مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

🎙️ 🎙️. 🎙️. 🎙️ 🎙️

 

▪️خطبة الجمعة الأولى مــن ذي الـحـجـة

 

  / 1442هـ / 2021م

▪️بـعـنوان 

▪️الولاية الإلهية ودورها في تحقيق مصالح الأمة ومنافع الحج ▪️   

                                                                    

    (الخطبة الأولى)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}، والحمد لله القائل: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ}.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المؤمنين ومخرجهم من ظلمات الضالين والمضلين والطواغيت الجائرين: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

وأشهد أن محمدًا عبدالله ورسوله، الأولى بالمؤمنين من أنفسهم والأحب إليهم من ذواتهم وأولادهم، القائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه، وأهلي أحب إليه من أهله، وعترتي أحب إليه من عترته، وذاتي أحب إليه من ذاته) اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد، وارض اللهم عن أصحابه الأخيار المنتجبين من الأنصار والمهاجرين.

أما بعد/ أيها المؤمنون:

قد أهلّ على يمننا وأمتنا هلالُ شهرِ ذي الحجة، هذا الشهرُ العظيمُ والمباركُ من أشهرِ الحج، وهو من الأشهرِ الحرمِ التي قال الله عنها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}. إنّ هذا الشهر المبارك كما هو شهر الحج والتلبية لله، وتعظيم شعائر الله، فهو أيضا محطة إيمانية للبراءة من كل الطواغيت وأئمة الكفر، وهو أيضا شهرُ إعلان الولاية، فهو الشهر الذي أعلن فيه رسول الله ولاية أمر الأمة، وقدم فيه الأكفأ لقيادة الأمة، والأجدر لولاية أمرها، وإدارة شؤونها، والمحافظة على معالم دينها بعد وفاة النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم كمنهجية نسير عليها حتى نرد على رسول الله الحوض.

عباد الله:

 إن من الأهمية بمكان أن نعي جميعا حقيقة مهمة، وهي: أن فرائض الله، وشعائر الدين وشريعة الإسلام، وإعلاء كلمة الله، وجهاد أعداء الله، و مواجهة خصوم الإسلام والحاقدين عليه، كل ذلك وغيره من أمور الدين والدنيا له ارتباط وثيق بولاية أمر الأمة، ويتحمل مسؤولية ذلك أعلام الأمة وهداتها الصادقون الذين أُمرنا بأن نكون معهم وأن نناصرهم ونتولاهم بوعي وصدق وإيمان راسخ وصادق قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} وقال تعالى: {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}.

 إن ولاية أمر الأمة لن ينهض بها إلا الصادقون، ولن يكون عند مستوى وظيفتها وأهميتها ودورها إلا أعلام الهدى وهم قرناء القرآن من عترة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولن يقدم الولاية حق تقديمها اللائق بها إلا قرناء القرآن، الذين يدورون معه حيثما دار كما قال النبي عن الإمام علي: (علي مع القرآن والقرآن مع علي) لأن الولاية بمفهومها الإلهي، ومعاييرها القرآنية ليست مجرد ولاية أمنية أو عسكرية أو خدمية بل هي قبل ذلك ولاية هداية وتربية ورحمة، ولاية تستمد قيمتها ومنطلقاتها وضوابطها من القرآن الكريم وحياة الرسول وأهل بيته من بعده الذين هم مصدر الهداية وسبيل النجاة والأمان لأهل الأرض، قال رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض)، وقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وآله وَسَلَّم: (أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى) وعَنْ أَبِيْهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيْهِ.

 

عَنْ عَلِيٍّ -عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ- قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ-: (أَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لأَهْلِ الأَرْضِ كَمَا أَنَّ النُّجْوْمَ أَمَانٌ لأَهْلِ السَّمَاءِ فَوَيْلٌ لِمَنْ خَذَلَهُمْ وَعَانَدَهُمْ).

عباد الله:

 إن تعيين واختيار رسول الله للإمام عليٍ عليه السلام يوم الغدير ليس اختيارا لذلك الوقت أو تلك المرحلة فحسب، وليس وقوفه في يوم الغدير لتبليغ ولاية الإمام علي عليه السلام يوم الثامن عشر من ذي الحجة وقوفا خاصا بمرحلة زمنية أو فترة تاريخية لا قيمة لها ولا علاقة للأمة بها ولا حيوية ليومها أو امتداد لحدثها التاريخي، بل هو موقف ووقوف له امتداده، ويومٌ له حضوره العظيم والمبارك إلى يوم القيامة.إن تاريخ يوم الولاية وحادثة الغدير محطة من محطات التأسي والاقتداء برسول الله، وفيه رسالة لكل الأمة بأن تحسن اختيار ولاة أمرها، وألّا ترضى إلا بولاية من ارتضاهم الله لنا ممن هم أقرب إلى المواصفات والمؤهلات القرآنية، وممن تتوافق شروط ولايتهم مع المعايير الدينية التي بيّنها الله في كتابه، وطبقها رسول الله في حياته، وسار عليها أهل البيت الكرام بعد وفاته كخلفاء لدين الله تعالى وأمناء عليه، قال رَسُوْلُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((مَنْ أَمَرَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَى عَن الْمُنْكَرِ مِنْ ذُرِّيَّتِي فَهُوَ خَلِيفَةُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، وَخَلِيفَةُ كِتَابِهِ، وَخَلِيفَةُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم)

عباد الله:

 لقد ارتبط بيوم الغدير الإسلامي قضية مصيرية ومسألة محورية وهي قضية إكمال الدين، وارتبط مستقبل الأمة به كيوم إسلامي ساخن، و يوم مشهود من أهم أيام الدنيا الذي أسس للفصل بين ولاية أمر الأمة المرتبطة بدين الله وعدالة الله ورحمته وحكمته وهدايته، وبين ولاية أمر الطواغيت والفراعنة والظلمة الذين شوهوا الدين، وأساؤوا إلى الإسلام وأضعفوه، وعطّلوا أحكامه وحدوده، وغيبوا العدل، واتخذوا دين الله دغلا، وعباد الله خولا، ومال الله دولا، وسارعوا في تولي اليهود والنصارى والتحالف معهم، كما هو حال واقع النظام السعودي والإماراتي، وكل الأنظمة العميلة والمهرولة للتطبيع مع اليهود والنصارى والتولي لهم.

إن الولايةَ المرتبطةَ بالمفهوم القرآني والمنسجمةَ مع المقاييسِ القرآنيةِ والشروطِ الإلهيةِ والمؤهلاتِ الإسلاميةِ ولايةٌ مقدسةٌ أراد الله لها أن تكون حاضرةً كمبدأٍ وثقافةٍ، وحاضرة وممتدة عبر القرون والعصور لتكون قطب الرحى ومرتكز النهوض بالأمة، وتحصينها من الاختراق و حمايتها من الهيمنة والتبعية للأعداء، وهي تمثل ضمانة لقيام ولاة أمر الأمة بالعدل، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ومصالح العباد والبلاد، ومحاصرة الشرور والشذوذ، ومواجهة الفساد والإفساد، والوقوف بقوة أمام كل الانحرافات والتحديات والتهديدات المحدقة بالإسلام والمسلمين، فهي بمفهومها القرآني الإلهي، ومصاديقها العملية والتربوية تسهم في تقديم النموذج الحقيقي للولاية، والشاهد الصادق والجذاب على وظيفة الولاية أو السلطة ومسؤولية الولاة في كل مستويات ودرجات الولاية.

ولو تأمنا حتى فريضة الحج لوجدنا أن للولاية صلةً بها، وارتباطا وثيقا بتحقيق مقاصدها وأهدافها العظيمة ومنافعها الواسعة والكثيرة، وعن مقاصد الحج وأبعاده يقول الإمام علي عليه السلام: (وَ فَرَضَ عَلَيْكُمْ حَجَّ بَيْتِهِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلَهُ قِبْلَةً لِلْأَنَامِ يَرِدُونَهُ وُرُودَ الْأَنْعَامِ وَيَأْلَهُونَ إِلَيْهِ وُلُوهَ الْحَمَامِ، وَجَعَلَهُ سُبْحَانَهُ عَلَامَةً لِتَوَاضُعِهِمْ لِعَظَمَتِهِ وَإِذْعَانِهِمْ لِعِزَّتِهِ، وَاخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ وَصَدَّقُوا كَلِمَتَهُ وَوَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ وَتَشَبَّهُوا بِمَلَائِكَتِهِ الْمُطِيفِينَ بِعَرْشِهِ يُحْرِزُونَ الْأَرْبَاحَ فِي مَتْجَرِ عِبَادَتِهِ وَيَتَبَادَرُونَ عِنْدَهُ مَوْعِدَ مَغْفِرَتِهِ، جَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِلْإِسْلَامِ عَلَماً وَلِلْعَائِذِينَ حَرَماً فَرَضَ حَقَّهُ وَأَوْجَبَ حَجَّهُ وَكَتَبَ عَلَيْكُمْ وِفَادَتَهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ}).

هذه المقاصد والأبعاد صارت مغيبة بل ومحاربة، وحقق النظام السعودي المنافق والعميل مآرب أمريكا وإسرائيل تجاه هذه الفريضة بإماتة منافعها، وتغييب مقاصدها، وضرب أبعادها، فلو كانت الولاية بمفهومها القرآني قائمة لتمكن المسلمون من خلال فريضة الحج أن يتوحدوا ويعتصموا بحبل الله، ويوجهوا بوصلة العداء لأمريكا وكل طواغيت الأرض لكن - وآآهٍ من لكن - لكن المحسوبين ولاة أمرٍ في السعودية أفرغوا الحج من دروسه الخالدة ورسالته القوية والمهابة، وجعلوه بعمد حجا بلا مقاصد وبلا أبعاد، وتآمروا على فريضة الحج وأفرغوها من

 

مقاصدها العظيمة وأبعادها التربوية والسياسية والاجتماعية، وحولوا فريضة الحج إلى طقوس باردة لا تحرك مشاعر الإخاء والوحدة الإسلامية بين أبناء الأمة، ولا تحرك مشاعر السخط والبراءة ضد أعداء الله الذين أذن الله تعالى وأمر بالبراءة منهم يوم عرفة (يوم الحج الأكبر) قال تعالى: (وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} هذه البراءة كان الأجدر بإعلانها، والأليق بتبليغها رسول الله أو من يقوم مقام رسول الله ومن أُنزل من رسول الله منزلة نفسه، وهو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، والذي يعتبر أحب الخلق إلى الله بعد النبي الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ومثلما خص النبي الأمام عليا بهذه المسؤولية فقد خصه في كثير من المسؤوليات والمهام المصيرية والاستراتيجية كما في ليلة الهجرة حين نام على فراش النبي وفداه بنفسه، وكذلك يوم بدر وأحد والأحزاب يوم أن برز للشرك، ويوم تبوك تحمل مسؤولية تأمين المدينة والمحافظة عليها من خبث ومكر المنافقين حتى قال فيه النبي يوم تبوك: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) وقال عنه يوم خيبر: (لأعطين الراية اليوم رجلاً يُحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارًا غير فرار يفتح الله على يديه) فخصوصيات الإمام علي كثيرة ومتواترة، وهي تدل على مدى ثقة النبي به نظرا لما تميز به من المؤهلات وتحلى به من المواصفات التي استقاها من رسول الله وتلقاها منه وتربى عليها عنده منذ نعومة أظفاره كما قال الإمام علي عن نفسه: (وَلَقَدْ قَرَنَ اللَّهُ بِهِ صلى الله عليه وآله مِنْ لَدُنْ أَنْ كَانَ فَطِيماً أَعْظَمَ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَتِهِ يَسْلُكُ بِهِ طَرِيقَ الْمَكَارِمِ وَمَحَاسِنَ أَخْلَاقِ الْعَالَمِ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ وَلَقَدْ كُنْتُ أَتَّبِعُهُ اتِّبَاعَ الْفَصِيلِ أَثَرَ أُمِّهِ يَرْفَعُ لِي فِي كُلِّ يَوْمٍ مِنْ أَخْلَاقِهِ عَلَماً وَيَأْمُرُنِي بِالِاقْتِدَاءِ بِهِ وَلَقَدْ كَانَ يُجَاوِرُ فِي كُلِّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَلَا يَرَاهُ غَيْرِي وَلَمْ يَجْمَعْ بَيْتٌ وَاحِدٌ يَوْمَئِذٍ فِي الْإِسْلَامِ غَيْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَخَدِيجَةَ وَأَنَا ثَالِثُهُمَا أَرَى نُورَ الْوَحْيِ وَالرِّسَالَةِ وَأَشُمُّ رِيحَ النُّبُوَّةِ).

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الولاية الإلهية لمواجهة الولاية الأمريكية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القائل: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ . وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ}.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له القائل: {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا وَاقٍ . وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}.

وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدا عبده ورسوله القائل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلَهُ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ ذُرِّيَّةَ كُلِّ نَبِيٍّ فِيْ صُلْبِهِ وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ ذُرِّيَتِي فِيْ صُلْبِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ) صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

أما بعد/ أيها المؤمنون:

ونحن في هذا العصر وفي هذه المرحلة في مواجهة مباشرة مع الولاية الأمريكية التي تريد أمريكا أن تفرضها على العالم، والتي تسعى أن يكون لها على كل شعوب العالم الولاية المطلقة لها ولإسرائيل، وأمام ولاية الأمر اليهودية ليس هناك أي ثقافة في مستوى المواجهة لهذه الثقافة ولهذه الهيمنة الأمريكية والغربية إلا أن تحتمي الأمة بمظلة الولاية الإلهية بمفاهيمها الصحيحة، وهذا هو ما يمكن أن يحمي الأمة، وإلا فالبديل هو الولاية الأمريكية، وأن تكون أمريكا وإسرائيل هي من تتحكم في شؤون الأمة، فإما أن نكون في خط التوجيهات الإلهية والتعاليم القرآنية، وإما أن نكون في الاتجاه المقابل لتوجيهات الله وتعاليمه؛ فتناول موضوع الولاية ليس ترفيا، ولا يتحسس منه ويتهرب من ذكره والاستماع لموضوعه إلا الجهلة والمأزومون الذين يريدون للأمة أن تظل تحت هيمنة الأعداء والتبعية للطواغيت الذين منحوا لأنفسهم شرعية زائفة، أو منحتهم دول الاستكبار شرعية دولية واعترفت بولايتهم على الأمة؛ لأنهم وكلاء للغرب وحماة لمصالحة وأدوات بيده، ولذلك فلا بد من العودة إلى الولاية بمفهومها الإلهي ومبدأها القرآني.

 

إن من يتأمل واقع الأمة الإسلامية وما وصلت إليه من ذل وهوان وضعف وشتات وتبعية يدرك أنه بسبب ابتعادها عن الولاية الإلهية، ولن يتحقق للأمة نصرٌ إلا بتولي الله ورسوله، وبنصرة الإمام علي وتوليه، والتولي لأعلام الهدى من ذريته الذين يهدون بالحق وبه يعدلون، والذين يبرزون للشرك كله كما برز الإمام علي للشرك.

عبادة الله إننا قادمون على مناسبةِ عيد الأضحى المبارك وخير ما يقدمه العبد من عمله الصالح قرباناً لله عز وجل هو إراقة الدم من الأنعام المحللة لنا من الإبل والبقر والغنم. وفي هذه المناسبة العظيمة التي تطل علينا جميعاً لابد أن نسعى إلى تحليلها من إطعام الطعام والصدقة والإحسان لأسر الشهداء والجرحى والأيتام والأرامل والفقراء والنازحين والمحتاجين وهذا من بابِ قوله تعالى :( فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ) الحج- آية (28)والقائل سبحانه وتعالى في محكم كتابة العزيز : (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْـمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) الحج- آية (36)وأيضاً لابد لنا جميعا أن نهتم بالثروة الحيوانية بالشكل المطلوب كونها تمثل رافداً أساسيا اقتصاديا للمجتمع ككل فلا نسعى إلى أن نضحي بالاناث من الأنعام كونها الأساس في التنمية الاقتصادية وخاصة ونحن في ظل اسمترار العدوان الظالم والغاصب والجائر على بلادنا اليمنية أرضا وانسانا والذي يسعى إلى اهلاك الحرث والنسل.

وفي الختام:

نذكركم بالوثائق التي نشرتها وزارة الإعلام عن تماهي النظام السابق مع الأمريكيين فيما يتعلق بموضوع المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الصهيونية، وفي ذلك دلالة قاطعة على أهمية المقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية الإسرائيلية ومدى تأثير المقاطعة على اقتصاد الأعداء، وكيف أنها سلاح فعّال وسهل في مواجهة الأعداء.

ونبارك لشعبنا نجاح الدورات الصيفية لهذا العام، ونسأل الله أن يكتب الأجر لكل من تفاعل مع هذه الدورات.ونشيد أيضًا بالانتصارات العسكرية التي حققها أبطالنا المجاهدون من الجيش واللجان الشعبية على عناصر القاعدة والتكفيريين المدعومين من أمريكا، والذين يتحركون وفق التوجيهات الأمريكية، وهنا لا بد أن نتحمل جميعًا مسؤوليتنا في الاستمرار بالتصدي للعدوان والاستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال، وبمناسبة قدوم العيد نؤكد على أن أعيادنا جبهاتنا.

عباد الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ اللهم صلِّ وسلم على النبي المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى أم أبيها فاطمة الزهراء وعلى الحسن والحسين الشهداء، وعلى آل رسول الله، وعلى كافة الأنبياء والمرسلين، وملائكة الله أجمعين، وارض اللهم برضاك عن الصحابة المنتجبين. اللهم ارحم شهداءنا وموتانا، واشف جرحانا ومرضانا، وفك أسرانا ورد مفقودينا، وانصر المجاهدين وثبت أقدامهم وسدد رميهم واغفر ذنوبهم وأصلح أعمالهم ودبر أمورهم، وزدهم إيمانا إلى إيمانهم ونصرا إلى نصرهم واحفظ اللهم ووفق علم الهدى بتوفيقك، وزده بسطة في العلم والجسم واجعلنا من المتولين له لإعلاء كلمتك وجهاد أعداءك من الكفار والمنافقيناللهم عليك بآل سعود ومن ساعدهم، وعليك بأمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهم، اللهم شتت شملهم، وفرّق جمعهم، واهزم جندهم، واجعل كيدهم في نحورهم يا رب العالمين.

اللهم اسقنا الغيث وآمنا من الخوف ولا تجعلنا من القانطين ولا من رحمتك آيسين ولا تؤاخذنا بالسنين ولا بما فعله العملاء يا رب العالمين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات في مشارق الأرض ومغاربها يا أكرم المسؤولين. عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

بديـوان عــام الــوزارة.

----------------------------

    

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر