
أيضاً لحظة من اللحظات الرهيبة في ساحة المحشر والمهيبة جدًّا: هي مجيء جهنم، هذه لحظة رهيبة جدًّا، ومهيبة جدًّا، {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ}[الفجر: من الآية23]، وفي آيةٍ أخرى كذلك: {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى}[النازعات: الآية36]، (لِمَن يَرَى) لحظة مهيبة جدًّا؛ لأن جهنم هي عبارة عن عالم كبير جدًّا، والمجيء بها والتقريب لها حتى تشاهد من ساحة المحشر سيشاهدها البشر، عندما تأتي كل هذه الترتيبات والإجراءات والحضور الهائل للملائكة والانتشار الواسع لهم في ساحة المحشر، ثم التقريب لعالم جهنم حتى تشاهد من على ساحة المحشر ويراها البشر، في تلك اللحظات أكثر ما يركِّز عليه الإنسان، ويدرك أهميته وحساسيته هو ماذا؟ العمل، العمل وما أدراك ما العمل، {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى} في تلك اللحظة الإنسان يتذكر عمله، {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}[الفجر: الآية23]، حتى أولئك الذين عاشوا في هذه الحياة حالة الغفلة، والتجاهل، واللامبالاة، والبعض إلى درجة التكبر والنكران لهذه الحقائق، والجرأة الشديدة على إنكارها، في تلك اللحظات خلاص لا مجال للإنكار، {يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ} ينتبه ويدرك أهمية العمل، الإنسان في تلك الحالة {يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ مَا سَعَى}[النازعات: من الآية35]، يتذكر أعماله التي قد عملها في هذه الحياة، في نفس الوقت يتذكر تقصيره،
اقراء المزيد