
شعوبُنا أَمَـامَ كُلّ ذلك بين خيارين: إما الاذعان والتسليم لهذه المخاطر وإفساح المجال للأَمريكي وأَدَوَاته ليشتغلوا شغلهم في الأُمَّــة ويعملوا ما يريدون وينفذوا كُلّ مكائدهم ومؤامراتهم بحق الأُمَّــة دون أية عوائق ولا مطبات أَمَامـهم حتى يوصلوا إلَـى النتيجة التي يريدونها وهي أَسْـوَأ نتيجة خسارة الدنيا والآخرة، أَوْ أن تتَـحَـرّك الأُمَّــة أن تعتصم بالله سبحانه وتعالى، أن تعود إلَـى مبادئها العظيمة وَإلَى قيمها الأصيلة وَإلَى فطرتها الإنْسَـانية، وتتَـحَـرّك تَـحَـرّكاً مسؤولاً تعي مسؤوليتها أَمَـام نفسها وأمام الله سبحانه وتعالى الذي لا يرضى لها الإذعان والخنوع والاستسلام وأعداؤها يسحقونها ويرتكبون بحقها أبشع الجرائم ويسعون إلَـى القضاء عليها وإنهاء كيانها ووجودها بكل ما يعنيه هذا الوجود. الخيارُ بالتأكيد الخيار الصحيح الذي تقتضيه الفطرة الإنْسَـانية وتفرضه المبادئ ويفرضه الدين والقيم والأَخْلَاق أن تتَـحَـرّك هذه الأُمَّــة لتدفع عن نفسها تلك الأَخْطَـار، أن تتَـحَـرّك بشكل شامل بقدر ما يتَـحَـرّك الأَعْــدَاء بشكل شامل، أن يكون هذا التَّـحَـرُّكُ بشكل شامل، وأن تحرص على كُلّ ما يعطيها قوة في الموقف أن تحرص على ذلك كله وتتَـحَـرّك على كُلّ المستويات.
اقراء المزيد