداء الله وتذكر لهم الجهاد في سبيل الله، أليست هذه الكلمة معروفة عندنا: "والله فلان يشتي يقلب علينا بمشاكل" القرآن يلغي هذه، ومن يقولون هذه الكلمة أبداً لا يمكن أن يكونوا في طريق الجنة لان الله يقول {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} [آل عمران : 142] ولا يمكن أن يكونوا ممن يعتزون في الدنيا والآخرة.
هويقول عن هذه النوعية {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} ألسنا أقوياء على بعضنا بعض في الخصومات؟. وكل واحد منا يتوجه بكل ما يملك ضد صاحبه على(مشرب) أ وّ على أرضية أو على أي شيء وأذلاء أمام الكافرين، أمام أهل الباطل، أمام اليهود والنصارى أذلاء.
يذل الكبير فينا ونحن نذل بذله، يخاف الرئيس أو الملك فيقول: أسكتوا لا أحد يتحدث. ونحن نقول: تمام. ولا نتحدث ونسكت، يخاف فنخاف بخوفه إلى هذه الدرجة أصبحنا، أذلة أمام اليهود والنصارى، أذلة أمام أهل الباطل والله يقول عن تلك النخبة {أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٌ}.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
{يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}، ينطلقون هم؛ لأنهم قوم كما قال عنهم {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} ليسوا حتى بحاجة إلى كلام كثير يزحزحهم، ويدفعهم فينطلقون متثاقلين. هم من ينطلقون بوعي كامل وبرغبة كاملة لأنهم يحبون الله {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} ومن يحب الله لا يبحث عن المخارج والممالص من عند سيدي فلان أو سيدنا فلان.
هم قوم يبحثون عن العمل الذي فيه رضى الله؛ لأنهم يحبون الله والله يحبهم.
{يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٌ} لم يقل حتى، ولا يخافون قتل قاتل، أو لا يخافون القتل. أساساً هم منطلقون للجهاد، هم من يريدون أن يستبسلوا ويبذلوا أنفسهم في سبيل الله، فأن تخوفوه بالقتل هذا شيء غريب هذا شيء لا يثيره ولا يخيفه؛ لأنه يجاهد.
ماذا بقي أن تعمل؟. أن تلومه. قد يأتي اللوم مثلاً يقول: (لماذا أنت تقوم فتتحرك؟ هذا سيدي فلان لم يتحرك. لماذا أنتم يا آل فلان تتحركون أما آل فلان ما تحركوا؟. هل انت أحسن من فلان؟. وهل فلان أحسن من فلان). أليس هذا اللوم يحصل؟. هم واعون ولا يخافون لومة لائم، عارفون لطريقهم وعارفون لنهجهم وعلى بصيرة من أمرهم، لا يمكن لأحد أن يؤثر فيهم فيما إذا لامهم.
{وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٌ} أما أن يخاف المشاكل أو يخاف القتل فهذا الشيء الذي لا تستطيع أن تخيفه به لأنه منطلق مجاهد، أن تنطلق إلى مجاهد لتخوفه بالقتل هذا غير صحيح، هو لن يتأثر. أن تخوف الإمام علي عليه السلام في بدر بالقتل هل سيخاف؟. لا يمكن أن يخاف وهو في ميدان الجهاد، وهو انطلق مجاهد مستبسل يبذل نفسه في سبيل الله.
أولئك الناس المسلمين منا الذين يجعلون عذاب الناس أعظم من عذاب الله وعذاب الناس أشد من عذاب الله، نريد إسلاماً ليس فيه مشاكل. أليس هذا هو الصحيح؟. نريد إسلاماً لا نبذل فيه شيئاً من أموالنا ولا نقف فيه موقفاً قوياً، ولا يثير علينا مديراً ولا محافظاً ولا رئيساً ولا يهودياً ولا نصرانياً، إسلام سهل.
كأننا نريد ما لم يحظ به رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم)، هل تعرفون هذا؟. كأننا نجعل أنفسنا فوق رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) كأننا نجعل انفسنا عند الله أعظم من محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وعلي عليه السلام. هل هذا صحيح؟. هذا تفكير المغفلين. لو كانت المسألة على هذا النحو لما تعب محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) لما جاهد، ولما جاهد الامام علي عليه السلام ولما جاهد الآخرون.
نحن نريد من الله أن يحشرنا في زمرة محمد ولا يكون بيننا وبينه ولا محط أصبع في الجنة، أن يحشرنا الله في زمرة محمد وأن يسقينا بيد الامام علي عليه السلام من الحوض، ونحن في نفس الوقت غير مستعدين أن نتحمل أي مشقة من أجل ديننا، ولا أن نبذل أي ريال في سبيل ديننا، ونريد من الله أن يدخلنا الجنة، أي كأننا نريد ما لم يحصل لرسول الله محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم).
ألم يقل الله لرسوله محمد (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ} (النساء: من الآية84) في الأخير إذا لم تجد من يقاتل في سبيل الله إلا أنت فقاتل أنت.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
وعندما بنى مسجده (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) لم يبنه كـ(مَكْسَلة)، كما هو الحال في نظرتنا إلى مساجدنا الآن أصبحت (مَكَاسِل). كان مسجده قاعدة ينطلق منها للجهاد، قاعدة يتحرك فيها روح الجهاد والتضحية في نفوس المسلمين. كان مسجده قلعة عسكرية. أما نحن فإننا من يقول بعضنا لبعض من العُـبَّاد "أترك.. مالك حاجه، والهَمَ الله في شغلك وعملك وأموالك، ومن بيتك إلى مسجدك، احمد الله ذا مسجدك قريب، ومعك بَرْكَة فيها ماء كثير توضأ وصل واترك الآخرين، لست أحسن من سيدي فلان ولست أحسن من فلان".
أصبحت مساجدنا مكاسل، وأصبحت الصلاة لا تحرك فينا شيئاً، لا تشدنا إلى الله ولا تُلفتنا إلى شيء، مع أن الصلاة هامة جداً ولها إيْمَاءَاتها الكثيرة ومعانيها الكثيرة وإشاراتها الكثيرة، والمساجد لها قيمتها العظيمة في الإسلام لكن إذا ما كانت مساجد متفرعة من مسجد رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) وليس من مسجد الضرار الذي أحرقه رسول الله (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) إذا كانت المساجد متفرعة، من مسجد رسول الله فهي مساجد لله بما تعنيه الكلمة، والصلاة فيها لها فضلها ولها عظمتهاأما إذا كانت المساجد هكذا ونضع فيها المصاحف، فلا الصلاة، ولا المصحف، ولا المسجد، بقي له معناه الحقيقي في نفوسنا، فنحن إذاً نصنع للإسلام مخزناً نضع القرآن فيه ونقول له: "اجلس مكانك هنا، لا تزعجنا".
ونحن نصلي ونقرأ القرآن أحياناً ولكن لا نتأمل في الصلاة، أليس هناك محاريب في المساجد يتقدم فيها واحد يصلي؟ أي أن يلتفّ الناس حول قيادة واحدة صف واحد {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف:4) الصلاة تعلمنا كيف يجب أن نقف صفاً واحداً تحت قيادة واحدة في الاتجاه على صراط الله وفي الإتجاه في طريق الله سبحانه وتعالى وفي سبيله، وكم للصلاة من معاني. ولكن لا نستفيد منها شيئاً، كل العبادات ذابت معانيها في نفوسنا، الإسلام أصبحنا نشوهه، الإسلام لم يعد له طعم في نفوسنا، الإسلام لم يعد يحرك لدينا شيئاً لا في نفوسنا ولا في واقع حياتنا.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
(لا عذر للجميع أمام الله)
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 21/12/1422ه
اليمن – صعدة.