فواقع أمتنا اليوم ليس وليد عصره لكنه نتاج لخلل كبير في مسارها وتراكمات الأحداث وتحولات كبيرة في ماضيها كان منها هذا الحدث المؤلم والذكرى المؤسفة ذكرى استشهاد الإمام علي -عليه السلام- فيما يحمله ذلك الحدث من دلالات ودروس وعبر تحتاج إليها الأمة اليوم كي لا تبقى على الدوام تكرر تجارب الماضي فيما كان منها خطأ وفشلاً، لقد كان من دلالات ذلك وما تبعه من تحولات أنه يكشف الخلل الكبير في واقع الأمة الإسلامية الذي وصلت فيه لدرجة التخاذل عن أخيارها ورجالها العظماء فيما يحملونه من قيم وأخلاق ومبادئ تمثل روح الإسلام وصميم تعاليمه وجوهر مشروعه وتصير بدلا من ذلك أسيرة وخاضعة لهيمنة مجرميها وأشرارها وطواغيتها ومذعنة لهم، سلمت واقعها لهم يصوغونه كيفما يريدون ويشاءون فالإمام علي -عليه السلام- بمنزلته العظيمة في الإسلام بكماله بفضله بسبقه يُقتل ويلقى الله شهيدًا في مسجده في محرابه في عاصمة دولته بسيف محسوب على أنه من الأمة في شهر رمضان المبارك
اقراء المزيد