
أيها الإخوة إن من يذهبون إلى أعداء محمد من الزعماء العرب والأنظمة العربية والحكومات العربية، من يوالون أعداء محمد لا يمكن أبداً أن نقول عنهم أنهم يوالون محمداً، لا يمكن لك أن تجمع بين ولاء رسول الله، أن تكون متولياً له ومؤمناً بولايته عليك، ثم في نفس الوقت أنت توالي أعداءه, وتناصر أعداءه, وتقف مع أعدائه, لا يمكن أبداً, فالرسول له ولاية علينا, وهو أولى بنا من أنفسنا, وله علينا حق الطاعة والمحبة والتعظيم والإتباع والإقتداء, هذا شيء مهم.
ثم نعرف - أيها الإخوة - الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن لديه مشروع تسلط, ولا مشروع قهر, ولا مشروع استعباد للناس, ولا إذلال للناس, هو بنفسه في الوقت الذي يقود فيه الأمة, هو بنفسه كان مجرد متبع, متبع, لم يكن لديه هيمنة على الناس ولا إذلال ولا استعباد, هو كان في الوقت الذي يقود فيه الأمة مجرد متبع لما أنزل الله؛ لأنه جاء عبداً لله, جاء عبداً لله؛ ولذلك كان يقول: {إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} بل قال له الله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً}(الأحزاب:الآية2،1).
اقراء المزيد