كانت معركة بدر معركة مهمة جدًّا، تحقق فيها أول انتصار وأكبر انتصار آنذاك في تلك المرحلة، غيَّر موازين المعركة، وغيَّر الواقع بكله، وأسَّس لمستقبلٍ جديد، فلذلك كان يوماً فارقاً في التاريخ، كان ما بعده يختلف عن ما قبله، في تلك المعركة قتل عدد ما يقارب السبعين من المشركين من أعداء الإسلام، وكان فيهم قيادات أساسية، وشخصيات عسكرية مهمة وأبطال من أبطال الأعداء، فمثَّل هذا كسراً لشوكة الشرك، لشوكة الأعداء، وأثَّر تأثيراً كبيراً حتى في الأحداث المستقبلية ما بعد غزوة بدر وصولاً إلى فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، والذي كان- أيضاً- في شهر رمضان.
كان لهذا الانتصار التاريخي والعظيم أثرٌ كبيرٌ في الساحة، في واقع المسلمين: ارتفعت المعنويات، اطمأنت النفوس، استقوى أمر الأمة، ازدادت القناعة والتصميم على مواصلة المشوار تحت راية الإسلام، وتأثير كبير في الساحة والمحيط العربي آنذاك بالقبائل العربية الأخرى، ولدى الأطراف الأخرى، فكان حدثاً مهماً جدًّا، استحق أن يسميه الله -سبحانه وتعالى-: {يَوْمَ الْفُرْقَانِ} [الأنفال: من الآية41]؛ لأنه كان يوماً فارقاً في التاريخ
اقراء المزيد