مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

🎙️ 🎙️. 🎙️. 🎙️ 🎙️

 

▪️نـقاط وخطبة الجمعة الأخيرة من ذي القعدة/

29 / 11 / 1442 هـ

9 / 7 / 2021م

بعنوان :

(لا تقنطوا من رحمة الله)

▪️أولاً: النقاط .

 

  • 1️⃣▪️وعدالله لعباده المؤمنين ووعيده للعاصين لايقتصران على الآخرةفقط بل يبدءان من الدنيا وينتهيان بالآخرة 

 (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه- آية (124)

  • 2️⃣▪️الذنوب نوعان
  •  ▪️ ذنوب بسبب مخالفة لنواهي الله 
  • ▪️وذنوب بسبب عدم العمل بتوجيهات الله

 وهي الأكثرلدينا 

ولرحمةالله بنا دعانا إلى التوبةوالإنابةإليه وبين لنا خطوات التوبةالعملية ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر- آية (53)

  • 3️⃣▪️كسنةإلهيةربط الله تغيرالواقع بتغيرنفوس الناس والأيام العشر فرصةللتوبةوالأعمال الصالحة والإحسان إلى الفقراء والمساكين وأسرالشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين 

والحث على إخراج قافلةعيدية نقدية وعينية للمرابطين في الجبهات

  • 4️⃣▪️أمام ما تفعله أمريكا وإسرائيل وأولياؤهم في الأمةعامة وفي اليمن خاصةمن إجرام نتساءل: ماذا لو لم نجاهد؟ وما الذي يفرضه علينا ديننا وشهامتنا وكيف منعت الأمةمن الحج عندماتركت الجهاد
  • 5️⃣▪️الجهادفي سبيل الله هوالوسيلة الوحيدة لحمايةالدين وكف أيدي المفسدين وتحقيق الأمن والإستقلال ومفتاح الوصول إلى الجنة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) المائدة- آية (35).
  • 6️⃣▪️حث مالكي السيارات ووسائل النقل على الإلتزام بقواعد السير ، والأخذ بالاسباب وحرمة التعدي على أنفس وممتلكات الآخرين التزاماً بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف.
  • 7️⃣▪️نؤكد على أهمية استشعار المجتمع بالمسئولية الدينية والوطنية في الحفاظ على الثروة الحيوانية 

وإيقاف ذبح إناث المواشي وصغارها للحفاظ على الثروة الحيوانية وللتخفيف من فواتير الاستيراد من اللحوم والألبان ومشتقاتها.

 

▪️ثانياً: الخطبة .

الخطبة الأولى

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين القائل في كتابه الحكيم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا بِحَوْلِهِ وَ دَنَا بِطَوْلِهِ مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَةٍ، وَ كَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَةٍ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ وَسَوَابِغِ نِعَمِهِ، وَنُؤمِنُ بِهِ أَوَّلًا بَادِياً، وَنَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً، وَنَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً، وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً، ونَشْهَدُ ألاَّ إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أما بعد/أيها المؤمنون الأكارم:

من الثقافات الخاطئة التي ترسخت لدينا أننا أصبحنا ننظر إلى وعد الله للمؤمنين بالنصر والسعادة والعزة وكأنها ستأتي في الأخرة فقط ولن تأتي في الدنيا، وأصبحنا ننظر إلى وعيد الله بالعذاب والخزي وضنك المعيشة للظالمين والعاصين وكأنها ستأتي في الآخرة فقط ولن تأتي في الدنيا؛ ولكن الله تعالى يعرض علينا في كتابه العزيز الكثير من الآيات التي تؤكد أن وعده ووعيده يبدأ من الدنيا وينتهي في الآخرة، وأن وعده للمؤمنين بالنصر والتأييد والسعادة سيتحقق في الدنيا وسيتحقق في الآخرة {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}، وأن وعيده للعصاة والظالمين سيتحقق في الدنيا وسيتحقق في الآخرة {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}، بل يعزز ذلك بما يعرضه عن كثير من الأقوام الذين آمنوا فنصرهم وأنعم عليهم، والذين أعرضوا عذبهم في الدنيا قبل الآخرة؛ فيذكر قصة أبينا آدم وكيف أنه عندما فرّط وخالف نهي الله تعالى له شقي في الدنيا، وعرض لنا قصة قوم سبأ لمَّا عصوا كيف ضربهم وأخذ كل النعم منهم في الدنيا: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ

 

طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ . فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَى أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ}، وعرض لنا قصة بني إسرائيل الذين تعدوا على حرمة الله في السبت: {واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} ثم يقول عن نتيجة تعديهم {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ}؛ فجعل منهم قردة في الدنيا، وعرض الله لنا قصة قوم يونس عندما تابوا وأنابوا إلى الله كيف رفع عنهم العذاب في الدنيا وأعاد نعمه إليهم فيقول تعالى عنهم: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ}، وليس صحيحاً أن يقال: (أن الدنيا دار عمل ولا حساب) فالله يقول عن القرية التي يعصي أهلها كيف يحاسبهم ويعذبهم في الدنيا قبل الآخرة: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً}.

أيها المؤمنون الأكارم:

الذنوب نوعان: ذنوب يرتكبها الإنسان عندما يفعل أشياء نهى الله عن فعلها، وذنوب يرتكبها الإنسان عندما لا يفعل الأشياء التي أمر الله تعالى بفعلها، وهذه هي الذنوب الأكثر والأكبر اليوم في واقع الأمة، ولكن بعد كل وعد الله ووعيده في كتابه العزيز يدعو الناس إلى التوبة والإنابة إليه؛ لأنه لا يريد لهم الشقاء وضنك المعيشة في الدنيا، ولا يريد لهم الشقاء في جهنم في الآخرة فيقول تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، فعندما تستعرض ماضيك، بما فيه من المعاصي والتقصير فلا يدفعك ذلك إلى اليأس والقنوط؛ ولكن اندفع نحو التوبة والرجوع إلى الله؛ لأن الشيطان يريد أن يصل بالإنسان إلى اليأس من رحمة الله ومغفرته، والله يريد أن تتحقق للإنسان السعادة التامة في الدنيا والآخرة؛ ولأن كل إنسان لديه ذنوب وتقصير، فليس له مخرج إلا التوبة إلى الله، بالندم على المعصية، والإقلاع عن الذنوب، والعزم على تركها وعدم العودة إليها، وبتوجه جادٍ وصادقٍ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً} {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}؛ فالله الرحيم بعباده يغفر الذنوب جميعاً إن تابوا {إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً}، كل ذنب يمكن أن تتخلص منه عن طريق التوبة الصادقة {إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، كثير الغفران، عظيم الرحمة.

الأخوةُ المؤمنون:

التوبة لا تعني أن يقول الإنسان (أستغفر الله العظيم وأتوب إليه) فقط؛ ولكن لها عدة خطوات يبينها الله تعالى في كتابه العزيز؛ فبعد أن دعانا إلى التوبة أرشدنا إلى طريقة التوبة فقال: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ} والإنابة معناها الرجوع إلى الله بإخلاص، {وَأَسْلِمُوا لَهُ} ثم سلموا أنفسكم لله، عبِّدوها له، سلِّم نفسك لله وانقطع إلى الله تعالى، واستعدّ أن تسير على هديه،{مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ}، أما إذا جاء عذاب الله فلا أحد يستطيع أن يرد عذاب الله عنك، ولن تجد من ينصرك في مواجهة عذاب الله؛ فالإنابة هي حالة نفسية من الندم على ما فات، والعزم على الانقطاع إلى الله، والتخلص من حقوق الآخرين، ولكن التوبة لا تنتهي إلى هنا؛ لأن الإنسان إذا تاب نفسياً وبقي في حالة فراغ فإن الشيطان سيستزله من جديد، ولذلك لا بد أن يدخل الإنسان في مسار عملي مع الله حتى يضمن النجاة من الشيطان؛ ولهذا يقول الله تعالى: {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم} إذا تحركت في مسار عملي مع اتباعك لهدى الله كاملاً فستضمن الخلاص من الشيطان وزلاته، وعندما لا تهتم بمراجعة نفسك ومحاسبتها، وترى أنك قد أصبحت من أهل الجنة ولا تحتاج إلى توبة وإنابة، ولا تحتاج إلى أن تتبع هدى الله فالله يقول: {مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ} ربما باغتك العذاب يوم القيامة؛ لأنك لم تكن تبالي بآيات الله وبيناته.

الأخوةُ المؤمنون:

لو جئنا لننظر كم نطبق من دين الله، وكم الذي لا نطبقه؛ لوجدنا أنّ أكثر الدين لا نطبقه، والله لا يقبل إلا توبة كاملة من كل الذنوب، ولا يقبل إلا تطبيقًا كاملًا الدين، بكل جوانبه، والتقصير والتفريط في تطبيق توجيهات الله هو من الذنوب الكبيرة؛ فعندما يقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ} ثم لا نهتم بتكاتفنا ووحدتنا واعتصامنا بحبل

 

الله الواحد فهو ذنب، وعندما يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً} ثم لا نهتم بالنفير لمواجهة أعداء الله والدين وأعدائنا فهو ذنب خطير، وعندما يقول تعالى: {وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إلَى التّهْلُكَةِ} ثم لا نهتم فهو ذنب، وهكذا كم نجد من تفريط وتقصير في تنفيذ تطبيق دين الله؛ وكم هي الذنوب التي تحتاج منِّا إلى توبة، وكم نجد من آثارٍ لهذه الذنوب في واقع حياتنا، فالعقوبة من الله على الذنوب تأتي على شكل عقوبات نفسية، وضيق وضنك، وعقوبات اجتماعية من مشاكل ونزاعات وغياب لروح التآلف والمحبة والانسجام، وعقوبات مادية على شكل جدب وقحط وغيرها، ولا دواء للذنوب إلا التوبة، ولا تغير للواقع إلا بتغير النفوس، فالسنة الإلهية قائمة ولن تتبدل ولن تتغير {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}؛ والله تعالى يقول: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}، ويقول على لسان نبيه نوح (عليه السلام) وهو يضع لقومه مفتاح كل نعم الله {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً . يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} ولذا لا بد لكل إنسان أن يحاسب نفسه، ويراجعها، ويتوب إلى الله من ذنوبه وتقصيره وتفريطه {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}. 

عباد الله الأكارم:

ونحن في الأشهر الحرم التي فضّلها الله على بقية الشهور، وسنستقبل الأيام العشر من ذي الحجة التي فضّلها الله على أيام الأشهر الحرم، ولفضلها فرض الله فيها حج بيته الحرام على لسان نبيه إبراهيم (عليه السلام)، ولفضلها أقسم الله بلياليها في كتابه الحكيم فقال: {وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ}؛ فمن المهم جداً أن نهتم فيها بكل عمل صالح يرضي الله تعالى عنَّا، ونهتم فيها بالتوبة والإنابة إلى الله والرجوع إليه، ونهتم فيها بذكر الله؛ لقوله تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ}، والأيام المعلومات هي الأيام العشر من ذي الحجة، فهي موسم من المواسم التي فتحها الله لعباده المؤمنين؛ ليستثمروها ويستغلوها كما يستغل التاجر والمُزارع مواسمهما، ويستغلها الإنسان بالعطف على الفقراء والمساكين، والأرامل والأيتام، وأسر الشهداء والجرحى والمرابطين في سبيل الله في الجبهات، فبقدر اهتمامك بدين الله ومن يدافعون عن دين الله وحرمه سيكون اهتمام الله بك، وبقدر رحمتك للآخرين وعطفك عليهم سيكون عطف الله عليك ورحمته بك، وعاقبة التفريط واللامبالاة هي الندامة دائماً في الدنيا والآخرة {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}.

باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم, ونفعنا بما فيهِ من الآياتِ والذكرِ الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, وأشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, وأشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أما بعد/ إخوة الايمان:

   يقول تعالى: { وَالْفَجْرِ . وَلَيَالٍ عَشْرٍ . وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ . وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ . هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِي حِجْرٍ . أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ . إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ . الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ . وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ . وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ . الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ . فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ . فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ . إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} بعد أن أقسم الله تعالى بليالي الأيام العشر، يدعونا إلى التأمل لنهاية الظالمين كعاد وثمود وفرعون، وكيف ضربهم وأبادهم ودمرهم ثم يقول: إنه بالمرصاد لكل ظالم، ولكل طاغية، ولذا لا بد أن نكون ـ كما يريد الله ـ بالمرصاد للطغاة والمستكبرين، الذين يعتدون على شعبنا ويرتكبون جرائم القتل والحصار بأسوأ مما فعل فرعون وغيره من الطغاة.

 

عباد الله المؤمنون:

لو تساءلنا أمام حقد هؤلاء المعتدين على شعبنا، وأمام إجرامهم وسوء نفسياتهم، ماذا لو لم نجاهد؟ كيف سيكون حالنا مع أمريكا وإسرائيل وأذنابهم؟ عندما نشاهد ما يعملونه من انتهاك وقتل وتجويع ومؤامرات وغدر وخيانة في فلسطين والعراق وسوريا وضد كل أبناء الأمة، وما يفعلونه في المحافظات الجنوبية المحتلة من فساد وإفساد ونهب للثروات وانتهاك للحرمات وإثارة للنزاعات وبناء للقواعد في الجزر والأراضي اليمنية، ويفعلون كل ذلك بمن رحب بهم ظناً منه أنهم جاءوا لإسعاده، وعندما نشاهد العدوان وهو يواصل عدوانه وحصاره ومنع المشتقات النفطية، ويعمل بكل جهد على ضرب الشعب اليمني اقتصادياً بطباعة المليارات من العملة ـ بلا تأمين ـ لينهار سعر الصرف وتضعف القدرة الشرائية للمواطن اليمني، عندما نرى ذلك وغيره الكثير يجب أن نتساءل؛ ماذا لو لم نجاهد؟ مع حقد هؤلاء وإجرامهم، ماذا لو لم نجاهد؟ وما هي مسؤوليتنا أمام كل ذلك؟ وما الذي يفرضه علينا ديننا وعزتنا وشهامتنا؟ وهل سنكون أكثر فهماً من الله الذي قال: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ} وقال عن الجهاد: {ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، بل يأتي الاستنكار في القرآن الكريم على من يساوي بين عمارة المسجد الحرام وسقاية الحجاج من جانب، والجهاد في سبيل الله من جانب؛ ليحكم الله بعدها أنهم لا يستوون أبداً فيقول تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}، ونجد في واقعنا عندما تركت الأمة الجهاد في سبيل الله وصل الحال إلى أن مُنِعت من أداء فريضة الحج التي افترضها الله عليها، وهكذا لو غاب الجهاد في سبيل الله من واقع الأمة لغابت كل عزتها وكرامتها ولغاب الدين كله؛ ولذا يجعل الله الجهاد في سبيله مفتاح جنته فيقول تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}؛ فمن الواجب علينا أن نواصل جهادنا في سبيل الله ضد أعدائه؛ فليس في ذلك إلا الربح والفوز والعزة والجنة {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.

عباد الله الأكارم: يجب على مالكي السيارات ووسائل النقل الالتزام بقواعد السير ، والأخذ بالأسباب وحرمة التعدي على أنفس وممتلكات الأخرين التزاماً بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف . 

عباد الله المؤمنون:

أولى الإسلام – الحيوان- عناية استثنائية، فهذه المخلوقات، بسبب كونها من دلائل عظمة الله تعالى، وبسبب منافعها العظيمة، وخوفا من عبث الإنسان بالمكونات الحية مما يسبب انقراضها، قدم الإسلام بأحكامه وتشريعاته الفقهية مجموعة من الأحكام تكفل للبشرية إذا ما أتبعتها والتزمت بها أن تدرء الأخطار والتهديدات لهذا العنصر البارز والهام من عناصر البيئة الطبيعية فلنواجه نعم الله علينا بالحمد والشكر لله تعالى على نعمه علينا وشكرنا لله يتجلى بالحفاظ على هذه النعم العظيمة ومنها الثروة الحيوانية ومن روائع ما ورد في السنة الشريفة في المحافظة على الموارد والثروات الحيوانية، قول رسول الله (صلى الله عليه واله) لمضيفه الأنصاري الذي أراد إكرامه بذبح شاة: (إياك والحلوب)قاله له حينما أخذ الرجل المدية ومضى ليذبحها ومعنى الحديث : أنه صلوات الله عليه وعلى آله نهى المضيف أن يعمد إلى شاة ينتفع بدرها ولبنها، لأنها حلوب، فيذبحها، فيخسر درها وحليبها، ويخسرها معه المجتمع، ويغني عنها شاة أخرى غير حلوب. و الرسول الكريم صلوات الله عليه وآله يربي الأمة على قيم وأخلاق معينة ينبغي أن يلتزم بها الجميع، ورعاية هذه القيم والأخلاقيات على مستوى الامة ذو مردود هائل، عند من يتدبرون الأمور

وفي الختام: نعبّر عن موقفنا المتضامن مع الشعب الفلسطيني، ونعلن رفضنا ووقوفنا بحزمٍ في مواجهة المنافقين المتآمرين على القضية الفلسطينية، وعلى رأس هؤلاء المنافقين: النظام السعودي العميل، والنظام الإماراتي العميل الذي قام بافتتاح سفارةٍ للكيان الصهيوني في الإمارات معلنين بذلك ولاءهم المطلق لليهود والنصارى، وأمام كل ذلك لا بد من مواصلة النفير العام والاستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال، ونهيب بأهمية التفاعل مع القافلة العيدية الكبرى التي سيخرجها الشعب اليمني للمجاهدين الشرفاء المرابطين في جبهات القتال، ولا بد أن نبادل أهل الوفاء بالوفاء، وأهل الإحسان بالإحسان {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.

 

وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}, اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

 بديـوان عــام الــوزارة.

----------------------------

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر