مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

العنوان:المرأة في الإسلام
التاريخ:14/6/1444ه‍
الموافق:6/1/2023
الرقم:(23)
_____

▪️نقاط وخطبة الجمعة الثانية من شهر جمادى الآخر 1444ه‍

🎙️أولاً:النقاط
1- الرجال والنساء في الإسلام عالم واحد ولم يجعلهم عالمين
( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ)
( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى )
ومسؤليتهم الدينية واحدة
( وَالْـمُؤْمِنُونَ وَالْـمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمُنْكَرِ )
2- الإسلام أعلى ورفع من مكانةالمرأة
(  وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا) 
( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )
3- القرآن قدم نماذج نسوية راقية لما هن عليه من العلاقة بالله مثل أم موسى 
وأخت موسى وزوجة فرعون وابنتي شعيب وزوجة عمران ومريم ابنة عمران وفاطمة الزهراء
4- المرأة في الغرب يعصف بها واقع اجتماعي زائف يمتهن كرامتها
5- يجب أن تتعلم المرأة كم أعطاها الإسلام وكيف أرادالله للمرأة أن تكون 
وممن تهتدي وبمن تقتدي
6- حماية المرأة من النفوذ الغربي عبر كل وسائلهم يبدأ من عندها هي وأيضا هو  مسؤولية الجميع 
7-يماطل تحالف العدوان في صرف المرتبات ساعده وشجعه على ذلك الطابور الخامس وشعبنا يعرف من يحاصره ويعتدي عليه ولذلك قرر المواجهة حتى تحرير كامل أرضه 
وسيبدأ بالخروج الجماهيري عصر يوم الجمعة في صنعاء 
للتنديد بالحصار وقطع المرتبات كما سيدعوا لرفد الجبهات.
.....................................................
🎙️ثانياً:الخطبة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: {وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً} ونشهد ألّا إله إلا الله ، كل عزيز غيره ذليل،  
واشهد ان سيدنا محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وأرض عن صحابته الأخيار المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها المؤمنون الأكارم:
يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}، في هذه الآية يبين لنا القرآن الكريم كيف أن الله خلق الرجل والمرأة من نفس واحدة وسماهما الإنسان، واعتبرهما عالما واحدا لا تفرقة بينهما؛ فالمرأة من الرجل أصلاً، والرجل من المرأة نسلاً، لا تصلح حياة أحدهما إلا بالآخر: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}؛ ويمثلان عالما واحدا  اسمه عالم الإنسان، يتلقيان الأجر جميعاً في حال الطاعة، {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ويتحملان الأوزار في حال التفريط أو المعصية، ويحملان مشروعا واحدا ومسؤولية واحدة أمام الله: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} فالمسؤولية واحدة وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولكن يجب أن يكونوا بهذا الشكل {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} عالم واحد ليس كما يعمل الأعداء من محاولات مستميتة لفصل الرجل عن المرأة والمرأة عن الرجل وكأنهما عالمان مختلفان لزرع الفرقة والخلاف والشقاق بينهما.
عباد الله الأكارم:
لو نظرنا كيف تعاملت  الأمم والقوميات مع المرأة عبر التاريخ لوجدنا أبشع صور الظلم والاضطهاد والقهر، ولو عدنا إلى القرآن لوجدناه يرفع من مكانة المرأة إلى أعلى مقامات الكمال البشري؛ فنجد مثلاً الآشوريين والبابليين كان حكمهم إذا لم تطع المرأة زوجها  أن تعامل كجارية، وعند الإغريق كانت تمنع من الميراث، حتى قال أرسطو عنها: (إن الطبيعة لم تزودها بأي استعداد عقلي)، و كانوا يقتلون سبع بنات من كل عشر، وعند الرومان لم يكن يحق لها التملك، وعند الصينيين كان يحق للزوج بيع زوجته كجارية، وتمنع الأرملة من الزواج،  وعند الهندوس حتى وقت قريب كانت تحرق حية مع جثة زوجها،وعند الفرنسيين كانوا يعتبرونها مخلوقاً آخر غير الإنسان وليس لها حق التملك، وعند العرب الجاهليين كانت

المرأة تورث كما يورث المتاع، ويتم الزواج بها أو بيعها أو إكراهها على البغاء، وكانوا يأدون البنات كما حكى القرآن الكريم: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ. يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ}، وعند اليهود يعتبرون المرأة أصل الشر، ونجاسة ولادة الأنثى ضعف نجاسة ولادة الذكر، ولا ترث لديهم الأنثى بل هي جزء من الميراث، ولا ترث من الزوج إلا إذا لم يكن له أولاد، ولا يحق لها تعلم التوراة، وعند النصارى كان للزوج الحق في بيع زوجته وكان البريطانيون يبيعون زوجاتهم إلى ما قبل 180عام.
المؤمنون الأكارم: 
لو عدنا للقرآن وللإسلام لوجدنا قيمة المرأة، ومكانة المرأة، وعظمة المرأةعلى أرقى مستوى.. نجد قيمتها كأم: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}، ونجد المرأة  كأخت والمرأة كابنة والمرأة كزوجة، ونجد القرآن كما يذكر نماذج وقدوات للرجال في القرآن لا ينسى أن يبرز نماذج وقدوات للنساء؛ فيتحدث القرآن عن أم موسى، تلك المرأة الصابرة والواثقة بالله والصادقة مع الله في زمن قل أن تجد مثيلها من الرجال، تلك المرأة التي كتبت بتسليمها لله نهاية ظلم فرعون وطغيانه وكفره؛ فكان أن أوحى الله إليها: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}، ثم يذكر القرآن امرأة أخرى لها دور في إنقاذ موسى وسلامته ليصدق وعد الله بعودة موسى إلى أمه، ولتمضي إرادة الله في هلاك فرعون وهي زوجة فرعون: {وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} وتكتمل الحلقة بامرأة ثالثة على يديها ينجو موسى من الموت وهي أخت موسى: {َقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}، وعلى يديها يتحقق وعد الله بعودة موسى إلى أمه: {فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}، وبعد نشأة موسى (عليه السلام) وبلوغه مبلغ الرجال يأتي دور امرأتين في إيوائه هما ابنتي نبي الله شعيب (عليه السلام): {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ}، ويذكر لنا القرآن نماذج أخرى في عصور أخرى مثل امرأة عمران التي وصف الله إيمانها ومحبتها لله، ووفائها بنذرها لله حين قالت: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} ورغم أنها لم تلد ذكراً كما كانت تريد إلا أن ذلك لم يمنعها من الوفاء بنذرها لله والإخلاص له: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}، ثم يذكر الله تعالى مريم (عليها السلام) تلك المرأة الطاهرة العفيفة الصادقة مع الله: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ. يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ}، وهكذا نجد القرآن الكريم يبرز نماذج عظيمة من النساء حملن الإيمان والصبر والجهاد والتضحية والعفاف والحياء، وتبقى مسؤولية المرأة المسلمة الاقتداء بتلك النماذج الراقية الطاهرة.
أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم. 

الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله العليم الخبير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه الأخيار.

الإخوة المؤمنون:
لو عدنا إلى نموذج المرأة في الغرب، وكيف أراد لها من يتسترون بمصطلح حرية المرأة ويتشدقون بحقوقها، ومن يجعلون من المرأة سلعة رخيصة أكثر ما يهمهم فيها هو أن تصبح وسيلة للإفساد؛ فهدموا كرامتها وفصلوها عن الصون والطهارة، وأخرجوها عن كل التشريعات الإلهية التي تحفظ دورها الإيجابي في الحياة، واستغلوها في جمع المال عن طريق استخدامها في وسائل الدعاية والإعلانات التجارية حيث تعرض فيها عارية الجسد لتشد انتباه المتسوق، وتستغل كيد عاملة غير متساوية الأجر مع الرجل، وتستغل للمتاجرة في بيوت الدعارة وهكذا نجد هناك أبشع صور الاستغلال والاستعباد للمرأة تحت عناوين الحرية، ولأنهم يدركون أهمية المرأة إذا صلحت في إصلاحها للمجتمع، لذلك يعملون بكل وسيلة على إفساد كل النساء وخاصة المسلمات ليضمنوا فساد الأسرة كلها، حتى قال أحد اليهود: (إن مكسبنا في الشرق لا يمكن أن يتحقق إلا إذا خلعت الفتاة المسلمة حجابها) وقال أحد قادة الماسونية: (كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمدية ما لا يفعله ألف مدفع ودبابة فأغرقوهم في حب المادة والشهوات)، ويعملون على التفريق بين الرجل والمرأة لتتفكك الأسرة التي تمثل اللبنة الأساسية لبناء المجتمع الإنساني، ونجدهم يقدمون المسؤوليات التي يجب أن يتحملها الرجل والمرأة تحت مسمى حقوق لتشعر المرأة أنها مظلومة بينما لا نجد أن لديهم أي نظرة تقدير أو احترام أو إنسانية للمرأة، ونجد معاناة المرأة الغربية التي حولوها إلى جسد بلا روح؛ فلا حنان الأمومة، ولا عطف الأبوة ولا شهامة الأخوة فالمرأة هناك لا يلزم أحد بالإنفاق عليها متى ما بلغت مبلغ النساء، بل عليها أن تخرج وتعمل لتنفق على نفسها، وتبيع كرامتها وشرفها، وفي كثير من الأحيان هي من تحمل أطفالاً لا تعرف لهم أباً ولا جواب لديها لتساؤلاتهم عن آبائهم.  
الإخوة المؤمنون: 
ما يجب على المرأة المسلمة اليوم هو أن تتعلم كم أعطاها الإسلام من قدر ومكانة وعظمة، وكيف أراد لها الإسلام أن تعيش طاهرة زاكية، وجوهرة مصونة عن كل دنس وسوء، لا تعرف إلا الطهارة والحلال والزكاء، وكيف قدم لها القرآن مجموعة من النساء اللواتي مثلن القدوة الصالحة، كأم موسى التي تلقي فلذة كبدها في اليم تسليماً لأمر الله، وتصديقاً بوعده، وتضحية منها لكي تعمل على تحرير  المستضعفين من براثن الطغاة، وزوجة فرعون التي سكنت القصور، وامتلكت الحلي والمجوهرات، وعرفت حياة الترف والبذخ ولكنها كانت تتجه بطموحها نحو الله وجنته ومساكنها الدائمة: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، واخت موسى التي عملت بكل جد وحيطة وحذر على رصد وإنقاذ أخيها وإعادته بطريقة حكيمة إلى أمه، وابنة شعيب التي وصف الله حياءها كأعظم صفة يجب أن تحملها المرأة المؤمنة: {فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا}، وامرأة عمران التي نذرت وحيدتها في سبيل الله لا تريد سوى رضوان الله وقبوله لنذرها، ومريم الطاهرة التي أحصنت فرجها ونفخ الله فيها بعيسى (عليه السلام) لتبقى آية في الطهر والمحبة لله، وتبقى أعظم قدوات المرأة المسلمة فاطمة الزهراء البتول (عليها السلام) أطهر النساء بنت أطهر الخلق وسيد الرسل محمد صلوات الله عليه وآله، والتي قال عنها النبي صلوات الله عليه وآله (فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها). 
أيها المؤمنون:
يماطل العدوان ومرتزقته في صرف مرتبات الموظفين من ثروات الشعب التي ينهبونها ويصرون على الامعان في معاناته وتضييق الحصار عليه ويقومون في الوقت نفسه بحملة من الشائعات والمرجفين لتحميل الشعب المدافع عن نفسه مسؤولية ما يفعلونه هم من قطع للمرتبات ونهب للثروات مستغلين في ذلك ماكينتهم الاعلامية الضخمة للتضليل والتحريض. غير أن محاولاتهم تبوء بالفشل عند كل محاولة .فشعبنا يعرف من يعتدي عليه ومن يسيطر على ثرواته ونفطه ومن ينهبها ومن يغلق مطاراته وموانئه ومن يحتجز سفن المشتقات النفطية .بل إن شعبنا اليوم يؤمن أنه لا حل لمعاناته الا بخروج الغزاة من بلدنا الذين تسببوا في أكبر كارثة بحقه والذين بخروجهم وهزيمتهم يستطيع الشعب ان ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء وينعم بثرواته ونفطه ويرتفع الحصار عنه. ولذلك لا يوجد أولوية لدى الأحرار من أبناء هذا الشعب إلا تحرير بلدنا وتحرير المحافظات المحتلة وفك الحصار. لأن احتلال الغزاة لحضرموت وسقطرى وباب المندب وتحكمهم في المحافظات الأخرى هو اكبر منكر وشر على شعبنا كون احتلال الغزاة لبلدنا عار علينا يجب ان نزيله واكبر فساد وأعظم منكر يجب ان ننهى عنه وهوسبب كل بلاء حل ويحل بشعبنا ولو انتهى العدوان والحصار لاصبحنا اليمن السعيد والبلدة الطيبة.

ومهما حاول الغزاة والطابور الخامس فالشعب يعرف من يقف وراء معاناته وحصاره ولا يمكن أن ينطلي عليه كذبهم وزيفهم. والحريص على الوطن والمواطن هو من يدافع عن بلده من أجل تحريره من الاحتلال لا من يصمت كل هذه الفترة أمام جرائم العدوان والمنكرات التي يعملها الغزاة ببلده. ولو كان يهمهم بلدهم لدافعوا عنه وسعوا لتحريره كما يفعل الشرفاء من أبناء الشعب ولطالبوا بالتحرك لتحرير المحافظات المحتلة من الغزاة كأولوية قصوى لكنهم متفرغون لتشويه المدافعين عن بلدهم وخدمة المعتدين على شعبهم وقتلة الأطفال والنساء والله المستعان..ومثل هؤلاء يجب الحذر منهم فهم كما قال الله سبحانه 
( يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ) وقد وصف الله المؤمنين بقوله(وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ) ومثل هؤلاء المرجفين كانوا موجودين في زمن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتحدث عنهم الله  بقوله(لَئِنْ لَـمْ يَنْتَهِ الْـمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْـمُرْجِفُونَ فِي الْـمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا)
أيها المؤمنون:
ندعوكم للخروج الجماهيري الكبير في الساحات التي تحددها وتدعوا لها لجان الفعاليات وسيبدأ الشعب اليمني خروجه اليوم الجمعة عصرا في العاصمة صنعاء للتنديد بالحصار وقطع المرتبات وليوصل رسالة لدول العدوان أن حصارها يعتبر عدوانا وأن الشعب لا يمكن أن يسمح لها بقطع المرتبات ونهب الثروات وأن عليها ان تلتقط الفرصة الأخيرة لانهاء عدوانها واحتلالها وإلا فإن شعبنا جاهز لكل الخيارات وعلى دول العدوان أن تتحمل نتائج التصعيد  والحصار. 
إخوة الإيمان:
الإهتمام بالزراعة مطلوب من الجميع وبالأخص زراعة القمح والحبوب نظراَ لأهميتها الإستراتيجية وارتباطها بالأمن القومي للبلد فالعدو يستخدم القمح ورقة ضغط وسلاح من أسلحته ضد الشعوب فمن لا يملك قوته لا يملك حريته ولا يمتلك قراره والقوت الضروري هو القمح والحبوب بشكل عام فإذا أردنا أن نعيش في حرية وكرامة وعزة فعلينا بزراعة الحبوب كما كان يعمل الأباء والأجداد .
هذا وأكثروا من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله: 
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.


➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر