مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ثم إنها أرقى تعبير، وأكبر دلالة على مصداقية الإنسان في انتمائه: في انتمائك الإيماني، في انتمائك الأخلاقي، في انتمائك إلى المبادئ الإلهية، عندما تصل إلى مستوى الاستعداد للتضحية في سبيل الله، ثم إلى مستوى أن تتوفق لنيل ذلك، فتضحي في سبيل الله “سبحانه وتعالى”. ما قبل التضحية هو الاستعداد النفسي، هو القرار الذي يتخذه الإنسان، هو التصميم والعزم وقوة الإرادة التي تجعل الإنسان ينطلق وهو حاضر في أي لحظة، في أي ظرف، في أي موقف، في أن يبذل حياته في سبيل الله، في مثل هذا الظرف أنت ستكون الإنسان الذي ينال التوفيق من الله “سبحانه وتعالى” بالثبات على مبادئك، على قيمك، على منهجك العظيم، على موقفك الحق، في تمسكك بقضيتك العادلة؛ فلا تفرط، وأكبر ما يمكن أن يصل بك إلى مستوى الثبات مهما اختلفت الظروف، مهما كان حجم الأخطار، مهما كان مستوى التحديات: هو هذه التربية الإيمانية على حب الشهادة، وعلى الاستعداد للشهادة، ستكون أنت الذي يثبت يوم يتراجع الآخرون ممن يخافون، ممن يتنصلون عن المسؤولية ويتهربون من التضحية، ممن يروِّعهم العدو بجبروته وسطوته، ويمكن حتى أن يستعبدهم بسبب ذلك، فتكون أنت ذلك الثابت الذي لا يتزحزح ولا يتراجع مهما كان حجم المخاوف والأخطار والتحديات، الثابت في كل الظروف وفي كل المراحل، وتكون رجل المسؤولية، الذي يتحلى بالمسؤولية حتى في الظروف التي يتنصل عنها الكثير، عندك استعداد لأن تعمل ما يجب عمله، أن تفعل ما يجب فعله، أن تتحرك حيث يجب أن تتحرك مهما كانت الظروف، لم تعد مكبلًا ولا مقيدًا بقيود الخوف والمذلة والرعب، تحررت، تحررت.

ثم عندما نأتي إلى مستوى الحياة، وظروف الحياة، ومتطلبات الحياة، وواقع الحياة، نجد أهمية التربية على الشهادة في سبيل الله “سبحانه وتعالى” وقيمتها الإيمانية في ذلك؛ لأننا في واقع هذه الحياة كمجتمع بشري بمختلف فئاته، واتجاهاته، وأديانه، وعقائده… وإلخ، باختلاف ثقافاته، باختلاف المشاريع والأجندة التي يتحرك فيها البشر، نعيش في واقع هذه الحياة في ظروفِ مخاطر وصراعات وتحديات، هذا جزءٌ من حياة المجتمع البشري، لا يخلو مجتمعٌ من المجتمعات البشرية، ولا أمةٌ من الأمم البشرية في شتى أقطار الأرض، إلَّا وهي تعيش ظروفًا من التحديات، والأخطار، والصعوبات، والتطلعات لمشاريع أو أهداف أو أعمال، وكلها تحتاج إلى تضحية، كلها تحتاج إلى تضحية، أيُّ أمة لديها مشروع عملي طموح، أو تواجه تحديات معينة، ومخاطر معينة، تحتاج في سبيل تحقيق ذلك لكي تنجز مشروعًا كبيرًا طموحًا مهمًا، أو لكي تتصدى لخطرٍ كبير، أو تتغلب على تحديات معينة، تحتاج إلى التضحية، البشر كلهم على هذا النحو، المؤمن والكافر، والبَّر والفاجر… الكل، كل المجتمعات البشرية هي هكذا تعيش في هذه الأرض.

عندما نأتي إلى الساحة الإيمانية والمجتمعات المؤمنة، هل يمكن أن يغيب هذا الجانب؟ لو غاب؛ لكان ذلك نقصًا تجاه ظروف ومتطلبات أساسية واقعية في الحياة، ولكانت هذه مشكلة، فمعنى ذلك: أنه نقص في الجانب الإيماني والساحة الإيمانية ولدى المجتمعات الإيمانية ما لا -حتى- يتساوون به مع بقية المجتمعات من البشر، مع أنَّ القيمة الإيمانية أرقى على المستوى الإنساني والأخلاقي، أرقى مما يمكن أن تكون عليه أي أمة في ثقافتها، في مبادئها، في قيمها، أرقى مبادئ، أعظم مبادئ: هي المبادئ الإيمانية؛ لأنها إلهية، وأعظم قيم، وأعظم أخلاق: هي الأخلاق الإيمانية؛ لأنها هي التي تعبِّر عن الفطرة الإنسانية بشكلٍ نقيٍ وصحيح، وأعظم مشاريع عملية وأهداف في هذه الحياة: هي الأهداف التي تُرسم في إطار التوجيهات الإلهية؛ لأنها العدل والحق والخير الذي فيه صالح البشرية، فلو نقص هذا الجانب من الساحة الإيمانية وعن الواقع الإيماني؛ لكان نقصًا في متطلب من المتطلبات الضرورية في هذه الحياة.

لا يمكن في هذه الحياة- كما قلنا- لا لكافرين، ولا لمؤمنين، ولا لفاجرين، ولا لصالحين، أن ينجزوا مشروعًا عظيمًا ومهمًا، أو أن يواجهوا تحدياتٍ كبيرة، أو أن يواجهوا صعوبات كبيرة، أو أن ينجزوا أشياء مهمة في واقع هذه الحياة، إلَّا بتضحيات؛ فبالتالي؛ في الواقع الإيماني ستكون هذه المسألة (مسألة التضحية) بأرقى وأسمى وأعظم مما تكون عليه هذه الحالة في أي حالةٍ أخرى خارج الإطار الإيماني؛ لأنها في السياقات الأخرى قد تأتي تضحيات في سبيل ظلم، في سبيل بغي، في سبيل تحقيق طموحات وأهداف غير مشروعة ولا محقة ولا صالحة، قد تأتي في إطار غير إيجابي في هذه الحياة، أما في الحالة الإيمانية الصحيحة، فهي لا تأتي إلا بمقتضى الحق والعدل والخير، وما فيه الصالح الحقيقي للناس في حياتهم وفي آخرتهم، ولذلك لن يغيب هذا، لو غاب عن الساحة الإيمانية؛ لكان المؤمنون هم الأجبن بين المجتمعات البشرية، والأقل إنجازًا، والأضعف تحملًا للمسؤولية، والأكثر بُعدًا عن إنجاز أي أمر مهم في هذه الحياة، ولخسروا قيمة ذات اعتبار لدى المجتمعات البشرية؛ لأن التضحية ذات اعتبار إنساني عند المجتمعات البشرية، قيمة أخلاقية عالية، فلذلك أتت في الواقع الإيماني على نحوٍ أفضل، وعلى نحوٍ أكبر.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

كلمة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

في الذكرى السنوية للشهيد 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر