مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

--------------------------------

 

أهمية الجهاد والنفير وخطورة التخاذل والتفريط

 

1443/جمادالأخر/25 الموافق2022/1/28

 

(الخطبة الأولى)

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحمدُ لله رَبِّ العالمين، القائل في كتابه الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ . تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ}.

وأَشهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين.

أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:

يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ . إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) هذه الآية بخطابها المؤثر والمستنفر تُحيي في الأمة حالة النفير, وحالة اليقظة العالية التي تخرج الناس من حالة الغفلة والجمود؛ لأن البعض يتنصل كليًا عن المسؤولية، وتراه عازفًا نهائيًا عن أن يكون له أي موقف، وعن أن يلتفت أصلاً إلى هذا الموضوع، وهذه حالة خطيرة جدًا.

والبعض قد يكون متفاعلًا لكن بشكل بطيء وبشكل متثاقل، وحتى هذه الحالة هي حالةٌ غير مقبولة نهائيًا في الإسلام؛ لأن الحالة التي يُبنى عليها واقع المجتمع الإسلامي هي: أن يعيش الروحية العالية من التفاعل والاستجابة واليقظة والانتباه والمبادرة والمسارعة وليس في حالة التثاقل والتباطؤ؛ لأن طبيعة المسؤولية ومستوى الأخطار التي تواجهها أمتنا؛ يقتضي من الأمة أن تكون يقظة ومبادرة ومسارعة وأن لا تكون على هذا النحو من التثاقل والتباطؤ في مواجهة الأخطار وأمام التحديات؛ لأن هذا يسبب للأمة نكبات كبيرة جدًا نتيجة لتثاقلها.

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ)، هذه الحالة هي حالة غير صحيحة وغير سليمة وغير إيجابية، وهذا الكلام يتنافى تمامًا مع منطق من يثبط ويخذل ويجمد الناس، ومن يميت فيهم روح المسؤولية والإحساس بالمسؤولية.

(إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا ۗ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، هذا وعيدٌ بالعذاب من الله، لكنه وعيد لمن؟ هل للكافرين؟ أم لليهود والنصارى؟ هذا وعيد للذين آمنوا، للذين يصلون ويصومون ويزكون، ويعملون بعض الأعمال بصفة أنها أعمال صالحة، ولكنهم لا يريدون الجهاد في سبيل الله، ولا يريدون أن يتحملوا المسؤولية أمام التحديات والأخطار التي تعاني منها الأمة، والتي ستؤدي إلى ضياع هذه الأمة وضياع كل ما لديها؛ فالذين يريدون إسلاماً لا مسؤولية فيه، ولا تحرك فيه، ولا موقف فيه؛ فإنهم موعودون من الله بالعذاب (إِلَّا تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)، حينها لا تغني عنكم صلاتكم، ولا يغني عنكم صيامكم، ولا تغني عنكم أعمالكم من النوافل والمستحبات؛ لأنكم فرطتم في فريضة مهمة جدًا، وهي تدلل على مدى مصداقية الإنسان في انتمائه الإيماني، وفي مصداقيته مع الله سبحانه وتعالى؛ فالله يتوعد بالعذاب في خطابه للذين آمنوا، للمنتمين إلى هذا الدين، لأولئك الذين يذهبون إلى المساجد ويعودون

 

منها ولكن لا يريدون أبدًا أن يتحملوا المسؤولية الجهادية، ولا أن يلتفتوا إليها.

عباد الله الأكارم:

 حينما نأتي إلى القرآن الكريم نجد الآيات الكثيرة التي تبين لنا كيف هو اتجاه رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأن الحالات التي يتجه فيها البعض من التنصل والتهرب عن المسؤولية، هي اتجاه منحرف، ومن يسلكون سلوك الجمود والقعود والتخاذل هم لا يقتدون برسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) سواءٌ من كان منهم باسم عالم أو متعلم أو مرشد أو خطيب جامع أو إمام مسجد أو من ورثة الأنبياء, أو أيًا كان وبأي صفة كان، هو لا يقتدي برسول الله (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) لأن الله يقول: (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ)، ما ينبغي لهم أبدًا أن يتخاذلوا عن الجهاد، في الوقت الذي كان من يدعو إلى الجهاد ويقيم فريضة الجهاد هو رسول الله الذي هو القدوة والأسوة، والذي يجب أن يحذوا الناس حذوه، وأن يقتدوا به؛ فعندما تريد أن تمتنع عن أداء هذه الفريضة وقدوتك في أدائها والقيام بها هو رسول الله الذي كان مجاهدًا، وداعيًا إلى الجهاد، وقائدًا للجهاد، ومحركًا للأمة في الجهاد في سبيل الله؛ فتأتي أنت إما لتقعد وإما لتثبط الآخرين أيضا؛ فها هو يقول، (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ)، ما يليق بهم أبدًا، (وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ)، أيضًا الأمة بكلها ــ من بعد رسول الله إلى قيام الساعة ــ ما ينبغي لها أن تتثاقل ولا أن تتخاذل ولا أن تثبط ولا أن تجمد ولا أن تشطب المسؤولية في الدفاع عن نفسها ومبادئها وقيمها وعرضها وأرضها وحريتها واستقلالها من خلال الجهاد في سبيل الله الذي يوفر لها المنعة والحماية ويدفع الخطر عنها؛ لذلك لا ينبغي لنا مطلقًا أن نتنصل عن هذه المسؤولية؛ لأن القدوة في أداء هذه المسؤولية والقيام بها وباعتبارها فريضة إلهية هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

 (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الْأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ . وَلَا يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) فالمؤمنون عليهم أن يقتدوا برسول الله وأن يدركوا أن كل عناء في سبيل أداء هذه المسؤولية وكل مشقة يقابلها مكافأة عظيمة من الله، ويقابلها الأجر، ويقابلها الفضل، ويقابلها الرحمة، ويقابلها المكافأة بالنصر والعزة والكرامة، ويقابلها حسن ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة، ويقابلها الخير كل الخير فيما وعد الله به الأمة إذا استجابت، وإذا نهضت، وإذا تحملت مسؤوليتها فيما يمنحها الله من رعاية ونصر وتأييد وتمكين وخير الدنيا والآخرة، فالمسألة مهمة جدًا، وما كان لأي عالم ولا لأي خطيب ولا لأي مثقف ولا لأي شخص ينتمي إلى هذا الإسلام أن يجمد وأن يميت من نفسه روح الشعور بالمسؤولية، أو أن يتجه في الساحة للتثبيط والتخذيل وزرع الوهن واليأس في نفوس الناس، والسعي لأن تجمد هذه الأمة وأن تستكين وهي تواجه أكبر الأخطار والتحديات من قوى الطاغوت المستكبرة وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل ومن معهما من العملاء الذين يعملون لصالحهما من داخل أبناء الأمة.

إخوة الإيمان:

إنّ الإنسان إذا وصل إلى حالة الرضا بالقعود ومات عنده روح الإحساس بالمسؤولية بشكلٍ تام فإن هذا يعني أنه فَقَدَ إيمانه، والبعض يعتبر نفسه مؤمنًا ومتدينًا أكثر من غيره؛ فما هو هذا الإيمان الذي لا ينسجم مع القرآن، ولا يلتقي مع القرآن، ولا يتجاوب مع آيات الله وتوجيهاته، وأي تَدُيّنٍ هذا؟!؛ لأن آيات الله فيها وعيد بالعذاب على ترك الجهاد في سبيل الله، وفيها تأكيد على أن الإنسان الذي يُعرض عن هذه الفريضة ويعطّل هذه الفريضة؛ أنه لا يعتبر عند الله من المؤمنين ولا يسير في طريق الجنة، (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ).

أيها المؤمنون:

 يقول الله: (وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ الْقَاعِدِينَ) هذه الفئة الميالة للقعود، والميالة للجمود، والمتنصلة عن المسؤولية، والمتهربة عن القيام بالواجب، والمتفرجة على ما تعانيه الأمة من حولها وما تواجهه من أخطار وتحديات، وكأنها غير معنية بشيء.

 

عباد الله الأكارم:

نحن أمة يجب أن نسعى لأن نكون أمه متحررة مستقلة مجاهدة تتحرك لمواجهة التحديات والأخطار، وتواجه أعداءها، ولا تخنع لهم، ولا تستسلم لهم، ولا تقف في حالة من الجمود والعجز والاستسلام حتى يسحقها أعداؤها؛ لأننا أمة (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)، (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)، نحن الأمة التي رسولها ونبيها هو سيد المجاهدين، وهو ذلك الرجل العظيم الذي كان يتحرك بشكل لا مثيل له في التاريخ فيما يتعلق بالنهوض بالمسؤولية.

أما التراجع والتخاذل والتفريط والتقصير فواللهِ وباللهِ وتاللهِ أنّ عواقبه ستكون وخيمة علينا في الدنيا قبل الآخرة، وكما يقول الإمام علي عليه السلام: " أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى، وَ دِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ، وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ؛ فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ الْبَلَاءُ، وَدُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَالْقَمَاءَةِ، وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالْإِسْهَابِ، وأُدِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ، وسِيمَ الْخَسْفَ، وَ مُنِعَ النَّصَفَ".

ولنا دروسٌ وعبرٌ كثيرة من التاريخ ومن الواقع المعاصر عن عواقب التفريط والتقصير، وفي هذه المرحلة الحساسة من تصعيد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، وأمام مجازره الوحشية في صنعاء والحديدة والجوف وشبوة والسجن الاحتياطي بصعدة يجب علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا، وقد شاهدنا جميعًا المشاهد المأساوية لتلك الجرائم، والذي لن يتحرك أمام تلك الجرائم فمتى سيتحرك؟ ومتى سيكون له موقف؟ وكيف سيكون جوابه يوم يقف بين يدي الله في يوم القيامة؟ وبماذا سيجيب الأجيال والتاريخ؟.

وفي هذا السياق نحن نبارك عملية (إعصار اليمن الثانية) التي استهدفت العمقين (الإماراتي والسعودي)، علمًا أن قاعدة الظفرة الجوية المستهدفة تعتبر قاعدةً أمريكية، وقد صرّح الصهاينة بقلقهم من مثل هذه العملية, ولا تعويل على دول العالم المستكبر التي أدانت عملياتنا في الوقت الذي لم نسمع لهم مثل هذه الإدانات على الجرائم الوحشية بحق بلدنا وشعبنا على مدى سبع سنوات والموثقة بالصوت والصورة، ونحن ماضون – بعون الله – في درب التحرر والاستقلال مهما كان حجم التضحيات؛ لأن التضحيات التي نقدمها في سبيل ذلك هي أقل بكثيرٍ من التضحيات التي سنقدمها في حال التراجع والتفريط، وشعارنا في هذه المرحلة هو: (نعيش أعزاء أو نسقط في ساحات القتال كرماء).

عباد الله: 

من نعم الله تعالى على عباده نعمة الأرض التي فرشها الخالق بين أيديهم وجعلها قرارا، وأجرى في مناكبها عيونا وأنهارا، فأنبتت زروعا وثمارا، بعد أن أرسل الله السماء مدرارا ,وهناك أيات عظيمة تحدثت عن الزراعة والزرع 

{يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ ﴿١١ النحل﴾

{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْع َمُخْتَلِفًا أُكُلُهُ ﴿١٤١ الأنعام}

{ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا ﴿٢٧ السجدة﴾

{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ ﴿٦٤ الواقعة﴾

ولهذا يجب علينا أن نهتم بالزراعة مع الإهتمام الكبير بإعطاء الله حقه من الحمد والشكر وإخراج ما توجب على الناس من صدقات وزكاة وغيرها حتى تتم علينا نعم الله ويزيدنا الله من واسع فضله. 

عباد الله الأكارم: 

الأوقاف هي من القرب التي يتقرب بها الناس إلى الله -سبحانه وتعالى-، وعندما يخون الإنسان في مال الوقف، فهو يخون خيانات متعددة خيانة (لله -للأمانه - للواقف - للموقوف له)

مثل هذا النوع من الخيانة[اكل أموال الاوقاف] له مصائب في الدنيا، ويترتب عليها عقوبات عاجلة في الدنيا، ولها آثار سيئة في نفس الإنسان، وفي أعماله، وفي مسيرة حياته، ثم آثاره السيئة والسلبية في الآخرة.

والأوقاف أيضاً لها أهمية كبيرة، وخطورة الخيانة في هذا الجانب والمعصية في هذا الجانب كبيرة جدًّا على الناس في حياتهم، وفي واقعهم، وعلى المجتمع بشكلٍ عام.

عباد الله :

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.

 

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في مختلف الجبهات، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}...

 

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

 بديـوان عــام الــوزارة.

----------------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر