مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

القرآن الكريم قدّم لنا فيما يتعلق بهذا الشأن عبارةً مهمةً جدًّا، قال الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى-: {وَلَولا دَفعُ اللَّهِ النّاسَ بَعضَهُم بِبَعضٍ لَفَسَدَتِ الأَرضُ} [البقرة من الآية: 251] لفسدت الأرض، لكن سنة الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- هي: أن يدفع بعض العباد، البعض من الناس بالبعض الآخر؛ فيتجه البعض الآخر هؤلاء ليحدوا من شر أولئك، من طغيان أولئك، يحدث هذا الصراع تلقائياً؛ لأن قوى الشر والإجرام والطغيان تتسلط هي، تبتدئ هي، ما تحتاج أن تتعب نفسك بشرعنة موقفك كمنتمٍ للحق، كمظلوم، كمنتمٍ للعدل، كإنسان يحرص على أن يكون حراً في هذه الحياة من استعباد الطغاة وتسلطهم، ما تحتاج أن تتعب نفسك في شرعنة موقفك؛ هم يكفونك المؤونة، هم دائماً المبتدئون بعدوانهم، كما في القرآن الكريم: {وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة من الآية: 62]، انظر اليوم إلى واقع أمريكا، أنظر إلى واقع إسرائيل، انظر إلى واقع من يرتبط بأمريكا وإسرائيل من عملائهم، حتى من أبناء العالم الإسلامي، أليسوا هم من يبتدئون الآخرين بعدوانهم؟ أليسوا هم من يبتدئون الآخرين بالاستهداف لهم؟ أليسوا هم من يسعون لقتل الآخرين، بل يباشرون قتل الآخرين، وظلم الآخرين، واضطهاد الآخرين، والتحرك العدائي ضد الآخرين، والسعي لاحتلال أرض الآخرين… الخ.؟ تدمير لمقدرات الآخرين، يفعلون كل شيء.

 

فإذاً، الصراع حتمي في هذه الحياة، وفي ظل وجود هذا الصراع إما أن تكون أنت في صف أولئك الطغاة، طاغٍ من الطغاة، مجرم من المجرمين بقدر مستواك المعين، إما إنسان تافه، مجرم، يجعلون منك أداةً لتنفيذ جرائمهم، جندياً تتحرك في صف الطغاة والظالمين والمجرمين، مشاركاً لهم في الوزر والإثم والظلم والاضطهاد، ومتحملاً معهم أوزاراً فظيعة، وعاراً كبيراً، وخزياً أبدياً؛ وقُدَّامك جهنم -والعياذ بالله- وإذا قتلت في هذا السبيل لا تعتبر لا شهيداً، ولاهم يحزنون، أبداً، مجرم بكل ما تعنيه الكلمة.

 

وإما أن تكون متمسكاً بالحق والعدل والقيم والمبادئ المحقة الإنسانية والإلهية؛ فتحرص على أن تكون حراً من تسلط الطغاة، ومن الاستعباد لهم، أن لا تقبل بالعبودية لغير الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- لأي طاغية في هذا العالم، لأي مجرمين في هذه الدنيا، لأي مستكبرين في هذه الأرض، ولا تقبل بالعبودية إلا الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى-؛ لأن هذا هو فعلاً التحرر الحقيقي، وتصمد على موقفك هذا؛ لأنهم لن يقبلوا منك، يعني: هذه مشكلة عندهم جدًّا، الآن مثلاً: في زمننا هذا مشكلة عند الأمريكي، مشكلة عند الإسرائيلي، مشكلة عند عميل الأمريكي وعميل الإسرائيلي، يقول لك: |لا|، وسيطلق عليك ما يرغب به من توصيفات، ويبرر موقفه ضدك؛ لأن المسألة في نهايتها أن تكون عبداً لهم، خاضعاً لهم، خانعاً لهم، مستسلماً لهم، طوعاً لأمرهم، خانعاً لتوجهاتهم، مصغياً لإملاءاتهم، هذه هي المحصِّلة في النهاية، وهم أين هم؟ إن جئت للعملاء من المنطقة العربية، مثل: السعودي والإماراتي، هل له مشروع أصيل، ينبثق من هويته التي ينتمي إليها ويدعي الانتساب إليها؟ |لا|. في ضمن الفلك الأمريكي يدور، ويتحرك بشكلٍ واضحٍ ومفضوح منتمياً إلى الجبهة الأمريكية، الجبهة الأمريكية: راية طغيان، استكبار في هذا العالم، ظلم، احتلال، غزو، اعتداء، بغي، إجرام، إفساد في الأرض، إهلاك للحرث والنسل، تهديد للقيم الإنسانية…  الخ.

 

وإما أن تكون ضحية بدون موقف، يعني: لا أنت وقفت بشكل رسمي وواضح في جانب الطغيان، في جبهة الشر والطغيان، ولا أنت وقفت بشكل واضح ومبدئي في جبهة الحق والخير في هذا الوجود، في هذه الحياة، وأردت لنفسك أن تكون بلا موقف، هكذا منتظراً- على حسب اتجاه البعض- لمن سيحسم المعركة؛ لتكون في صفه، وفي ظل هذه الحالة من الانتظار العبثي تأتي الأحداث، وتدوسك الأحداث، تأتي الأحداث لتكون ضحيةً لها، كثير من الناس يعني [يجيله يا قصف، يا أي شيء من جانب قوى الشر، وخلاص يخسر كل شيء]، يعني: لا يسلم في ظل هذا الصراع الساخن في الحياة، لا يسلم من امتدادات ونتائج وتبعات هذه الأحداث، هذه الأحداث تشمل الجميع، وتصل إلى الجميع، وآثارها ونتائجها  تَعُمُّ الجميع، ما يستطيع أحد يكون بمنأىً عن آثارها، عن تداعياتها، عن نتائجها، ما يستطيع، هذا أمر واضح.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1439هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر