
{لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (آل عمران: من الآية28) أعطاهم صورة عامة عن ماذا؟ عن واقع الحياة فلا يدفعك ملك هناك تراه وكأنه لا يمكن أن يتحطم، ولا عزة هناك أو طرف يبدو وكأنه في حالة منعة، يمكن يأتي يوم من الأيام يذل، ولا رزق هناك فيدفعك إلى أن تتولى بسبب هذه الأشياء، الله هو ينزع الملك ممن يشاء، هو يذل من يشاء، هو يرزق من يشاء بغير حساب. إذاً ماذا بقي هناك من شيء يدفعك إلى أن تتولى طرفاً آخر من هؤلاء؟ التولي قد يكون سببه هذه: لكون ذلك في موقع ملك وعزة ومال أليست هكذا؟ ويشكل منعة، يجب أن تكون متولياً لله الذي بيده هذه الأشياء، فذلك الملك الذي قد يدفعك إلى توليه ستراه في يوم من الأيام يتهاوى، ويؤتي آخرين عزة لطرف، وذلة ترى نفسك فيها أو أنت في حالة ترى نفسك مستضعفاً ستتهاوى تلك العزة.
{وَيُعِزُّ مَنْ يَشَاءُ} يذل من كانوا أعزاء أمامك ويعز من تراهم أذلاء أمامك {وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ لاَ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُوْنَ الْكَافِرِيْنَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُوْنِ الْمُؤْمِنِيْنَ} (آل عمران: من الآية27ـ28) لا يجوز هذا ولا يصح وغلطة كبيرة؛ لأنه قد نسف لك كل الأشياء التي قد تجعلك أن تتولى بسبب أنك تراه أمامك ملك وعزة ومال {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} (آل عمران: من الآية28) القضية خطيرة جداً، يعني كأنه ليس بينه وبين الله أي شيء وما كأنه مؤمن بالله نهائياً {فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ} لم يعد هناك أوضح من الآية هذه في نفيه تماماً وفصله عن كل شيء فلا إيمان، ولا شيء، ما بقي بينه وبين الله شيء على الإطلاق مثلما قال بالنسبة لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} (الأنعام: من الآية159).
اقراء المزيد