
القرآن يصنع اليقين، أحداث الحياة والنظرة إليها من خلال القرآن تصنع اليقين اليقين. الإمام علي عليه السلام الذي حصل على اليقين من خلال الرسول (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) ومن خلال القرآن الكريم، كان يقول: ((والله لو كشف لي الغطاء ما ازدت يقينا)).
وعندما يقول أعمالاً صالحة وعندما يقولون: {إِنَّا مُوقِنُونَ} هل يعني ذلك أن الله قصر هنا في الدنيا فلم يبين الأعمال الصالحة ما هي، أو قصر في هدايته للناس هنا في الدنيا فلم يكن بين أيديهم ما يوصلهم إلى درجة اليقين، وإنما في القيامة هناك أبان لهم الأعمال الصالحة، وهناك أوصلهم إلى درجة اليقين؟ لا. لو كان الأمر هكذا لما جاز على الله سبحانه وتعالى أن يقصر هنا في الدنيا في هديه للناس، وفي تبيين طرق الأعمال الصالحة تقصيراً لا يمكن أن يفهموه، ثم يأتي يوم القيامة فيقولون: (كان باقي وباقي، ونحن لم نعلم بها، ولم يكن في هديك ما يرشدنا إليها) أليست هذه حجة للناس على الله؟ سنقول بالتأكيد لكن نحن لم نُرشد إليها، ونحن لم نعلمها في الدنيا إطلاقا.
لماذا تأتي هنا في يوم القيامة وتوضح لنا الأشياء بشكل واضح وجلي جداً، وفي الدنيا كان هناك تقصير من جانبك في كتبك ومن جانب رسلك؟ لا يجوز على الله سبحانه وتعالى. الله هنا في الدنيا بين، وكلمنا في القرآن الكريم عدة مرات أنه بيان، كتاب مبين مبين. ألسنا نسمع هذه الفقرة تتكرر كثيرا في القرآن الكريم؟ ومن أين تحصل على درجة اليقين في الأشياء؟ أليس من التبيين؟ لكن أنت الذي علمت نفسك ألا توقن إلا عندما تضرب في رأسك عندما تحس بالضربة توقن، وهكذا نحن في الدنيا وهؤلاء أسلافنا كعرب الذين حكى الله عنهم أنهم قد يقولون هكذا، هم من لم يوقنوا ولم يسمحوا لأنفسهم أن يتغلغل إلى أعماقها اليقين من خلال التبيين الواضح، لم يوقنوا إلا عندما ضربوا في رؤوسهم، فأصبحت رؤوسهم منكسة {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا} اليقين هنا متوفر في الدنيا في أعلى درجاته.
اقراء المزيد