مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الدور المناط بالمسلمين، والمسؤولية الملقاة على عاتق المسلمين في العمل على تقديم نموذج حقيقي يعبِّر عن هذا الإسلام؛ حتى يكون المسلمون أمةً تحمل هذا المشروع العظيم في رسالته إلى البشرية بكلها، رسالته الهادية، رسالته العادلة، رسالته التي هي خيرٌ لكل البشرية، يحتاج إلى أن يكون القائم على هذا يمثل امتداداً أصيلاً، صحيحاً، سليماً؛ حتى ينهض بهذا الدور، امتداداً لرسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- الإمام عليٌ -عليه السلام- ثم يكون الإمام عليٌ -عليه السلام- هو أرقى نموذج وأعلى ما يعبر عن المعايير والمواصفات والكمالات اللازمة لهذا الدور في الأمة، ونحن نجد أن الذين فقدوا الإيمان بولاية الإمام عليٍ -عليه السلام- فقدوا حلقة الوصل بالرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- خسروا هذا الامتداد الأصيل الذي يحمل إلينا الإسلام، ليس فقط قولاً، وإنما قولاً وفعلاً، والإسلام أيضاً كمشروع لهذه الحياة.

 

عندما نعود إلى الإمام علي -عليه السلام- نعود إلى أعظم من يقدم لنا الإسلام في حقيقته، في أخلاقه، كناقلٍ عن الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وكنموذج حمل الإسلام فكراً، ظهر الإسلام فيه في كل نواحي شخصيته، في كل مجالات حياته، وتحرك بالإسلام من موقع الكمال العظيم الذي تركه فيه هذا الإسلام كمبادئ، وقيم، وأخلاق، ومشروع، ووعي.

 

وهكذا نحن في هذه المرحلة بأمسِّ الحاجة إلى الإيمان بهذا المبدأ العظيم، الذي يضبط مسار الأمة، الذي يحميها من الاختراق، الذي يجعل من انتمائها للإسلام ارتباطاً، وليس فقط مجرد انتماء شكلي روتيني اعتيادي، يقتصر على التزامات محدودة، ضمن طقوس معينة، ضمن عبادات معينة، ضمن أخلاقيات معينة، ولكن يحوّل انتماءنا للإسلام إلى علاقة وارتباط منهجي للحياة بكلها؛ حتى نعرف أننا أمة مستقلة، نعيش حالة الاستقلال التام الذي يفصلنا عن التبعية بكل أشكالها لأعدائنا من اليهود وغير اليهود، لأعدائنا من المستكبرين في هذه الأرض، من الطاغوت المنحرف عن منهج الله -سبحانه وتعالى- من كل الظالمين والمضلين والمفسدين في الأرض، نرى في الإسلام مشروعاً للحياة نسير عليه، ننعم به بكل ما تضمنه من توجيهات إلاهية، نحظى فيه بالرعاية الإلهية، ولهذا أتت الآية المباركة التي قال الله فيها -سبحانه وتعالى-: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: الآية 55]، وهنا يقدم لنا الإمام علياً -عليه السلام- بمعايير إيمانية ومواصفات إيمانية، بعناوين إيمانية: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 55-56]، هكذا تحظى الأمة من خلال هذا الارتباط الذي يصلها بمنهج الله كما هو، بتعليمات الله كما هي، بمنهج الإسلام بكل أثره في الإنسان: في نفسية هذا الإنسان، في أخلاق هذا الإنسان، في سلوك هذا الإنسان، في وعي هذا الإنسان، في دور هذا الإنسان، وبالتالي نحظى برعاية من الله -سبحانه وتعالى- نحظى بالنصر، بالمعونة، بالتأييد في مواجهة كل الآخرين الذين يسعون إلى الاستحواذ علينا، إلى التغلب علينا، إلى السيطرة علينا من كل كيانات الطاغوت المستكبرة في الأرض، التي لا ترضى لنا بالاستقلال، هذا الاستقلال الذي نبنيه على أساسٍ من هويتنا، من انتمائنا الحقيقي الواعي الصحيح للإسلام، فالولاية تحول الانتماء للإسلام، تجعله انتماءً واعياً، انتماءً إلى المشروع وليس فقط انتماءً إلى الطقوس، وليس فقط انتماءً شكلياً روتينياً، بل انتماءً بناءً، انتماءً صحيحاً، انتماءً عملياً، انتماءً وارتباطاً بمصادر الهداية التي تتحرك بنا في هذا المشروع العظيم في واقع الحياة ليؤتي أثره وثمرته في واقع الحياة.

 

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة يوم الولاية 1440هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر