في هذه المرحلة من المعروف عالمياً أنَّ أولياء الشيطان من قوى الطاغوت والاستكبار الظلامية، تسعى بشكلٍ مكثف، وبشكلٍ مفضوح- أكثر من أي وقتٍ مضى- لإضلال المجتمعات البشرية، وإفساد الناس، نشاطها بكل أنواعه، بكل ما فيه من أساليب، وبرامج متنوعة، وأنشطة متنوعة، يركز على هذين العنصرين:
- الإضلال للناس ثقافياً، وفكرياً.
- وأيضاً الإفساد لهم أخلاقياً.
وباتوا واضحين في هذه المسألة، ومفضوحين أكثر من أي مرحلة مضت، لماذا؟ لأنهم يريدون السيطرة التامة على الناس، والاستعباد لهم، والاستغلال لهم، ولكن في سبيل تحقيق هذا الهدف، يريدون أن يكونوا قد فرَّغوا الإنسان من كل مشاعره الإنسانية، وسلبوا منه الشعور بكرامته الإنسانية، وبقيمته الإنسانية والأخلاقية، هذا هدف يسعون لتحقيقه بكل اهتمام، يريدونك كإنسان ألَّا تبقى لك مشاعرك الإنسانية، ولا قيمك التي فطرك الله عليها، وفي نفس الوقت ألَّا يكون لديك أنت لنفسك عند نفسك أي قيمة إنسانية، ولا أخلاقية، أن تنظر إلى نفسك كمجرد حيوان تافه، لا قيمة له، وكائن مادي لا قيمة له، ولا قيمة لوجوده، ولا هدف لوجوده، وأن تنظر إلى الحياة من حولك نظرةً عبثيةً، مستهترة، مستخفة، لا ترى لوجودك أي معنى، ولا أي هدفٍ مقدَّس، ولا يرتبط بك وبوجودك في هذه الحياة أي مسؤولية مقدسة، ولا أي مستقبل مهم ومقدَّس، وهذه مسألة ملحوظة.
هم من روَّجوا- وعلى مستوى واسع- للنظرية الباطلة التافهة: [أنَّ أصل الإنسان قردٌ]، وأرادوا أن يقنعوا المجتمعات البشرية بهذا، وقدموها كنظرية علمية، وهي مقولة تافهة، باطلة، سخيفة جدًّا، لكنهم أرادوا أن يقتنع بها الناس، وأن يقرأوها في مناهجهم الدراسية، وأن يثقفوا بها، لماذا؟ لماذا أرادوا للإنسان أن يقبل بهذه النظرية، وأن ينظر إلى نفسه أنه من سلالة قرد، وأنَّ أصله قرد، يريدون له أن يحمل الشعور بهذه الفكرة، أنه مجرد قرد، لكن ظهر بشكل إنسان، وإلَّا فأصله من القرود، فلا يستشعر لنفسه أي كرامة، ولا قيمة إنسانية ولا أخلاقية.
وهم من وصلوا في هذه المرحلة بالمجتمعات الأوروبية، أوروبا التي تقول عن نفسها: أنها موطن الحضارة، وأنها التي حملت في العصر الحديث راية الحضارة، والرقي، والتقدم، والقيم الإنسانية بالحريَّة... وغيرها، هم من أوصلوا تلك المجتمعات إلى أن تقبل في هذه المرحلة أن تتحول من حياتها كمجتمعات بشرية، يقبل البعض منهم بالتحول من طبيعة حياته ككائنٍ بشري، إلى أن يتحول في حياة الكلاب، وشكل الكلاب، وأقنعة الكلاب، يبيعون منهم أقنعة وملابس وأزياء يتحول من خلالها عندما يلبسها وكأنه كلب، ثم يحول حياته ككلب، ويباع في السوق ككلب، يبيعونه بـ 70 ألف يورو، أو 50 ألف يورو... أو بأي مبلغ ككلب، والسلسلة إلى عنقه، ويذهب به من اشتراه ليعيش عنده في منزله ككلب، وليس كإنسان، وأصله إنسان، لكنه قَبِل أن يتحول في حياته إلى أن يعيش ككلب، وترك حياته كإنسان، ما الذي أوصله إلى هذا المستوى؟ تثقيف، أفكار ورؤى باطلة، سخيفة للغاية، وتربية سيئة هبطت به، بنفسيته؛ حتى فقد كل معنى للكرامة الإنسانية، وحتى أصبح سخيفاً، وهذا لا يريدونه في أوروبا فحسب، والبعض بأزياء حيوانات أخرى.
هذه حقيقةٌ واقعة، وهذا لا يريدونه في أوروبا فحسب، هم يريدونه في مختلف المجتمعات، هم يريدونه عندنا في العالم العربي بأسوأ، بأسوأ مما في أوروبا، ويريدونه في بقية المجتمعات بأسوأ أيضاً، هم يسعون بكل جهد إلى أن يفرِّغوا المجتمع الإنساني من الشعور بالكرامة الإنسانية، ومن الإيمان بالقيمة الإنسانية والأخلاقية، وهذه مسألة خطيرة جدًّا؛ ولذلك فإن مسعاهم الشيطاني الظلامي هو تهديد للإنسانية، للمجتمع البشري في كل أرجاء الدنيا، تهديدٌ للناس في إنسانيتهم، المجتمع البشري اليوم مهددٌ في إنسانيته، يريدون أن يهبطوا به عن مرتبته الإنسانية، يريدون له أن يؤمن أنه مجرد كائن وحيوان مادي لا قيمة له، بل يرى في قيمة الحيوانات الأخرى يراها أكثر قيمةً منه، فيتحول إلى أن يتزيا بأقنعة مشابهة لها، ويقلد أصواتها وحياتها، ويتحول إلى أن يعيش بطريقتها، هذه سخافة!
ولذلك مسؤوليتنا كمسلمين، ونحن ننتمي للإسلام، للإسلام بكتابه، كتاب الله القرآن الكريم، وثيقة النور الإلهية، الخالدة إلى آخر أيام الدنيا، التي حفظها الله من التحريف في النص، ننتمي للإسلام برسوله العظيم، سيد المرسلين وخاتم النبيين ووارثهم، وبين أيدينا إرث الأنبياء، إرث الرسالة الإلهية، مسؤوليتنا إلى أن نجعل من هذه المناسبة المباركة فرصةً لإيصال النور الإلهي إلى مختلف أنحاء العالم، وللاهتمام بما يحصن واقعنا نحن كأمة، كأمة مستهدفة، أمة مستهدفة، بما يحصن واقعنا كأمة مستهدفة.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة تدشين فعاليات المولد النبوي الشريف 1445هـ