مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- بالآية المباركة، بتلك الترتيبات التي عملها، بكيفية تقديمه وإعلانه لهذا البلاغ الذي مثَّل تتويجاً- كما قلنا- لكل ما سبقه من النصوص التي تحدثت عن عليٍ، وعن منزلته، وعن مقامه، وعن دوره في هذه الأمة، كان ذلك النص، كان ذلك البلاغ هو التتويج والإعلان العام وفصل الخطاب في هذه المسألة، ولذلك لم يبقَ هناك أي تساؤلات ولا تحليلات ولا نقاشات تتعلق بفترة الفراغ ما بعد وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- ولا ينقل التاريخ ولا تنقل السيَر أن تلك المرحلة التي قال عنها الرسول: (إني أوشك أن أدعى فأجيب، إنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، ولعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا)، في كل تلك المناسبات التي بلَّغ فيها تحدث فيها عن قرب رحيله ووفاته والتحاقه بالرفيق الأعلى، لم تكن الساحة الإسلامية تعيش حالة النقاش والجدل والاستفهام والأخذ والرد في فترة ما بعد وفاة النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- لماذا؟ مع أنها مسألة في غاية الأهمية، كان من الطبيعي جدًّا– بعد إشعار الناس بقرب وفاة الرسول، بقرب رحيله -صلوات الله عليه وعلى آله- بوداعه للناس في حجة الوداع- أن تمتلئ الساحة الإسلامية بالجدل والنقاش عن ما يتركه رحيل النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- من فراغ في الساحة الإسلامية، أن تمتلئ الساحة بالجدل والنقاش والتحليلات، نحن من واقع التجربة في هذه الحياة كلنا يعلم أن رحيل أي زعيم، أو الحديث عن رحيله بمجرد أن يمرض (أمير، أو قائد، أو زعيم) مرضاً يوشك فيه على مفارقة هذه الحياة، أو يصاب، أو يتعرض لخطورة، يأتي الأخذ والرد والجدل والنقاش عن ما يتركه من فراغ.

 

الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما أشعر الأمة بقرب رحيله هو- في نفس الوقت- سبق ذلك بمؤشرات، وأكثر من المؤشرات، بنصوص واضحة، بتعابير جلية، بأمثلة حاسمة في إعطاء الصورة بشكلٍ كاملٍ وواضح، عندما يقول: (بمنزلة هارون من موسى)، ومع ذلك توج كل ذلك بهذا الإعلان الهام، النهائي، الحاسم، الفاصل، القاطع، يقول فيه بهذا التسلسل الواضح: (إِنَّ اللهَ مَوْلَاي)، أنبياء الله هم عباد الله، وهم قاموا بواجبهم في إبلاغ الرسالة الإلهية من واقع توليهم لله -سبحانه وتعالى- وعنوان الولاية الإلهية على العباد هي عنوانٌ شامل، عنوانٌ واسع، عنوانٌ كبير في كل جوانبها، هي تشمل كل الجوانب: سواءً الجانب التكويني، أو الجانب التشريعي، أو جانب التدبير، جانب الهداية في مفهومها العام والواسع… مفاهيم واسعة تدخل في هذا، وأنبياء الله هم يأتون ليعيدوا الناس- ضمن مبدأ الولاية الإلهية- إلى التشريع الإلهي، إلى الهداية الإلهية؛ لربط حياة الناس في مختلف شؤون حياتهم على أساسٍ من هدي الله وتوجيه الله -سبحانه وتعالى- لتربية المجتمع على أساسٍ من القيم الإلهية، على أساسٍ من الأخلاق العظيمة التي قدمها الله لعباده، والتي أودعها في فطرتهم، الكلام واسع عن هذه المسألة، يأتي دور الرسل والأنبياء أيضاً ليمثلوا امتداداً للولاية الإلهية من موقعهم في الرسالة، الله وليٌ لعباده بربوبيته، بألوهيته، بأنه الإله، بأنه الربَّ، بأنه الملك والمالك، بأنه الخالق، بأنه الرازق، بأنه… إلى بقية ما تعنيه أسماؤه الحسنى؛ أما الرسول فمن موقعه في الرسالة كعبدٍ لله -سبحانه وتعالى- يتحرك للسير بالعباد في واقع عبوديتهم لله -سبحانه وتعالى- وفق هدي الله ومنهجه العظيم في كل جوانبه التي تتصل بشؤون الحياة بكلها.

 

ما بعد الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- والنبوة قد ختمت يأتي هذا الدور بعد أن قال: (وَأَنَا مَوْلَى المُؤْمِنِينَ، أَوْلَى بِهِم مِنْ  أَنْفُسِهِم، فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ، فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ)، (فَهَذَا عَلِيٌّ) عليٌ بأمرٍ من الله -سبحانه وتعالى- عليٌ بكماله الإيماني العظيم الذي جعله بهدايةٍ من الله، بأمرٍ من الله، بتأهيلٍ من الله جديراً بهذه المسؤولية، بمستوى هذه المسؤولية، لائقاً بهذا الدور العظيم، (فَهَذَا عَلِيٌّ مَوْلَاهُ)، لتكون ولاية الإمام علي -عليه السلام- امتداداً لولاية الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ليس من موقع الرسالة والنبوة، ولكن- كما قلنا- من موقع الولاية، ليعني هذا أن الامتداد الأصيل، الصحيح السليم في الدور الذي كان يقوم به الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- في القدوة والقيادة والهداية، والعمل على إقامة الدين، والحركة بالأمة في مسيرة حياتها على أساس منهج الإسلام العظيم سيستمر ما بعد وفاة الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- من خلال عليٍ -عليه السلام- من موقع الولاية، هذه هي الخلاصة، فلن يكون هناك فراغ، بل سيأتي هذا الدور وهذا الامتداد الأصيل سيكون هو الذي يضبط مسيرة هذه الأمة في حركتها بالإسلام، في التزامها بالإسلام، في سيرها على أساس منهج الإسلام العظيم، وفي نفس الوقت لن يكون هناك الفراغ الذي يمكن أن يمثل ثغرةً كبيرة، ويمكن أن يشكل خطورةً كبيرة تعيش الأمة فيه حالة الفوضى والانفلات الذي يمكن أن يستغله أعداؤها لاختراق هذه الأمة، للتأثير فيها، أعداؤها من الداخل، من المضلين، من الطغاة، من المجرمين، من الانتهازيين، أو من خارج الأمة، من كل الفئات المضلة من خارج الأمة.

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة يوم الولاية 1440هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر