لاحظوا ما تعيشه البشرية في هذا العصر من أمِّيَّة، في هذا الزمن لا يمكن أن يعالج مشكلة الأمِّيَّة التي نعيشها كعرب في المقدمة قبل كل الشعوب وقبل كل الأمم، ثم من حولنا بقية الأمم، نعيش حالة رهيبة وفظيعة جدًّا من الأمِّيَّة، غير أمِّيَّة الكتابة، وغير أمِّيَّة
{هُوَ} الله -سبحانه وتعالى- بملكه، برحمته، بحكمته، بتدبيره، بقيوميته، بعزته، {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ}، (بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ): الحالة التي كان يعيشها العرب، ويعيشها المجتمع البشري ما قبل بعث رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- بالرسالة الإلهية إلى الناس، كانت حالة رهيبة جدًّا،
هناك نقطة مهمة جدًّا: أنَّ الهدي الإلهي والرسالة الإلهية ليست مجرد توجيهات جافة ومنفصلة عن الله -سبحانه وتعالى- ومشروعًا ينزل إلى البشر يرسم لهم طريق الخير والفلاح ثم يترك الأمر هكذا: إن أخذوا به استفادوا، وإن لم يأخذوا به يعاقبوا في الدنيا والآخرة،
أُعُـوْذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَـدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين.
في هذا العصر منبع معاناة الناس ومآسي البشر هو غياب العدل واستحكام الظلم حين تخلى الناس عن مسؤوليتهم في إتباع تعاليم الله وإقامتها في
