مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الرابعة  من شهر شوال 1444هـ

العنوان: (أهمية القول السديد والصرخة في وجه المستكبرين. ) 

التاريخ: 22 / 10 / 1444هـ 

المــوافـق / 12 / 5 / 2023 م


الـرقــم: ( 46 )

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

أولاً: نقاط خـطـبـتي  الجمعة  
نقاط الجمعة 
1-القول السديدسبب في صلاح الأعمال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا...) 
والكلام والبيان نعمةعظيمةمن نعم الله وله أثره الخطيروالسيء على الإنسان والمجتمع في الدنياوالآخرة إن كان باطلآ
وله أثره العظيم للإنسان إن كان حقا  
2-وصل حال العرب بعدأحداث سبتمبرإلى أن جعلوا كل توجههم نحو أمريكاخوفآورغبة وانصرفوا عن الله وأصبحت الحاجةماسةإلى مشروع قرآني يخرج الأمة من تلك الوضعية
3-أطلق الشهيدالقائد صرخته استجابةلتوجيهات الله بأن يكون للمؤمنين موقف من الطغاةليكون إعدادآ للنفوس المنكسرةوإخراجآ لهامن ذلك الواقع 
4-الشعارمثل نقلةعمليةللأمةمن حالة التعاطي بلامسؤوليةإلى حالة التعاطي بمسؤوليةمع الأحداث وأصبح عنوانآلمشروع تنويري حضاري بناء ذاطابع عملي
5-الشعارمنسجمآمع توجيهات الله في القرآن ولايخالف الدستوروالقانون وكل الأحداث منذ انطلاقه شهدت على صوابيته 
6-الإهتمام بالمراكز الصيفية والعمل بكل الطرق على إنجاحها لتمثل تنويرآ للجيل الناشئ مقابل حالةالتضليل والإفساد التي يمارسها العدو.

▪️ ثانياً: نص الخـطـبة 
   
🔷  الخطبة الأولى  🔷

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَدُ أن لَا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:
من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، وميّزه بها، وفضّله على كثير من مخلوقاته، هي: نعمة النطق والبيان والكتابة، وللكلام أثره الخطير والسيء على الإنسان والمجتمع في الدنيا والآخرة إن كان باطلًا، وله أثره العظيم إن كان حقًا، وهذه النعمة تعتبر من أعظم النعم التي لا يدرك الإنسان مدى أهميتها، ومدى عظمة هذه النعمة، وإحسان الله الكبير إلى الإنسان بذلك.
يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {الرَّحْمَنُ . عَلَّمَ الْقُرْآنَ . خَلَقَ الْإِنْسَانَ . عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} [الرحمن: 1-4]، ويقول "جَلَّ شَأنُهُ": {أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ . وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ . وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 8-10]، وعن الكتابة يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى" في القرآن الكريم: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} [القلم: الآية1]، فأقَسَم بالقلم وبالكتابة؛ لأهميتها كنعمةٍ كبيرة، وتأثيرها الكبير في حياة الإنسان، ويقول "جَلَّ شَأنُهُ": {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ . الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ . عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق: 3-5].
وهنا على الإنسان أن يحرص على القول السديد؛ لأنه سبب في صلاح الأعمال، يقول الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى": {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً . يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب:70-71]، والقول السديد: هو القول الصائب في مضمونه، وفي زمانه، وفي مكانه، وفي طريقة تقديمه، وفي ظروف تقديمه.
والقول السديد هو مهمٌ جدًّا؛ لأنه يترتب عليه النتائج المهمة، وله علاقة بالتعامل بمسؤولية مع الأمور، ومع الواقع، ولهذا ارتبط به صلاح العمل، والقول غير السديد، قد يؤثر على الأعمال، وقد يخرِّب الكثير من العلاقات، وقد يؤثر على الواقع العملي تأثيرات سلبية.
والتربية القرآنية الإيمانية هي تربي الإنسان على أن يكون قوله سديداً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} [الأحزاب: الآية70]، هكذا ينادينا الله، وهكذا يخاطبنا في سورة الأحزاب: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا}، من هم الذين آمنوا؟ ألا تعتبر نفسك واحداً منهم؟ فالتفت إلى هذا النداء الإلهي: {اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، اتقوا الله فيما تقولونه، اتقوا الله فلا تظلموا، ولا تجوروا، ولا تفتروا، ولا تبهتوا، ولا تسيئوا بغير حق.

{وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}، والقول السديد: يُراعى فيه العدل، ويُراعى فيه الحكمة، وتراعى فيه الأولويات، ويراعى فيه الوضع والظرف العام.
وحينها سيقول الإنسان قولاً سليماً بكل الاعتبارات، سليمًا ليس فيه كذب، ليس فيه افتراء، ليس فيه ظلم، ليس فيه جور، ليس فيه تعدٍ على الآخرين وعلى أعراضهم، وفي نفس الوقت ليس فيه ثغرة للأعداء.
وهذه التربية القرآنية ترقى بالأمة إلى أن تكون على درجة عالية من: الحكمة، والانضباط، والمسؤولية، والدقة، والتقوى، والعدل في أقوالها، وفي تعبيراتها، وهذه مسألة مهمة جدًّا، بل في غاية الأهمية. 
وعندما نلحظ اليوم في واقع المسلمين؛ نجد أنّ هناك إشكالية كبيرة وحقيقية: هذه الإشكالية هي: الانفلات في مواقع التواصل الاجتماعي، والانفلات في التعبير فيها، وحالة الاستهتار بشكلٍ شنيعٍ جدًّا في التعاطي معها، وإطلاق الأحكام العامة والتعليقات السلبية تجاه مختلف الأشياء، بدون تبين، وبدون مسؤولية، وهذه قضية خطيرة على الإنسان.
وقد يكون حال الكثير: أنهم يشعرون بالإعجاب، والارتياح لهذه الحالة من الانفلات والفوضى في تصرفاتهم، ولكنهم يحمِّلون أنفسهم ذنوباً كبيرة، وأوزاراً ثقيلة، وسيدركون فيما بعد ذلك عواقبها السيئة، ونتائجها الوخيمة على أنفسهم.
عباد الله:
إذا ما عدنا بالذاكرة إلى الوراء فسنجد أنه وصل حال العرب بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر في العام 2001م إلى أن جعلوا كل توجههم نحو أمريكا خوفًا ورغبة، وانصرفوا عن الله في تلك الظروف المهمة والحسَّاسة والخطيرة، وذلك المنعطف الخطير الذي واجهت فيه أمتنا الإسلامية بشكلٍ عام، مرحلةً جديدةً من الاستهداف العدائي الشامل من جانب أعدائها، عندما تحركت أمريكا ومعها حلفاؤها، تحت
عنوان مكافحة الإرهاب، وجعلت من ذلك ذريعةً لاستهدافٍ شاملٍ يمكِّنها من السيطرة التامة على أمتنا الإسلامية، وبما في ذلك احتلال كثيرٍ من البلدان بشكلٍ مباشر، والسيطرة على ما بقي بشكلٍ تامٍ ومباشر.
وقد شمل التهديد في تلك المرحلة لأمتنا في: دينها ودنياها، وأن تُصادر عليها كرامتها وحريتها واستقلالها، وأن تُطمس هويتها وانتماؤها، وأن يسعى الأعداء لتمكين عدوها الإسرائيلي بشكلٍ كبير ليكون هو الوكيل المباشر في المنطقة للغرب ولأمريكا، ولإزاحة كل تهديد أو عائق بنظر الأعداء أمام سيطرته، وأمام حضوره المسيطر في المنطقة. 
وفي تلك المرحلة التي كان من أكبر الأخطار فيها: حالة السكوت والصمت والاستسلام أمام تحرك الأعداء الواسع والشامل، أو حالة الإذعان، والانضمام في صفه، والاستجابة له لتنفيذ ما يشاء ويريد، وكانت هذه حالة خطيرة جدًّا، وأصبحت الحاجةُ ماسةً إلى مشروع قرآني يخرج الأمة من تلك الوضعية؛ فتحرَّك السيد حسين بدر الدين الحوثي "رضوان الله عليه" بمشروعه القرآني المبارك والعظيم والمهم، وعبَّر عن توجهه بشعارٍ يدخل في إطار القول السديد، ويمثِّل - بحد ذاته - موقفاً حكيماً، ومدروساً، ومفيداً، ومهماً.
أيها المؤمنون:
عندما نتحدث عن الظروف التي أُعلِنَت فيها الصرخة في وجه المستكبرين، وانطلق فيها المشروع القرآني؛ فكلنا يعرف أنَّ أمريكا تحركت ومعها حلفاؤها لاحتلال أفغانستان، وبعد ذلك اتجهت نحو العراق، وكان لها جدول وبرنامج تسعى من خلاله إلى احتلال عددٍ من البلدان في عالمنا العربي والإسلامي، وصولاً إلى السيطرة المباشرة بشكلٍ عام على بقية البلدان، من خلال قواعد عسكرية في مختلف البلدان، ومن خلال السيطرة التامة المباشرة على كل الوضع: سياسياً، واقتصادياً، وأمنياً، بل وحتى ثقافياً، وفكرياً، وتعليمياً. 
هذا الاستهداف الذي له كل هذه الخطورة الكبيرة على أمتنا، كان لابدَّ في مواجهته من موقف، وحتمية الموقف هي: أولاً: بالاعتبار الديني والمسؤولية أمام الله "سبحانه وتعالى"، فلماذا شرع الله الجهاد في القرآن الكريم، وأمر الأمة به، وتحدث القرآن كثيرًا عنه؟ إلَّا لتواجه الأمة مثل هذه التحديات والأخطار التي تستهدفها في دينها، ودنياها، ووجودها، وكرامتها، وتستهدف السيطرة عليها، وإذلالها وقهرها.
ثم أيضاً باعتبار المصلحة الحقيقية للأمة، وباعتبار الحكمة، والتوجه الصحيح تجاه خطر شامل يستهدف الأمة في كل المجالات بشكلٍ عدائيٍ كبير، وكل ذلك يستدعي أن يكون لنا موقف، وهذا هو ما يؤكد عليه القرآن الكريم، ومعلومٌ بالفطرة في واقع البشر.
ولذلك تحرَّك الشهيد القائد بمشروعه القرآني، وعبَّر عن توجهه في التصدي لتلك الهجمة العدائية ضد أمتنا الإسلامية بشعار البراءة والصرخة في وجه المستكبرين، وطلب أن يُهتَف بهذا الشعار ممن يستجيبون وينطلقون في إطار هذا المشروع، ويدركون طبيعة هذه المرحلة، وخطورة السكوت والاستسلام والصمت، وخطورة أن يبقى واقع الأمة واقعاً خانعاً وساكناً وجامداً تجاه تلك المخاطر الكبيرة من جانب الأعداء.

أيها المؤمنون:
أطلق الشهيد القائد صرخته استجابة لتوجيهات الله بأن يكون للمؤمنين موقف من الطغاة، وهو اختيار للطريقة القرآنية التي أرشد الله إليها في القرآن الكريم؛ لأن حديث القرآن الكريم عن أعداء المسلمين هو حديثٌ واسع، وقد حدد لنا من هم؟ وما هي أساليبهم؟ وما هي أهدافهم؟ وما هي الطريقة الصحيحة للتصدي لهم؟ والقرآن الكريم شَخَّص اليهود؛ باعتبارهم العدو رقم واحد للمسلمين، ثم من يقف في صفهم من النصارى، ومن يواليهم حتى من المسلمين سيكون منهم: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}.
ثم تأتي الآيات القرآنية لتحذر من الطاعة لهم، إلى درجة أن يقول الله محذرًا بأشد عبارات التحذير: {إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} فهو يحذِّر من الموالاة لهم ويحذِّر من طاعتهم؛ لأنه يعلم أن أسلوبهم في استهداف هذه الأمة، ليس فقط بالحرب العسكرية، أوالاستهداف الأمني، بل هو استهداف يحوِّل هذه الأمة إلى أمة موالية لهم، ومطيعة لهم، وتقف في صفهم، وتُستَغل بكل إمكاناتها وثرواتها لمصلحتهم.
والمشروع القرآني في مواجهتهم يعتمد على رفع مستوى الوعي لدى الناس تجاه العدو، وعلى أن ينظروا إليه كعدو، وأن يتجهوا ليعبِّروا عن عدائهم له، وبراءتهم منه، وتحصين أنفسهم من الداخل، وإعداد أنفسهم المنكسرة لإخراجها من الواقع السيء.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

▪️الخطبة الثانية▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله الأكارم:
الشعار مثّل نقلة عملية للأمة من حالة التعاطي بلا مسؤولية إلى حالة التعاطي بمسؤولية مع الأحداث، والشعار- بحد ذاته - يمثِّل صوتاً للأمة في مقابل ما يفعله أعداؤها، ويعبِّر هذا الصوت عن سخطها، واحتجاجها، وعن عدم تقبُّلها لما يفعله أعداؤها، وعن عدم سكوتها تجاه المؤامرات الكبيرة التي تستهدفها، ولا بد أن يكون هذا الصوت قوياً وواضحاً، وهذه مسألة مهمة جدًّا.
والشعار يهدف إلى تحصين الساحة الداخلية للمسلمين من الاختراق؛ لأن الاستهداف الأمريكي هو استهداف شامل؛ يستهدف هذه الأمة في كل شيء: (فكرياً، وثقافياً، وسياسياً، وعسكرياً، وأمنياً، واقتصادياً) ولذلك تحتاج هذه الأمة في واقعها الداخلي إلى حالة تعبئة، وتحصين؛ حتى لا تقبل بتلك السيطرة.
والشعار لم يكن لوحده، بل أتى ضمن نشاط تثقيفي وتوعوي واسع، ونشاط تعبئة واسعة، ونشاط يتجه إلى مواقف وخطوات عملية مرسومة ومحددة تضمَّنتها الثقافة القرآنية، وأيضاً صَحِبَه موقفٌ آخر هو: المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية.
والشعار أيضاً يكسر حالة الصمت والسكوت التي أراد الآخرون أن يفرضوها على أمتنا من الداخل، في مقابل الهجمة الهائلة الشاملة من جانب أعداء الأمة.
وهو براءةٌ من أعداء الله، وأعداء المسلمين، وأعداء الإسلام، وأعداء الإنسانية، الذين هم يتحركون بكل شرهم وطغيانهم، وما يرتكبونه من أبشع وأفظع الجرائم: جرائم القتل، وانتهاك الأعراض، واحتلال الأوطان، ونهب الثروات، ونشر الضلال، والطمس للهوية الإسلامية... وغير ذلك من جرائمهم الشاملة والواسعة.
والشعار له أهميته الكبيرة في التصدي لثقافات ومفاهيم خطيرة يريد الأعداء أن تترسخ في الساحة الإسلامية والعربية؛ فأتى هذا الشعار ليرسِّخ المفاهيم الأصيلة التي تعبِّر عن الموقف الحق، وتعبِّر عن الوعي تجاه الأعداء، وتجاه مؤامراتهم.
وهو يرتقي بالأمة، ويرتقي بمن يتحركون على أساسه إلى المواقف الأخرى المطلوبة في إطار التصدي لمؤامرات الأعداء، وأصبح عنوانًا لمشروع تنويري حضاري ذو طابع عملي.
أيها الأكارم المؤمنون:
إنّ الشعار منسجمٌ مع توجيهات الله في القرآن، ولا يخالف الدستور والقانون، وكل الأحداث منذ انطلاقته شهدت على صوابيته، وعلى أهمية التحرك الشعبي، وقد تجلى في المرحلة الماضية: قيمة العمل في أوساط الشعوب؛ لترسيخ وتثبيت التوجه الصادق والصحيح الذي ينسجم مع القرآن الكريم، وينسجم مع الانتماء الإسلامي، وينسجم مع المصلحة الحقيقية للأمة، والذي يحقق للأمة عزتها، وكرامتها، وفلاحها، واستقلالها، ويحصنها من أعدائها، ويبنيها لتكون في مستوى الموقف القوي لمواجهة التحديات والأخطار، وهو اتجاهٌ صحيحٌ، وسليمٌ، وناجحٌ، وتجلى انتصاره، والأمل والنصر الموعود هو لعباد الله المستضعفين، الذين صدقوا مع الله، وكانوا أوفياء مع دينهم، ومع أمتهم، وثابتين على الحق الواضح والصحيح.

والصرخة التي أطلقها الشهيد القائد في ليلة الجمعة الأخيرة من شهر شوال، بتاريخ السابع عشر، شهر واحد، ألفين واثنين للميلاد، باقية إلى اليوم، وتعالت، وانتشرت، وسمع بها كل العالم، وكل الجهود من أجل إسكاتها فشلت، وكل المساعي من أجل منع هذا التوجه سقطت، وهو بعد كل ما قد حاربوه أقوى، وهو أكثر حضوراً اليوم من أي وقتٍ مضى، وهو أقوى من كل مرحلةٍ قد مضت.
إخوة الإيمان:  ندعوا جميع المزارعين أن يهتموا بموسم زراعة الذرة الرفيعة وأن يستعدوا له، ويجهزوا الأراضي الزراعية، بشكل ممتاز، وأن يختاروا البذور المحسنة، النقية ذات الجودة العالية حتى يجنوا محصول وفير، وكذلك عليهم الاعتماد على السماد البلدي نظرا لفاعليته الممتازة، وخلوه من أي أخطار قد تلحق بالتربة، وأن يقللوا من الأسمدة الكيماوية المستوردة، والتي تؤثر على خصوبة التربة، فموسم الذرة كما نعلم أنه موسم محدد ودقيق، فمن فاته الموسم لا يمكن أن يجد موسم آخر، إلا العام القادم. 
فما أجمل أن نأكل من خيرات أرضنا وأن نقلل من الاعتماد على الحبوب المستوردة ، وذلك استجابة لتوجيهات السيد القائد عبدالملك الحوثي يحفظه الله في محاضراته الرمضانية السادسة والعشرون التي دعاء إلى الإهتمام بموسم زراعة الذرة الرفيعة وشدد على ذلك وأكد على ضرورة الاستعداد لهذا الموسم واستغلاله الإستغلال الأمثل.
عباد الله الأكارم : 
التسول حالة غير طبيعية تتوسع بإستمرار وينتج عنها مخاطر اجتماعية وإقتصادية وأمنية تهدد الأمن والسلم الإجتماعي وأصبحت مدخل لضعاف النفوس للكسب غير المشروع وغطاء للإنحرافات السلوكية والجرائم المختلفة ومسؤولية معالجتها تقع على عاتق الدولة والمجتمع والمتسولين أنفسهم.
وفي الختام:
نؤكد على أهمية الاهتمام بالمراكز الصيفية والعمل بكل الطرق على إنجاحها لتمثل تنويرًا للجيل الناشئ مقابل حالة التضليل والإفساد التي يمارسها العدو، ولنساهم في تربية أبناءنا التربية الصالحة، وليكون ذلك عونًا ليتعاملوا مع آبائهم وأمهاتهم وفق أخلاق القرآن، بينما من يهمل أبناءه عن التربية الحسنة فلا يلومهم حينما يصدر منهم عقوق الوالدين.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك.{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
---------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر