قوى الشرك كانت تسيطر على المسجد الحرام، وكانت تجعل منه منطلقاً في معركتها ضد رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله-، يجهِّزون الجيش في مكة، وسينطلق لمحاربة محمد وأصحابه، محمد الصابئ وأصحابه، هكذا كانوا يصورون المسألة، وأنهم حماة للمسجد الحرام ولمكة، وأنهم يدافعون عن مكة لا يقتحمها محمد عسكرياً، هكذا يصورون معركتهم مع رسول الله، وكأنها معركة للدفاع عن مكة، للدفاع عن المسجد الحرام، كما يصور النظام السعودي اليوم معركته في عدوانه على الشعب اليمني، على يمن الإيمان والحكمة، ثم يفتري افتراءً من أعظم ما افتراه: [أنه يدافع عن مكة من الشعب اليمني، وأن الشعب اليمني يمثل خطورة على مكة، وأنه يستهدفها بالصواريخ لولا اعتراض الباتريوت]، افتراءً عظيماً وبهتاناً عظيماً وزوراً فضيعاً، يعمل في ذلك بنفس ما كان يعمله المشركون في أسلوبهم باستغلال البيت الحرام، والمسجد الحرام، وشعائر الحج، والمقدسات في مكة، دعايةً يستغلونها ضد رسول الله، وفي حربهم ضد الإسلام.
اقراء المزيد