مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
➖➖➖➖➖➖➖

العنوان : (دروس من الهجرة النبوية)

التاريخ / 30 / 12 / 1443ه‍

المـوافـق / ²⁹ / ⁷ / ²⁰²² م

الـرقـــم ( 74 ) 

خطبة ذكرى الهجرة النبوية 1444هـ
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله الذي: نَظَرَ إِلَى مَكَّةَ وهو يودعها مهاجرًا إلى المدينة فَقَالَ: "إِنَّكِ لأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ، ولولاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ".
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الأطهار، ورضوان الله عن صحبه الصادقين الأبرار من المهاجرين والأنصار.
أما بعد/ عباد الله:
ها نحن نودع عامًا هجريًا ونستقبل عامًا هجريًا جديدًا، ومن المهم أن نأخذ الدروس والعبر من هذه المحطة التاريخية التي رُبط تاريخ المسلمين بها لأهميتها، ولذلك لا بد أن نعزز وأن نرسخ اعتماد التاريخ الهجري التي وجهت الدولة باعتماده - مشكورة - كجزء من حضارتنا وهويتنا، كما أنه ينبغي علينا أن نعتز بتاريخنا وحضارتنا، وأن نهتم بإحياء هذه المناسبة، وقد شاهدنا كيف يفعل الغرب في رأس السنة الميلادية.
ونحن أولى بأن نعود لأصالتنا وإسلامنا ولاسيما وأكثر مناسباتنا مرتبطة بالتاريخ الهجري كالصيام والحج والعيدين وغيرها، وهي التي ذكرها الله في كتابه بأنه حددها منذ بداية خلق الكون، قال سبحانه: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}. ولا تزال الشعوب كالصين وغيرها تحافظ على تاريخها وحضارتها، بينما نحن لنا ارتباط بالله وبرسوله الكريم فكيف لا نتمسك به؟! ومن لا تاريخ له .. لا حضارة له.
أيها المؤمنون:
ها هي الأيام والليالي والشهور والسنوات تمر من أعمارنا؛ فعلينا أن نحرص كل الحرص على اغتنام واستغلال ما بقي من أعمارنا؛ لأن الله سيسألنا وسيحاسبنا عن تضييع الأوقات، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ: "لَا تَزُولُ قَدْمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عن أربع: عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أُنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ". 
فلنكن من المشمرين، والمتزودين بخير زاد، والمستقيمين على الصراط المستقيم، والحريصين على إرضاء رب العالمين، والمراقبين لله في كل وقت وحين؛ لنفوز بمرافقة من أنعم الله عليهم، قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا . ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}.
أيها المؤمنون: 
يُحيي المسلمون في بداية كل عام هجري جديد: ذكرى إسلامية عظيمة، ويتوقفون عند مناسبة دينية مليئة بالدروس والعبر القيمة، هذه الذكرى هي: (ذكرى الهجرة النبوية) هجرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم من مكة إلى المدينة بعد أن مكر به الماكرون وتآمر على اغتياله المتآمرون.
وقد تحدث القرآن الكريم عن أحداث الهجرة  النبوية التي تخلدت كذكرى مهمة، ومحطة عظيمة في تاريخ الرسالة الإلهية؛ تتضمن الكثير من الدروس والعبر التي نحن وأمتنا الإسلامية في أمس الحاجة للوقوف عندها، ولاستلهام دروسها الخالدة وعبرها المتجددة لاسيما في هذه المرحلة الحرجة التي تواجه فيها أمتنا الإسلامية: الكثير من المؤامرات والمكر الشديد كما تعرض له رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من قِبل كفار قريش  قال تعالى: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}.
فبعد أن مكرت قريش مكرها، وعزمت على تنفيذ مخططها لاغتيال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتصفيته.. أمر النبي صلوات الله عليه وعلى آله الإمام عليًا بالمبيت على فراشه ليلة الهجرة، وكان الإمام علي في ريعان الشباب ومقتبل العمر لكنه حمل روحه على كفه، وباع نفسه من ربه فداء ومحبة لرسول الله وللرسالة الإلهية؛ فخلّد الله تضحيته، وأنزل فيه آية تتلى، قال سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ

مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَؤوفٌ بِالْعِبَادِ}.
 وقد رتّب رسول الله الترتيبات الحكيمة للهجرة، وأعد العدة وخطط وأخذ بكل الأسباب المتاحة، وبعد أن نام الإمام علي على فراش رسول الله كانت سيوف الغدر على بابه تنتظره لقتله وتفريق دمه بين القبائل؛ إلا أن عناية الله ورعايته كانت حاضرة، ومكر الله بالماكرين كان قويًا؛ فقد خرج رسول الله من البيت وهو يذر التراب على رؤوس المشركين تاليًا قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ}.
عباد الله:
إنّ من أهم دروس الهجرة النبوية التي يجب أن تستوعبها الأمة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا، هو: حتميةُ وضرورةُ الأخذ بالأسباب من أجل إعلاء كلمة الله، والمحافظة على الرسالة الإلهية، والتربية الإيمانية على تقديم التضحيات واسترخاص الأنفس في سبيل الله، والاستعانة بالله والأخذ بالأسباب اقتداءً بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي أخذ بكل أسباب القوة والعزة والنصر. فبعد أن أمر رسول الله الإمام عليًا بالمبيت على فراشه كان هناك من يصحبه، وكان هناك من يدله على الطريق، وبدلًا من الاتجاه شمالًا اتجه جنوبًا، وتخفى عن أعين قريش في الغار، وعمل على محو أي أثر قد يشكل ثغرة للعدو من خلال مرور الأغنام على آثار الأقدام، وغير ذلك.
وبعد أن أخذ بكل الأسباب فوّض أمره إلى الله وتوكل عليه؛ فكتب الله له ولدينه النصر، قال تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وما أحوجنا لأن يكون الله معنا في هذه المرحلة، وحتى يكون الله معنا؛ فلا بد أن نكون قريبين منه، وواثقين به، وممتثلين لتوجيهاته سبحانه كما كان رسول لله قريبًا من الله، وواثقًا به، ومعتمدًا ومتوكلًا عليه، وآخذًا بكل الأسباب التي أمره الله أن يأخذ بها.
عباد الله:
 كما أننا نتذكر في ذكرى الهجرة النبوية: تضحيات ودور المهاجرين الذين تركوا المال والأهل والمنازل؛ طلبًا لرضوان الله، ونصرة لله ولرسوله، قال تعالى: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
كما لا ننسى أجدادنا الأنصار اليمانيين ومواقفهم الإيمانية وإيثارهم العظيم الذي ذكره الله في القرآن، قال تعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}
والذين كان لهم السبق في نصرة رسول الله ومبايعته والجهاد معه.
فلا بد أن تكون الروحية الجهادية، والاهتمام بنصرة الدين واعلاء كلمة الله: محط اهتمامنا لكي يرضى الله عنا كما رضي عنهم.
تلك الروحية التي تميزت بالمسابقة والاستجابة والاتباع للهدى والتفاعل مع التوجيهات الإلهية والنبوية بصدق وإحسان، وكذلك: الأخوة الإيمانية والإيثار العظيم والمنقطع النظير الذي تجلى في واقعهم كسلوك عملي.
تلك الروحية الراقية التي شاهدنا ما ذكّرنا بها في روحيات المجاهدين الصادقين، والشهداء المحسنين الذين تحركوا في مواجهة قريش العصر المتمثلة بالنظام السعودي وأسياده، والذي تحالف مع الكفار ضد الامة وضد شعبنا اليمني المؤمن العزيز لا لشيءٍ إلا لأننا آمنا بالله وكفرنا بالطاغوت: أمريكا وحلفائها من اليهود والنصارى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله عدد قطرات الأمطار وأوراق الأشجار، وأشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن الصحابة المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله:
وإنّ من أهم دروس الهجرة النبوية، هو: الوعي بأسس بناء الدولة العادلة التي أقامها رسول الله في المدينة؛ فقد أسّس المسجد ليكون منطلقاً للقيادة ومركزاً لبناء الدولة إلى جانب مهام المسجد العبادية والفكرية والتعبوية والجهادية والتحريض على مواجهة الأعداء، ثم قام رسول الله بعقد وتوثيق عرى المؤاخاة والأخوة الإيمانية بين المهاجرين والأنصار، وحصّن المجتمع

المدني من مكر اليهود، واقتلع بذور الفتنة، وقضى على الثارات التي زرعها اليهود بين الأوس والخزرج.
واليوم - بتوفيق من الله - تسير المسيرة القرآنية بمشروعها العظيم وتحت ظل قائدها المبارك إلى القضاء على الثارات، ومعالجة المشكلات، وإحياء قيم التصالح والتسامح والتعايش بين أهل الإيمان والحكمة، وتوحيد الصف لمواجهة العدوان الذي يستهدف الجميع دون استثناء.
 كما عمل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على تقويض النفوذ اليهودي، وقام بإنشاء سوقٍ اقتصادية إسلامية مستقلة؛ أسهمت في تعزيز استقلال المسلمين الاقتصادي وتحقيق الاكتفاء الذاتي مما أدى إلى انزعاج اليهود وتسبب في إضعافهم، وما أحوج المسلمين اليوم إلى التأسي برسول الله، والسعي لتأسيس سوق إسلامية، وإبرام مشاريع اقتصادية بعيدة عن خبث اليهود ومكرهم وفسادهم وتعاملهم بالربا.
 كما حث رسول الله المسلمين في المدينة على الزراعة، وأسّس لنهضة زراعية حولت الأرض الزراعية في المدينة إلى أرض خضراء تعود بالخير والعطاء على المسلمين، ووصل اهتمام الرسول بالزراعة إلى مستوى كبير حيث أوصى النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم في حديثٍ عظيمٍ ومدهش بغرس الشجر ولو أَزِف يوم القيامة؛  قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله "إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ" وفي هذا الأسبوع أنعم الله على معظم اليمن بنعمة الأمطار الغزيرة، وأرسل السماء علينا مدرارًا، وهذا يستوجب منا المزيد من الشكر والاستقامة، وهنا ندعو الجميع لاستغلال الأمطار والاستفادة منها ببناء السدود والحواجز المائية التي تغذي الآبار، وكذا لا بد من تفعيل الشركات التعاونية المساهمة، وزراعة القمح والحبوب، وعدم التوسع في زراعة القات في أراضٍ جديدة؛ لأننا نواجه عدوانًا وحصارًا، ويجب أن نوفر لقمة عيشنا.
عباد الله:
لقد استُفزت مشاعر المسلمين قاطبة عندما شاهدوا بعض اليهود  في مكة والمدينة، وصاروا يتجولون في المشاعر المقدسة، بل إن مراسل القناة الصهيونية الثالثة عشرة تجول في أيام الحج في مكة، ووصل إلى جبل الرحمة، ودخل الحرم المحرّم في الوقت الذي يُمنع ملايين المسلمين من الحج بذرائع واهية، وبفرض المبالغ الباهظة، وبغلق الأجواء والمطارات والمنافذ أمام حجاج اليمن، ثم يُسمح لليهود بعد أن أخرجهم رسول الله، وأجلاهم عن بلاد الحرمين، وبعد أن حرّم الله عليهم دخولها كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} وللأسف أنه لم يتكلم علماء الأمة ولا علماء الحرمين ولا الأزهر، ولم يبين حرمة هذه الخطوة إلا علماء اليمن الذين رفعوا صوتهم عاليًا، وكان موقفهم مشرفًا، وكذلك موقف القيادة والدولة والشعب اليمني أمام تدنيس المشاعر المقدسة في بلاد الحرمين، وهذا يؤكد أن الحرمين الشريفين في خطر وفي دائرة الاستهداف الصهيوني، ويؤكد بما لا يدع مجالا للشك على تواطئ النظام السعودي مع الصهاينة والعلاقة الحميمية معهم والمسارعة في مودتهم وطلب رضاهم على حساب رضا الله، وعلى حساب التضحيات والشهداء من أبناء فلسطين والأمة، ويؤكد أيضًا: أن عدوانهم على اليمن هو من أجل خدمة الصهاينة وبمشاركتهم.

أيها المؤمنون:
كما أنه يجب علينا أن نرفع  وعينا أمام مخططات المعتدين وإشاعاتهم وأبواقهم، وأن نعزز التحرك التعبوي من قِبل جميع أبناء الشعب، ولاسيما المثقفين والغيورين على مصلحة هذا البلد، وكذا لا بد من رفع الجهوزية والإعداد لمواجهة الأعداء وخصوصًا الشباب لتحمل المسؤولية الجهادية، والتحرك لرفد الجبهات وللدفاع عن الوطن والشعب ولاسيما مع هشاشة الهدنة بل وفشلها وما ترافق معها من خروقات وغارات وقرصنة للسفن ونكث لبنودها المتفق عليها، قال تعالى: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}، وقال تعالى: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ}.
عباد الله:
ونحن على أعتاب عام دراسي جديد؛ فإنه يجب أن ندفع بأبنائنا الى المدارس، وأن نتعاون في إنجاح العام الدراسي الجديد كونه جبهة من الجبهات، ونحن نعلم جميعا أن العدوان استهدف المعلمين وكل موظفي الدولة بنقل البنك وقطع المرتبات والإيرادات مما أدى إلى تضرر أبناء الشعب كافة ومنهم المدرسون.

ومع ذلك فإن هؤلاء المعلمين هم من استمروا في تعليم الأجيال حب الوطن والدفاع عنه، وهم من يرددون كل صباحٍ: (النشيد الوطني)، وهم من صمدوا خلال الفترة الماضية، ولم يبق إلا القليل وهنا نحن نطالب الوفد الوطني المفاوض: أن يضغطوا على الأمم المتحدة ودول العدوان لصرف مرتبات المعلمين من قيمة ملايين براميل النفط التي نهبوها من المناطق المحتلة.
كما ندعو المجتمع الى إسناد ودعم العملية التربوية كلًا من موقعه وبحسب ما يستطيع؛ فأبناؤنا أمانة في أعناقنا. وهنا لا يفوتنا أن نشكر كل معلم ومعلمة جاهد في مدرسته، وصبر على شديد المعاناة، وفي هذا المقام: نرفع لهم القبعة، ولن تنسى الأجيال ولا التاريخ أولئك المدرسين الغيارى، وصمودهم في هذه الجبهة المتقدمة التي لا تقل شأنًا عن بقية الجبهات المواجهة للعدوان، ونؤكد لهم ما قاله الله سبحانه: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}.
إخوة الإيمان:
تعتبر بلادنا الغالية من بين أكثر البلدان في العالم شحة في مواردها المائية ويعود ذلك إلى عوامل عديدة ( المناخ ، التضاريس) ومتغيرات أثرت على الوضع المائي اقتصادية وأخرى اجتماعية أدت إلى اختلالات واضحة في الوضع المائي ومن هنا بدأت مشكلة المياه في الظهور في بعض المناطق كمؤشر ينذر بمدى الخطر الذي يهدد هذا المورد الحيوي الهام ,وأصبحت قضية الموارد المائية في اليمن من أهم القضايا على المستوى الرسمي والشعبي وتزداد هذة المشكلة تفاقما وتعقيدا مع التزايد السكاني المرتفع الذي يبلغ معدله(3.7٪) وما رافق ذلك من إزدياد الطلب على المياه لتلبية الإحتياجات المتنامية في جميع مرافق الحياة كالزراعة والصناعة والشرب .
يعتبر قطاع الزراعة أكبر القطاعات استخداما للمياه حيث يستهلك نسبة (91٪) من الموارد المائية المتاحة
إخوة الإيمان:
لقد من الله سبحانه وتعالى على بلادنا بالغيث على أغلب مناطق البلاد في ظاهرة تستوجب منا الحمد والشكر لله صاحب الفضل ويتوجب علينا كمجتمع وجهات رسمية وروؤساء أموال وجمعيات زراعية ومنظمات المجتمع المدني ذات الصلة بالزراعة أن يتعاون الجميع من خلال الاستفادة من هذا الغيث في بناء السدود والحواجز المائية كلا في منطقته وعزلته ومديريته ومحافظته ويكمن هنا دور المبادرات المجتمعية في تبني هذه المشاريع العظيمة للمحافظة على هذه النعم والإستفادة في الجانب الزراعي والإهتمام بالزراعة من الجميع جهات رسمية ومزارعين وروؤساء أموال وجمعيات زراعية وصولا بإذن الله للإكتفاء الذاتي الذي أصبح مطلبا شعبيا ورسميا .
هذا وأكثروا من ذكر الله ومن الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطاهرين، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى بقية أهل الكساء علي وفاطمة والحسن والحسين، وعلى آل رسول الله، وعلى كافة الأنبياء والمرسلين، وملائكة الله أجمعين، ورضي الله عن الصحابة الأخيار المنتجبين. 
اللهم انصر المجاهدين وثبت أقدامهم وسدد رميهم واغفر ذنوبهم وأصلح أعمالهم ودبر أمورهم.
اللهم عليك بآل سعود ومن ساعدهم، وعليك بأمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهم، اللهم شتت شملهم، وفرّق جمعهم، واهزم جندهم، واجعل كيدهم في نحورهم برحمتك يا أرحم الراحمين. 
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
--------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر