إذا كان زين العابدين عليه السلام يمكن فعلاً أن تصدق عليه تلك الصفات التي ذكرها الله للمؤمنين بما فيها الجهاد في سبيل الله، وإن كان الواقع الذي عاش فيه واقعا مظلما، أمة هُزِمت وقُهِرت، وأُذلِّت تحت أقدام يزيد، وأشباه يزيد. لكنه هو من عمل الكثير الكثير وهو يوجه، وهو يعلِّم، وهو يربي، أليس الإمام زيد عليه السلام هو ابنه؟ من أين تخرج الإمام زيد، إلا من مدرسة أبيه زين العابدين عليه السلام؟
إن الحالة التي كان فيها حالة شديدة فعلاً، بالغة الشدة النفوس مقهورة ومهزومة والأفواه مكممة، لكن زين العابدين عليه السلام من أولئك الذين يفهمون بأن المجالات دائماً لا تغلق أمام دين الله فانطلق هو ليعلم ويربي، ويصنع الرجال؛ لأنه يعلم أنه إن كان زمانه غير مهيأ لعمل ما فإن الزمان يتغير فسيصنع رجالاً للمستقبل. وصنع فعلاً وخرج الإمام زيد عليه السلام شاهراً سيفه في سبيل الله، وترك أمة لا تزال تسير على نهجه من ذلك اليوم إلى الآن.
اقراء المزيد