
وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال، اللهم اهدنا وتقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
في الحديث عن الفريضة الإلهية المهمة التي هي الجهاد في سبيل الله -سبحانه وتعالى- يتضح لنا من خلال الواقع، ومن خلال العودة إلى القرآن الكريم، ومعرفة السنن الإلهية، والتأمل في توجيهات الله -سبحانه وتعالى-: أنَّ الله وهو الذي في كل ما شرعه لنا، وأمرنا به إنما يأمرنا بما هو خيرٌ لنا، وأنَّه -جلَّ شأنه- يوجهنا إلى ما فيه الرشاد والفلاح والفوز لنا؛ لأنه غنيٌ عنا، وعن أعمالنا، وعن طاعتنا، لا تنفعه طاعتنا، ولا تضره معصيتنا.
فعندما أمرنا بالجهاد في سبيله قال -جلَّ شأنه- : {وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ} [العنكبوت: من الآية6]، قال -جلَّ شأنه-: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [الصف: من الآية11]، الله -سبحانه وتعالى- جعل من أعظم ما يرعى به عباده، وأعظم نعمةٍ وأجل نعمةٍ أنعم بها عليهم: نعمة الدين، الدين الإلهي الذي نتحرك فيه، وننظم مسيرة حياتنا على أساسه، بالالتزام بتلك التعليمات والتوجيهات التي مصدرها الله -سبحانه وتعالى- وهي من منطلق رحمته وهو أرحم الراحمين، ومن منطلق حكمته وهو أحكم الحاكمين، وتوجيهات تصلنا بتدبيره، وهو الذي يدبِّر شؤون السماوات والأرض،
اقراء المزيد