
أيضاً أن يكون المبتغى والمقصد من الإنفاق سليماً، أن تنفق ابتغاء مرضات الله، فعندما تعطي الفقير، وعندما تقدم إلى اليتيم، وعندما تنفق في أي مورد من موارد الإنفاق، يكون قصدك ونيتك وهدفك هو رضى الله، ولا شيء غير رضى الله سبحانه وتعالى {وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى}(الليل:19-21)، وعلى قاعدة {لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا}(الإنسان:9) هذا شيء أساسي إذا انطلق الإنسان لأهداف يريد من خلالها أن يحقق مكاسب سياسية أو شخصية أو أي اعتبارات أو يكسب ولاءات لما هو عليه لنفسه، فهذا خطأ، والله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم: {وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(البقرة:265).
إذا الإنسان قدم ما يقدمه يريد به وجه الله، يبتغي مرضات الله، لا يريد جزاء ولا شكوراً ولا ينتظر ممن قدم له أي شيء، أي موقف، أي عمل، أي شكر، أي مديح، أي ثناء، أي شيء على الإطلاق، عندما قدم ما قدم له لم يكن ينتظر منه شيئاً ولا يريد منه شيئاً، ما يريده ما ينتظره هو من الله، وأنعم به، وأنعم به.. ما ستحصل عليه من الله الشيء العظيم.
اقراء المزيد