مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------٠٠٠٠٠٠٠٠
التاريخ / 25/ 11 / 1443هـ
المـوافـق 24/ 6  / 2022م 
الـرقــم /  ( 65 )  
......................................
خطبة الجمعة الرابعة من شهر ذي القعدة  1443هـ
(الخطبة الأولى)
(الآثار العاجلة والآجلة للتقوى والدعاء والاستقامة الصادقة)
بِسم الله الرحمن الرحيمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْحَمْدَ مِفْتَاحاً لِذِكْرِهِ وَسَبَباً لِلْمَزِيدِ مِنْ فَضْلِهِ وَدَلِيلًا عَلَى آلَائِهِ وَعَظَمَتِهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي إِلَيْهِ مَصَائِرُ الْخَلْقِ وَعَوَاقِبُ الْأَمْرِ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَظِيمِ إِحْسَانِهِ وَنَيِّرِ بُرْهَانِهِ وَنَوَامِي فَضْلِهِ وَامْتِنَانِهِ، حَمْداً يَكُونُ لِحَقِّهِ قَضَاءً وَلِشُكْرِهِ أَدَاءً وَإِلَى ثَوَابِهِ مُقَرِّباً وَلِحُسْنِ مَزِيدِهِ مُوجِباً، وَنَسْتَعِينُ بِهِ اسْتِعَانَةَ رَاجٍ لِفَضْلِهِ مُؤَمِّلٍ لِنَفْعِهِ وَاثِقٍ بِدَفْعِهِ.
وَأَشْهَدُ أَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ شَهَادَةً مُمْتَحَناً إِخْلَاصُهَا، نَتَمَسَّكُ بِهَا أَبَداً مَا أَبْقَانَا، وَنَدَّخِرُهَا لِأَهَاوِيلِ مَا يَلْقَانَا؛ فَإِنَّهَا عَزِيمَةُ الْإِيمَانِ وَفَاتِحَةُ الْإِحْسَانِ وَمَرْضَاةُ الرَّحْمَنِ وَمَدْحَرَةُ الشَّيْطَانِ.
 وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بِالدِّينِ الْمَشْهُورِ وَالْعَلَمِ الْمَأْثُورِ وَالْكِتَابِ الْمَسْطُورِ وَالنُّورِ السَّاطِعِ وَالضِّيَاءِ اللَّامِعِ وَالْأَمْرِ الصَّادِعِ؛ إِزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ وَاحْتِجَاجاً بِالْبَيِّنَاتِ وَتَحْذِيراً بِالْآيَاتِ وَتَخْوِيفاً بِالْمَثُلَاتِ، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قرناء الآيات، وأهل المكرمات، ورجال التضحيات، وقادة الأمة في ميادين الجهاد والانتصارات، ورضي الله عن الصحابة الأبرار ما دامت الأوقات.
أمام بعد/ عباد الله:
فخير وأول ما أوصي به نفسي وأوصيكم به هو: الحرص على تقوى الله سبحانه وتعالى؛ لأنها وصية الله التي أوصانا بها وأوصى بها من قبلنا قال تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ}.
والتقوى الحقيقية هي التي تجعلنا: أقرب إلى طاعة الله، وأكثر مراقبة لله، وأكثر خوفا من الله، وأسرع استجابة لأوامر الله، وأعظم استقامة على دين الله.
 والتقوى الحقيقية تعيننا على أن نكون أبعد عن الذنوب والمعاصي، وورعين عن محارم الله، وغير متجاوزين لحدود الله.
 التقوى - أيها المؤمنون - إذا التزمنا بها في حياتنا، وحافظنا عليها ونحن نؤدي أعمالنا ونقوم بمسؤولياتنا؛ فإنها ستكون عونا كبيرا لنا في إنجاز الأعمال وصلاحها، وستكون سببا كذلك على دخول الجنة، وما أعظم وأجمل ما قاله إمام المتقين وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عن التقوى وأثرها عندما قال: "عِبَادَ اللَّهِ أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهَا حَقُّ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَالْمُوجِبَةُ عَلَى اللَّهِ حَقَّكُمْ وَأَنْ تَسْتَعِينُوا عَلَيْهَا بِاللَّهِ وَتَسْتَعِينُوا بِهَا عَلَى اللَّهِ؛ فَإِنَّ التَّقْوَى فِي الْيَوْمِ الْحِرْزُ وَالْجُنَّةُ، وَفِي غَدٍ الطَّرِيقُ إِلَى الْجَنَّةِ، مَسْلَكُهَا وَاضِحٌ وَسَالِكُهَا رَابِحٌ وَمُسْتَوْدَعُهَا حَافِظٌ، لَمْ تَبْرَحْ عَارِضَةً نَفْسَهَا عَلَى الْأُمَمِ الْمَاضِينَ مِنْكُمْ وَالْغَابِرِينَ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهَا غَداً إِذَا أَعَادَ اللَّهُ مَا أَبْدَى، وَأَخَذَ مَا أَعْطَى، وَسَأَلَ عَمَّا أَسْدَى؛ فَمَا أَقَلَّ مَنْ قَبِلَهَا وَحَمَلَهَا حَقَّ حَمْلِهَا، أُولَئِكَ الْأَقَلُّونَ عَدَداً وَهُمْ أَهْلُ صِفَةِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِذْ يَقُولُ {وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ} ... وَلَا تَضَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ التَّقْوَى، وَلَا تَرْفَعُوا مَنْ رَفَعَتْهُ الدُّنْيَا". وقال الله تعالى: "وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ . الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}.

عباد الله:
إن التقوى مطلوبة منا في هذه الحياة، ولها آثارها المباركة في الدنيا والآخرة، وبها يرتقي المؤمنون والمؤمنات عند الله، ويحظون بالتكريم والتوفيق والمنزلة الرفيعة لديه كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}.
كذلك مع التقوى لا ننسى الدعاء وأهميته وآثاره العظيمة وبركاته العاجلة والآجلة، والدعاء المبارك هو الدعاء الذي يحرص المؤمنون والمؤمنات على أن يكون مستجابا، ونحن في أمس الحاجة في هذه الأيام وهذه الظروف الصعبة والابتلاء الشديد إلى أن يستجيب الله دعاءنا، وقد وعد الله باستجابة دعاء عباده إذا دعوه ولكنه اشترط لاستجابة الدعاء الاستجابة والإيمان قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}.
وعند الدعاء يجب أن يكون رجاؤنا بالله كبيرا، وأن ندعو الله تعالى ونحن موقنون بالإجابة؛ فعَنْ عَلِيٍّ عليه السلام، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ لاَ يَسْأَلَ رَبَّهٌ شَيْئاً إلاّ أَعْطَاهُ فَلْيَيْأَسْ مِنَ النَّاسِ كُلُّهُمْ، وَلاَ يَكُونَنَّ لَهُ رَجَاءٌ إلاّ عِنْدَ اللهِ، فَإِذَا عَلِمَ الله ذَلِكَ مِنْ قَلْبِهِ لَمْ يَسْأَلْهُ شَيْئاً إلاّ أَعْطَاهُ، أَلا فَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا فَإنَّ فِي القِيَامَةِ خَمْسِينَ مَوْقِفاً كُلُّ مَوْقِفٍ مَقَامُ أَلْفِ سَنَةٍ، ثُمَّ تَلا صلى الله عليه وآله وسلم هَذِهِ الآَيَةَ: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ}".
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لايقبل دعاءً من قَلْبٍ لاَهٍ غَافِلٍ".
فإذا أردنا أن يستجيب الله دعاءنا، ويرحم تضرعنا، ويتقبل استسقاءنا، وينظر إلى حالنا فعلينا أن نكون: مخلصين له بالدعاء، منقطعين إليه، مستجيبن له، تائبين إليه توبة نصوحا من كل الذنوب والمعاصي، حريصين كل الحرص على الحلال، بعيدين كل البعد عن الحرام، ساعين سعيا صادقا لرد المظالم وإنصاف المظلومين الأقربين والأبعدين.
ولا بد أن يترافق مع الدعاء استجابة عملية، وخطوات ملموسة في واقعنا، وأن يرى الله منا التغيير الفعلي على مستوى نفسياتنا وأقوالنا وأعمالنا وتصرفاتنا، وأن يرى منا السعي الصادق في تصحيح الاختلالات وإصلاح المفاسد ورد المظالم وإقامة العدل والقيام بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فإذا ما قمنا بهذه المسؤوليات وأدينا ما علينا من الواجبات ورأى الله منا صدق التولي والاستجابة له والاستقامة على دينه؛ فسيكرمنا بكرمه ويمنحنا من فضله وسيفتح لنا بركات السماء والأرض وسيجمع لنا بين الرزق الكثير والنصر الكبير، يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا، وَبَادِرُوا بِالأَعْمَالِ الصَّالِحِةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا، وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ تُسْعَدُوا، وَأَكْثِرُوا الصَّدَقَةَ تُرْزَقُوا، وَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ تُخْصَبُوا، وَانْهَو عَنِ الْمُنْكَرِ تُنْصَرُوا..).
عباد الله:
ولابد أن يترافق مع الدعاء والاستسقاء: استقامة، والاستقامة الصحيحة والصادقة والعملية هي التي تكون على خط الهداية ونور القرآن الكريم قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}. وعن الحسن عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، والذي نفس محمد بيده لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه، ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائِقَه، قيل: يا رسول الله وما بوائقه؟ قال: غشمه وظلمه).
أيها المؤمنون:
إن الله قادر على كل شيء، وهو قادر على أن يرحمنا ويتفضل علينا بالغيث في لحظات ودقائق، وهو القادر على أن يزيل ما نحن فيه من شدة وجدب وقحط إلا أنه يريد أن يعالج نفسياتنا المتمردة، ويؤدب العاصين منا، ويذكر الغافلين و الناسين والبعيدين عنه بالرجوع والالتجاء إليه قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ}.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
(الخطبة الثانية)
(مسؤولية المؤمنين والمؤمنات أمام منكرات المرتزقة واستمرار الحصار)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ . وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ أَنْبَآءُ الْمُتَظَلِّمِينَ، ولاَ يَحْتَاجُ فِي قِصَصِهِمْ إلَى شَهَادَاتِ الشَّاهِدِينَ، قَرُبَتْ نُصْرَتُهُ مِنَ الْمَظْلُومِينَ، وبَعُدَ عَوْنُهُ عَنِ الظَّالِمِينَ.
واشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدا عبده ورسوله القائل صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (والذي نفس محمد بيده، لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً من عنده ثم لتدعونه فلا يستجاب لكم) صلوات الله وسلامه عليه وعلى الأطهار، ورضي الله عن صحابته الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
لقد علمنا رسول الله كيف يجب أن نكون أمام فجور الفاجرين، وأمام استهانة الأنذال واستباحتهم للأعراض المصونة والفروج المحرمة.
 وإن ما يمارسه الفاسقون ويرتكبه الظالمون من جرائم بحق المستضعفين لا سيما عندما تكون الجرائم من قبلهم بحق النساء؛ فإن ذلك يفرض على الجميع تحمل المسؤولية والاستجابة العملية، يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "مَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ".
فمن أجل العرض والشرف تُسترخص الأرواح، ويُستهان بالموت، ولا بارك الله في حياة أمة يرضى أهلها بهتك الأعراض، ويسكت رجالها عن ممارسات الخونة، ولا يتحرك شبابها لتأديب العملاء الذين تتكرر منهم الجرائم بحق النساء المستضعفات - لا سيما - في الساحل الغربي؛ فقد تكررت منهم جريمة الاغتصاب للنساء أكثر من مرة من قبل أولئك المتوحشين والأوباش من مرتزقة الإمارات وجنود المرتزق طارق عفاش.
عباد الله:
ولنا أسوة في ذلك الصحابي الغيور على شرفه وعرضه، عندما غار على شرف امرأة مسلمة تحايل اليهود على كشف عورتها فقط، وليس على اغتصابها والمساس بشرفها؛ فما كان منه عندما صاحت واستغاثت وسمع صوتها ذلك المسلم الحر إلا أن تحرك مسرعا لنصرتها والدفاع عنها وتأديب ذلك اليهودي اللعين الذي مكر بها لكشف عورتها؛ فضربه ضربة الأحرار بالسيف ضربةً قضت عليه، وعجلت بروحه إلى النار، وجعلته عبرة لكل من تسول له نفسه المساس بشرف المؤمنات.
واليوم في يمننا (يمن الإيمان والحكمة) تعرضت 6 نساء في الساحل الغربي في مديرية حيس للاغتصاب، والتعدي على أعراضهن، وهذه الجريمة تستوجب التحرك، وتستدعي النفير لتحرير ما بقي من الساحل، والانتصاف لأعراض النساء وتطهير الأرض من دنس وخبث هؤلاء السفهاء والأنذال الذين تطبعوا بطباع اليهود، والذين يسارعون في الإثم والعدوان وارتكاب الفواحش كما يسارع اليهود، ولا غرابة أن تصدر من هؤلاء الخونة والعملاء هكذا ممارسات وجرائم لأنهم يتولون اليهود والنصارى، ويركنون إلى الظلمة من آل سعود وآل نهيان.
فلا هدنة والأعراض تنتهك، ولا هدنة والحصار قائم، ولا هدنة والسفن تُحتجز، ولا هدنة والموانئ والمطارات مغلقة، ولا سلام ولا أمان ولا عزة ولا كرامة ولا حرية ولا استقلال إلا بتحرير كل شبر من أرض اليمن من كل مرتزق وعميل وخائن، وبإذن الله سيتحقق النصر الإلهي القريب لأهل الإيمان على قرن الشيطان السعودي وأوليائه قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا . الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} فكما جيّش رسول الله الجيوش، وأعد الجنود، واستنفر المسلمين بسبب التعدي على امرأة مسلمة وقَتْل رجل واحد من المسلمين، وتحرك لإخراج يهود بني قينقاع؛ فإن لنا فيه أسوة حسنة في النفير والتحرك وتطهير الساحل ومأرب واليمن كل اليمن من هؤلاء المجرمين الذين انسلخوا من كل القيم الدينية والإنسانية، والذين تنكروا لكل القيم والأعراف والأسلاف

القبلية والوطنية، وهم حتمًا سيندمون على جرائهم الندم الكبير، ولينتظر كل مرتزق وعميل: الرد والردع والتنكيل على كل جريمة وعدوان بحق الشعب اليمني المظلوم قال تعالى: {وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} وقال تعالى: {أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُمْ بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ . وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم اجْعَلْ شَرَائِفَ صَلَوَاتِكَ وَنَوَامِيَ بَرَكَاتِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ الْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَالْفَاتِحِ لِمَا انْغَلَقَ وَالْمُعْلِنِ الْحَقَّ بِالْحَقِّ وَالدَّافِعِ جَيْشَاتِ الْأَبَاطِيلِ وَالدَّامِغِ صَوْلَاتِ الْأَضَالِيلِ.
اللَّهُمَّ افْسَحْ لَهُ مَفْسَحاً فِي ظِلِّكَ وَاجْزِهِ مُضَاعَفَاتِ الْخَيْرِ مِنْ فَضْلِكَ، اللَّهُمَّ وَأَعْلِ عَلَى بِنَاءِ الْبَانِينَ بِنَاءَهُ وَأَكْرِمْ لَدَيْكَ مَنْزِلَتَهُ وَأَتْمِمْ لَهُ نُورَهُ وَاجْزِهِ مِنِ ابْتِعَاثِكَ لَهُ مَقْبُولَ الشَّهَادَةِ ومَرْضِيَّ الْمَقَالَةِ ...اللهم وصل وسلم على أخيه وباب مدينة علمه الليث الغالب علي بن أبي طالب، وعلى سيدة نساء الدنيا والأخرى فاطمة البتول الزهراء، وعلى سبطي الرسول وريحانتيه سيدي شباب أهل الجنة أبي محمد الحسن المسموم، وأبي عبد الله الحسين المظلوم، وعلى جميع آل بيت رسول الله الطيبين الطاهرين، وارض اللهم عن الصحابة الأخيار المنتجبين من الأنصار والمهاجرين.
(رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) 
اللهم انصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك, اللهم ثبت أقدام إخواننا المجاهدين في كل الجبهات, اللهم سدد رميتهم, وكن لهم حافظًا وناصرًا ومعينًا يا أكرم الأكرمين (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).
عباد الله:
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
➖➖➖➖➖ ➖
 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر