
فإذاً المسؤولية الدينية هي تحتّم النهوض، تحتّم الموقف، وواحدٌ من التزاماتك كمسلم تجاه هذا النوع من الطغاة الذين يستهترون بالأمة، الذين يصبحون وبالاً على الأمة، وشراً على الأمة، ويمارسون الطغيان، ويعملون في عباد الله بالإثم والعدوان، واحدٌ من مسؤولياتك الدينية أيها المسلم أن تتحرك ضدهم، أن تسعى لمنع طغيانهم، أن تقف بوجه ظلمهم وإجرامهم، وأن لا تبيح نفسك لهم، أن لا تخنع لهم، أن لا تمكنهم من ممارسة الطغيان بحقك، من الظلم لك، أن لا تمكنهم منك ومن أمتك ليفسدوا ويظلموا ويمارسوا هوايتهم بالجبروت، وممارسة الإثم والعدوان، هذا جانبٌ أساسيٌ ومهمٌ أكّد عليه الإمام زيد عليه السلام، وتحرك بمقتضاه في أوساط الأمة، وخاطب الأمة به، وذكّر الأمة به، وعمل على استنهاض الأمة من خلاله، أن يا هذه الأمة دينكم، مبادؤكم، قيمكم، أخلاقكم تفرض عليكم أن تنهضوا، وأن تتحركوا، أن لا تبقوا في حالة الإذعان والاستسلام والخنوع للظلم للطغيان للإجرام، لطغاةٍ مجرمين ظالمين يظلمونكم بكل أشكال الظلم، بالإفساد للقيم، بالنهب للمال العام، بالتعذيب والاضطهاد والقمع والإذلال والاستعباد والإهانة، ليس لكم عندهم أي قيمة، ولا لرموزكم، ولا لمقدساتكم، وهذا جانبٌ يجب أن يترسخ في أوساط الأمة؛ لأنه غُيِّبَ في حالة التثقيف الديني، والخطاب الديني،
اقراء المزيد