
{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ} يناقضون في حالهم، في ثباتهم، في وفائهم، في التزامهم الإيماني والديني ما عليه حالة أولئك المتراجعين، هؤلاء قوم يقول الله عنهم: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ} هذا- بحد ذاته- شرفٌ عظيم وفضلٌ كبير، والمفترض في الإنسان أن يسارع لأن يكون من هؤلاء القوم، أن يحرص على أن يكون منهم، وسماهم قوماً؛ لأنهم سيتحركون بشكل أمة، بشكل أمة تجتمع على هذا المنهج، تجتمع في هذا المسار، تتحرك جماعياً على أساس هذه المواصفات القرآنية، يعني: ليسوا مبعثرين، هذا لوحده، وهذا لوحده، وتحركهم تحرك فردي، بل تحرك جماعي، يأتي الله بهم وهم يتحركون في إطار هذه المواصفات المباركة:
أولها: يتحدث عن طبيعة علاقتهم بالله -سبحانه وتعالى-: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}، ولذلك هم موالون لله -سبحانه وتعالى-، وهم يحبون الله، والله يحبهم؛ لما هم عليه من مواصفات راقية، ووفاء وثبات على منهج الله -سبحانه وتعالى-، وتجد الحالة تختلف عند الذين يتجهون لموالاة أعداء الأمة، حتى لو وصلوا إلى درجة المحبة لأعداء الأمة، فأولئك لا يبادلونهم المحبة، {هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ}؛ أما الله -جلَّ شأنه- فهو يقول ابتداءً {يُحِبُّهُمْ}، قبل أن يقول حتى: {وَيُحِبُّونَهُ}.
اقراء المزيد