مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

دائرة الثقافة القرآنية:
💠- حديثنا مستمر عن أهمية التقوى وما تعنيه للإنسان على المستوى الشخصي والمجتمع والأمم بشكل عام.
- سبق لنا الحديث عن بعض نتائج التقوى وما يتحقق لنا بها في الدنيا.
💠- من أهم النتائج ما يتعلق بالتقوى هو ما يعني به الحياة الأبدية التي خيرها خالص وشرها خالص.

💠- الله سبحانه وتعالى يقول في القرآن الكريم {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ  وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} لتقوى الله سبحانه وتعالى أهمية كبيرة لكلٌ منا تجاه مستقبله المهم جداً في عالم الآخرة.

💠- هنا تكمن الخطورة عندما تكون توجهات الإنسان واهتماماته وكل تركيزه إلى هذه الحياة منفصل تماماً عن مستقبله الآتي حتماً في عالم الآخرة.

💠- لذلك يحذرنا الله سبحانه وتعالى وينبهنا حتى لا نقع في هذه الغفلة التي يقع فيها كثير من الناس فلا يحسبون حساب الآخرة، فيورطون أنفسهم نتيجة هذه الحسابات الذين يفصلون الآخرة عن اهتماماتهم في هذه الحياة. 

💠- {يا أيها الذين آمنوا} إيماننا الذي هو صلة بالله سبحانه وتعالى، بهديه، تصديقنا بوعد الله سبحانه وتعالى ووعيده، إيماننا على أساس الاستجابة له والالتزام بأوامره ونواهيه.

💠- {وَاتَّقُوا اللَّهَ} فلا تفرطوا تجاه مستقبلكم الذي هو مستقبل قريب في الواقع، هو قريب منك، الفاصل بينك وبينه هو الموت.

💠- الموت هو لحظة بالنسبة لحسابات المستقبل القريب الأبدي لحظة بسيطة، المدة التي أمضاها في حالة موته لم تكن إلا وقت قصير.

💠- تعتبر فترة وجيزة، تلك المرحلة التي هي فاصلة بينك وبين هذا الغد القريب الآتي، {مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} لأنه مستقبل قريب ومهم جداً، مهما كنت مستبعداً له، وتراه بعيداً، ولا تلتفت إليه.

💠- أنت المعني بأن تعد لنفسك وأن تقدم لنفسك لغدك الآتي لمستقبلك المهم، أن تقدم ما فيه فوزك وفلاحك.

💠-  أنت تعد لنفسك في الآخرة العذاب والجزاء، لأنك أنت تعمل الأعمال التي تشقى بها.

💠- {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} لتستشعر أنت مسؤوليتك تجاه نفسك، ولتحمل أنت الاهتمام تجاه نفسك ومستقبلك

💠- ما تعمله أنت في هذه الحياة من أعمال لها أهمية كبيرة محسوب فيها مثقال الذرة من الخير ومثقال الذرة من الشر {وَمَن یَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّةࣲ شَرࣰّا یَرَهُ}.

💠- الإنسان سيتورط وسيخسر النعيم العظيم الخالص الحياة السعيدة الأبدية الراقية مقابل أشياء تافهة ومحدودة، ثم تفوته ويخسرها ويحمل تبعاتها الرهيبة التي تجعله يتحسر ويتندم، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى {مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا}.

💠- اهتمام الإنسان بالآخرة وسعيه لها، لا يعني أن الإنسان سيترك اهتماماته في هذه الحياة، بل أن سعيه في هذه الحياة سيكون في إطار اهتماماته في الآخرة، لكن بما يفيده أيضاً في الآخرة.

💠- هذه النظرة القاصرة والمحدودة لا يصل الإنسان إلى بغيته في هذه الحياة، قد يحصل على شيء من ذلك مع كثير من المنغصات والتعقيدات ثم ينتهي ذلك، هي حياة محدودة.

💠- ما قيمة ما ستحصل عليه في هذه الحياة من ملذاتها ومتاعها إذا كان ما بعده هو جهنم، غمسة واحدة في نار جهنم تنسيك كل شيء من متاع وراحة هذه الحياة.

💠- ما بالك عندما يكون مصيرك ومستقبلك هو جهنم والعياذ بالله، يخسر الإنسان كرامته قيمته الإنسانية، يكون مستقبله في جهنم مستقبل العذاب والهوان والخزي والمذلة، مطروداً من رحمة الله تعالى لا وزن له، خاسر ومذموم ومدحور، حتى مشاعره تجاه نفسه، ينظر إلى نفسه بأنه خاسر تافه متورط، إنسان لم ينصح ويحسن الاختيار لمستقبل نفسه، يكون هو متحسراً شديد الندم ويلوم نفسه على الدوام.
💠- ومن أراد الآخرة كانت اهتماماته وتوجهاته محسوب فيها بالدرجة الأولى مستقبله المهم في الآخرة، الذي هو أبدي.
💠- {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا}
💠- وسعينا في الآخرة في هذه الحياة هو ضمن أنشطتنا واهتماماتنا في هذه الحياة نفسها، ومهم لنا في مستقبلنا بالآخرة.. كل الأعمال التي هي لمستقبلنا في الآخرة لها ثمرتها وأهميتها ونتيجتها الإيجابية هنا في هذه الدنيا.
💠- {وَهُوَ مُؤْمِن} لا بد أن يكون منطلقك منطلقاً إيمانياً
💠- {وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ} أعظم تفريط للإنسان هو أن لا يحسب ما يقدمه للآخرة، أنت لم تقي نفسك من العذاب والشقاء العظيم في جهنم.
- {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} أعمالنا هي تقديم لمستقبلنا في الآخرة، فننظر إلى أعمالنا بهذه الأهمية بأنها تقرر مستقبلنا في الآخرة.. والله الخبير الذي يجازي ذلك.
💠_ الإنسان المنطلق في هذه الحياة لا يحسب حساب الله وأن يتقِ الله وأن يعلم أن الله هو الرقيب عليه، أن يستجيب لله، ويسمع لنداءات الله سبحانه وتعالى للإنذار الذي أنذرنا الله به في هذه الحياة.. نتيجة ذلك أنهم ينسون أنفسهم..{فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ}.

💠- {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۚ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}

💠- الإنسان عليه أن يدرك أنه متجه إما إلى الجنة وإما إلى النار، وهذا يتحدد حسب عمله، إن كان في إطار ما أمر الله به تعالى وإلا سيكون مصيره النار والعياذ بالله.

💠- في مستقبلنا في الآخرة الفاصل هو الموت، ولا بد من مجيء هذه الحياة، والموت هو حقيقة يعترف بها كل البشر، لا يستطيع أحد إنكارها.

💠- الشيء العجيب في واقع البشر أنهم لا يأخذون العبرة وهم يرون من سبقوهم فلا يحسبون حساب أنفسهم أنهم سيخرجون من واقع هذه الحياة، هل سيكون امتداد هذه الحياة الفلاح والفوز أم الخسارة.

💠- الموت هو نهاية الفرصة للعمل وأن تقدم لنفسك العمل الذي فيه نجاحك وفوزك.. لأن الأعمال الصالحة جعل فيها الفضل العظيم، فلم تبالي بها وكانت في متناولك.

💠- تشعر بالخسارة عندما ترى حياتك هذه انتهت وترى هذه الفرصة انتهت بشكل نهائي، لذلك الله سبحانه وتعالى يبين لنا تلك اللحظات من التحسر {حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}.

💠- ليحذر الإنسان وليفكر في مستقبله أن لا يكون من هذه النوعية التي هي مستغفل عن مستقبله في الآخرة، ثم يتفاجأ بالموت، حينها يستيقظ ويتنبه، كان يذكر فلا يتذكر، كان يعدوه العبرة، فلا يعتبر.

💠- يطلب من الله بتضرع، كم سيردد هذا الدعاء من صميم قلبه {رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ} لكن كما قال تعالى {كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} فلا مجال أن يعطى مهلة إضافية لتدارك ما أهدره من أوقاته وعبث به من أعماله التي لم يحسب فيها حساب المسؤولية بينه وبين الله سبحانه وتعالى.

💠- يقول الله سبحانه وتعالى مبيناً هذه الحالة لدى الكثير من الناس، ما أكثر الذين سيعيشون تلك الصدمة {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}

💠- أول ما يأتيه الموت ينتبه، يدرك أن تلك الأعمال مهمة وعظيمة، كالإنفاق، عندما يأتي الموت ماذا سيقول الإنسان، سيقول {رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ} مهلة ولو بسيطة {فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ} أَصَّدَّقَ من مالي ومن نفسي.

💠- {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ} تبت الآن، رأى الموت، أصبح مدركاً ومتيقناً أنه بداية الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى يريد التوبة، حينها لا مجال للتوبة، ليست مقبولة منك، في تلك اللحظات الأخيرة وقد حضرك الموت.

💠- وهل الإنسان يعرف متى هي نهاية حياته في هذه الدنيا، {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا  وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} الإنسان لا يعرف متى هو موعد رحيله عن هذه الحياة، ولذلك عندما يسوف، سوف أتلافى تقصير، فهو يسوف ويغر ويخدع نفسه، لأنه لا يعرف موعد مغادرته الحياة.

💠- الإنسان المؤمن الذي يحسب حساب مستقبله في الآخرة، فهو حتى عندما يأتي رحيله من هذه الحياة، هو ذلك الذي تأتيه البشارات، لذلك كان يعمل ويتوجه لله سبحانه وتعالى بتلك الأعمال التي يحثه الله عليها.. بل قد تكون نهاية حياته في هذه الدنيا بطريق الشهادة في سبيل الله، وهو ذلك الذي رأى أن هذا الطريق الأفضل إلى الحياة السعيدة.

#رمضان 1444هـ 2023م
 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر