
هنا يؤكّد السّيد أنّ الرّؤية والنّظرة القرآنيّة واحدة للرّجل والمرأة, وكلّها تقوم على أساس الخطاب الإلهي الواحد الموجّه للرّجال والنّساء على السّواء ككيانٍ واحدٍ في مجال الإستخلاف في الأرض, وتحمّل المسؤوليّة, والقيام بها, وأنّ الوحدة بين الرّجل والمرأة وحدة تكوينيّة وفطريّة, لها آثارها ونتائجها السّلبية والإيجابيّة المشتركة, فيقول: (في الفطرة فيما بين بني آدم الله جعل الرجل سكناً للمرأة وجعل المرأة سكناً للرجل، جعلها لباساً للرجل, وجعل الرجل لباساً لها: ﴿هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ﴾[البقرة: من الآية187]، مهمتهم الأساسية هي كلّها هي مهمّة واحدة: ﴿إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾[البقرة: من الآية30] أليس الله قال هكذا في القرآن الكريم؟ دورهم، مسئوليتهم في هذه الأرض واحدة، مهمّتهم واحدة، هذا الإنسان - ولهذا جاء في القرآن الخطاب بلفظ ناس: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ﴾، هي تشمل الرجل والمرأة بعبارة واحدة اسمهم: ناس، كلهم اسمهم: بنو آدم، - مسئولية واحدة، ومهمّة واحدة الآثار الطيبة أو النتائج السيئة كلها تأتي واحدة لا تتصوّر بأنّه بالإمكان أن يكون الرجل يعيش في ظل وضعية صحيحة إلاّ وتكون المرأة كمثله، أو أن يكون في وضعية مضطهدة ستكون المرأة كمثله في مسيرة الحياة، لا تستطيع أن تتصور أنّه يمكن أن يكون للرجل وضعية مستقلة عن المرأة أو للمرأة وضعية مستقلة عن الرجل في مسيرة الحياة على الإطلاق، كلّها مسيرة واحدة، وكلّهم كيان واحد، تختلف فقط الأدوار في إطار النّهوض بهذه المسئولية التي هي ملقاة على بني آدم بشكلّ عام، تختلف
اقراء المزيد