مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لكنَّ رسول الله “صلى الله عليه وآله”، والذين آمنوا معه، واستجابوا له، كانوا يتحركون، بكل جدٍ، واهتمامٍ، وإخلاص، للجهاد في سبيل الله تعالى، كما قال الله تعالى: {لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[التوبة: الآية88].

 

وأصبح الجهاد في سبيل الله تعالى، والموقف من أعداء الإسلام والمسلمين، علامة اختبار، تبيِّن مصداقية الانتماء، كما قال الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}[التوبة: الآية16].

 

كما حسم الله في آياته المسألة، وبيَّن: أنه لن يقبل من المنتمين للإسلام ذلك المسلك، الذي يدفع إليه المنافقون، في الانتماء الشكلي، الذي يقتصر على بعض العبادات والشعائر، مع نبذ الجهاد، والتخلي عن قضايا الأمة، والرضى بالقعود والتخاذل، والتنصل عن المسؤولية في دفع الشر والفساد، فقال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ}[آل عمران: الآية142].

 

لقد كان أهم وأعظم دورٍ للجهاد في سبيل الله تعالى، والتصدي للتحديات والأخطار التي استهدفت المسلمين، هو: دور رسول الله “صلى الله عليه وآله”، الذي خاطبه الله بقوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}[النساء: الآية84]، وخاطبه بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}[التوبة: الآية73]، وخاطبه بقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ}[الأنفال: من الآية65].

 

فكان “صلى الله عليه وآله” يكثِّف نشاطه لتعبئة الأمة، ورفع روحها المعنوية، وتذكيرها بالمسؤولية، وتحريضها للجهاد، ويشرف على مهماتها الجهادية، يأمر، ويوجِّه، ويحرِّك، ويتابع، ويدير، ويبعث السرايا العسكرية، ويتابع تحركات الأعداء، ويبعث العيون والطلائع، دون غفلةٍ، ولا كللٍ، ولا مللٍ، ولا توانٍ.

 

وأتى في القرآن الكريم التذكير للمسلمين بقبح وسوء تقصيرهم، وتخاذلهم عن الجهاد في سبيل الله، والتصدي للأعداء، فيما القدوة والأسوة رسول الله “صلى الله عليه وآله” هو أعظم الأنبياء جهاداً في سبيل الله، وأعظم البشر منزلةً عند الله، فقال الله تعالى: {مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ}[التوبة: من الآية120]، وقال تعالى في سورة الأحزاب: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب: الآية21].

 

وهكذا كانت مسيرة رسول الله “صلى الله عليه وآله”، مسيرة هدايةٍ، وتزكيةٍ، ورحمةٍ، وجهاد، حتى منَّ الله تعالى بالفتح المبين، والنصر العزيز، وأنقذ الله به عباده، وحطم كيانات الطاغوت، وهي مسيرة الإسلام يا أمة الإسلام، ولم يكن المتخاذلون، القاعدون، المثبطون، والمتنصلون عن المسؤولية، والأذلة على الكافرين، لم يكونوا أبداً هم الذين يمثِّلون حالة الطاعة والاستقامة في المجتمع الإسلامي، ولا من أثنى الله على جمودهم، وقعودهم، وتخاذلهم، في القرآن الكريم.

 

إنَّ تقديم الكافرين والمنافقين لعنوان الإبراهيمية، لتحالفاتهم الشيطانية، وتسميتهم لاتفاق الخيانة، والعمالة، والتطبيع، باتفاق [ابراهام]، هو- بحد ذاته- اساءةٌ كبيرةٌ إلى نبي الله وخليله إبراهيم “عليه السلام”، الذي هو رمزٌ للبراءة من أعداء الله، وأعداء الإنسانية، وهو محطِّم الأصنام، والمتصدي للطاغوت، وهو رمز الثبات على الحق في الظروف العصيبة، يوم رُمِي به لإحراقه في نار النمرود.

 

إنَّ الأولى بإبراهيم، ونهج إبراهيم، وملة إبراهيم، والوارث لكل أنبياء الله، هو: رسول الله محمد “صلى الله عليه وآله”، كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ}[آل عمران: 67-68].

 

إنَّ قوى الطاغوت والجاهلية- في ماضيها وحاضرها- جرَّت المشاكل على المجتمع البشري، من خلال الانحراف به عن الرسالة الإلهية في شؤون حياته، واستبدالها ببدائل ظلاميةٍ ومفسدة:

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1443هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر