لقد أعلن شعبنا هذا الموقف، واتخذ هذا الموقف، وهو مستعدٌ لكل تابعات هذا الموقف، نحن شعبٌ مجاهد، رفعنا راية الجهاد في سبيل الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى"، نحن شعبٌ قدَّمنا التضحيات الكبيرة في سبيل الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى"، نحن شعبٌ قدَّم التضحيات في ثباته على موقفه تجاه القضية الفلسطينية، من أول يومٍ رفعنا فيه هذه الصرخة: (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام)، من بداية تلك الصرخة التي رفعها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي "رضوان الله عليه" وإلى اليوم عبَّرنا عن موقفنا المبدئي الذي ننطلق فيه انطلاقةً إيمانيةً قرآنية، عبَّرنا عن هذا الموقف وعن ثباتنا عليه، حتى أثناء هذا العدوان الذي استمر ولم ينته، ولم نخرج منه إلى حد الآن، لا زلنا نعاني منه إلى حد الآن، ثبات على الموقف من منطلقٍ إيمانيٍ قرآني، وموقف صحيح، ينسجم مع الضمير، مع الأخلاق، مع القيم حتى الفطرية والإنسانية.
ولذلك موقفنا على كل المستويات: على المستوى العسكري، على المستوى السياسي، على المستوى الإعلامي كل وسائل إعلامنا تدعم القضية الفلسطينية، قنواتنا الفضائية، صحافتنا، الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، الجهد الإعلامي هو مكثف باتجاه نصرة الشعب الفلسطيني، والمجاهدين في غزة، وأبناء غزة، على مستوى التبرعات المالية، بالرغم من الضائقة المالية، والظروف، والمعاناة، والحصار، وما بعد العدوان إلى اليوم، العدوان فيما فعله بنا على المستوى الاقتصادي، لكن هناك استمرار في حملات التبرع، والتعاون.
على مستوى الموقف الرسمي والشعبي، على كل المستويات هناك تحرك جاد ومستمر، وسيستمر بإذن الله، وعلى مستوى المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، والذي هو من أهم المواقف التي يجب أن تتبناها شعوب أمتنا، وهو في متناول الجميع، وهو موقف مؤثر.
إنني أناشد كل الشعوب الإسلامية والعربية، أن تتقي الله "سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى"، وأن تهتم بتفعيل المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، ولكل الشركات، المقاطعة لكل الشركات التي تدعم الصهيونية، هذا شيءٌ مؤثر، وفي متناول الجميع، حتى في البلدان التي تعاني شعوبها من الكبت، والقهر، والمنع حتى من المظاهرة، المنع حتى من الكلام، لكنهم يستطيعون أن يفعِّلوا هذا السلاح: سلاح المقاطعة، وعلينا جميعاً مسؤولية في فعل كل ما نستطيع، وفي عمل كل ما نتمكن منه، وهذا في وسع الكل.
أمَّا من يسخر، أو يقلل، أو يشوه موقف شعبنا، فنحن نقول للجميع: من يفعل أكثر مما نفعل في اليمن، أكثر مما يفعله شعبنا العزيز عسكرياً وفي كل المجالات، من يفعل أكثر فسنشكره، وسنشيد به، وسنثني عليه، سواء كان السعودي، أو الإماراتي، أو عملائهم... أو أي أحد، من يتحرك بأكثر مما نتحرك لمساندة الشعب الفلسطيني، سنشكره، وسنشيد بموقفه، لا داعي لأن يأتي أحد ليشوش على مواقفنا؛ لأن موقفنا في الأساس ليس مزايدة، وليس مفاخرة، هو موقف مسؤول من منطلقٍ إيماني، وبكل ما نستطيع، وموقف فعَّال، وموقف مؤثر، وتأثيره واضح، فمن يزايد علينا، أو يقلل من أهمية موقفنا، فليفعل أكثر، ليتفضل.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة تدشين الذكرى السنوية للشهيد 1445