مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر شعبان 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: ( الإبتلاء الإلهي  )
التاريخ: 13/ 8 / 1445ه‍
الموافق: 2024/2/23م
الرقم : (32)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً: نقاط الجمعة :
1️⃣ جعل الله الحياة الدنيا ميدان إبتلاء وامتحان ليتميز ويتغربل الناس ويظهر الأحسن عملا في تنفيذ أوامر الله والتسليم له وهي سنة إلهيه جرت حتى على الأنبياء.
2️⃣اليقين بحتمية الإبتلاء يقودنا إلى اليقظة والحذر والاستقامة والأخذ بأسباب التوفيق والاستفادة من الإبتلاءات بما يبنينا.
3️⃣ أكثر جانب يتميز فيه الناس هو الإبتلاء في الجانب العملي الذي يتطلب تضحية في مواجهة أعداء الله.
4️⃣ تمثل القضية الفلسطينية امتحان للأمة الإسلامية كلها وبحمدالله نجح الشعب اليمني في هذا الإبتلاء بموقفه المتميز والمشرف.
5️⃣ تصنيفات أم الإرهاب أمريكا لا تخيفنا ولا توقفنا عن أداء واجبنا في نصرة المستضعفين، وقطع المعونات لن يثنينا فثقتنا مطلقة بأن الله هو الناصر والرازق.
6️⃣ من المهم استقبال شهر رمضان بالتوبة والإنابة إلى الله وبالتعاطف والتراحم والتخلص من الحقوق
بإرجاعها لأهلها، ويجب أن تستمر مواقفنا في المظاهرات والإنفاق والمقاطعة وصمودنا كفيل بزعزعة أمريكا ونبارك كل ضربات القوات المسلحة.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً:خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رب العالمين، الحمدُ لله الذي علا بِحَولِهِ، ودنا بِطَولِهِ، مانِحِ كُلِّ غنيمةٍ وفضلٍ، وكاشِفِ كُلِّ عظيمةٍ وكرب، نَحْمَدُهُ على عواطفِ كَرَمِهِ، وسوابغِ نِعَمِهِ، ونُؤْمنُ بهِ أولًا باديًا، ونستهديه قريبًا هاديًا، ونستعينه قاهرًا قادرًا، ونتوكلُ عليهِ كافيًا ناصرًا، الحمد لله القائل: في كتابه العزيز: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}.
ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، ونشهدُ أن سيّدنا وقدوتنا محمدًا عبده ورسوله، من بعثه الله بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إليه بإذنه وسراجًا منيرًا؛ فبلَّغ الرسالة، وأدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد كل الطغاة والمستبدين والمستكبرين حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:
لقد جعل الله الحياة الدنيا ميدان ابتلاء واختبار وامتحان للإنسان، ليظهر من خلالها مستوى علاقته بالله واستجابته له؛ فقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً}، وقال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}، والابتلاء من السنن الإلهية للناس في الحياة، ويمثل حالة تمحيص وفرز وغربلة، ويكون من خلال اهتزازات وزلزلة وفتن وأحداث ومواقف عملية يختبر الله بها عباده، ومن خلال تلك الابتلاءات يتميز في الواقع الخبيث من الطيب، والصادق من الكاذب، ويتجلى مدى استعداد الإنسان للتضحية بالمال والنفس في سبيل الله، ويتبين مستوى ثبات الإنسان على مواقف الحق، وتظهر مصداقية الإنسان في مدى عبوديته لله وتسليمه له، وينكشف مدى تمسك الإنسان بالقيم والمبادئ والأخلاق الإيمانية، ويظهر مدى التولي لله ولرسوله ولأعلام هداه، ويظهر مدى تماسكه أمام مؤثرات ومتغيرات الحياة، ومدى الوعي واليقين أمام الشبه والشائعات، وكل إنسان في هذه الحياة أمام ابتلاء، واليقين بحتمية الابتلاء والاختبار الإلهي يقودنا إلى اليقظة والحذر والاستقامة والأخذ بعوامل التوفيق، ويجعلنا في حالة التجاء إلى الله تعالى بأن يثبتنا أمام الابتلاءات، ويجعلنا نبني واقعنا على التسليم لله.
الإخوة المؤمنون:
إنّ سنة الابتلاء الإلهي جرت على كل المنتمين لرسالات الله من قبلنا، وتجري علينا، وستبقى جارية على من خلفنا، قال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً}، ويجري الابتلاء حتى على الصالحين والأنبياء وأصحاب الأنبياء؛ فيقول الله تعالى عن موسى (عليه السلام): {وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً}، ويقول عن سليمان (عليه السلام): {وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَداً ثُمَّ أَنَابَ}.

وللاختبار الإلهي نتائج إيجابية على الإنسان إذا كان متنبهًا يقظًا، وله نتائج تربوية تدفعه إلى تصحيح واقعه بعدها، وتدفعه إلى بناء واقعه، ولذلك يقول تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}، فالصابرون يثبتون ويسلمون لله تعالى، ويستفيدون من تلك الابتلاءات في تطوير أنفسهم وواقعهم بما يُمكنهم من الثبات أكثر في الحياة، ويطورون من قدراتهم في مواجهة أعدائهم، ولكن إذا لم يتنبه الإنسان فقد يسقط ويتعرض لعقوبة إلهية، وقد يضله الله ويخذله ويسلبه الهداية والتوفيق.
وعندما يتنبه الإنسان لحالات الابتلاء فإنه يجد أنها من أهم الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، فهذا نبي الله موسى (عليه السلام) يقول عند الابتلاء الإلهي: {أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}، وهذا نبي الله سليمان (عليه السلام) عند الابتلاء يقول: {قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}.
ولذلك فإننا بحاجة إلى الاستقامة في عبوديتنا لله كضمانة للنجاة والنجاح أمام الابتلاء والاختبار الإلهي الذي يأتي كسنة إلهية لا تستثني أحًدا؛ لأن الاستقامة على نهج الله هي بالتجسيد لحالة العبودية الحقيقية لله، والتسليم له، والاستجابة لأوامر الله ونواهيه مهما خالفت هوى الإنسان ورغباته وشهواته، وتمثل المحك الحقيقي لإيمان المؤمن.
عباد الله:
البعض من الناس قد يصلي ويصوم، ويهتم بالفرائض والسنن والمندوبات، ويهتم بكل الفرائض والأعمال العبادية التي لا تحتاج إلى التضحية بأي شيء مما هو غال وعزيز على الإنسان، ولا يمثل الالتزام بها حالة فرز يُعرف من خلالها أصناف الناس، وفي هذه الحالة يختلط الخبيث والطيب؛ ولذا فقد جعل الله الاختبار في المجالات العملية المادية التي تتطلب إنفاقًا وتضحية وبذلًا للنفس والممتلكات هي المحك الأساسي الذي يبين عمق إيمان الإنسان، وتكشف حقيقة واقعه القيمي والأخلاقي والمبدئي، ومدى استجابته لتوجيهات الله، ويأتي الامتحان بشكل أعمق في الموقف من أعداء الله، وتحمل المسؤولية والجهاد في سبيل الله، وفي كل زمن يحدث الفرز الذي يفضح المنحرفين، ولهذا قال الله تعالى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}، ويقول سبحانه وتعالى: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ . وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ . وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}، وحتى الأنبياء أتى لهم الاختبار في هذا الجانب فصارعوا وجاهدوا المستكبرين فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً}، وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً}، وعلى أساس هذا الامتحان يتحدد مقام الإنسان في الآخرة.

عباد الله:
إنّ القضية الفلسطينية اليوم هي ابتلاء إلهي كبير للأمة الإسلامية، والعدوان الصهيوني على غزة ومجازرهم بحق الأطفال والنساء والمستضعفين هو امتحان واختبار كبير، امتحان للأنظمة وللعلماء وللمثقفين وللناس جميعًا، امتحان يتحدد على أساسه النجاة أو الخسارة في الآخرة، يبتلينا الله وهو يأمرنا بنصرة إخواننا المؤمنين وبمواجهة اليهود وجهادهم ومنع فسادهم وإجرامهم، ويأمرنا الله بقتالهم وهو القادر على إهلاك إسرائيل في غضون ثوان، ولكنه يبتلينا ليتبين تسليمنا له أو مخالفتنا، كما قال تعالى: {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ} وكما قال الإمام علي (عليه السلام): (أَسْهِرُوا عُيُونَكُمْ، وَأَضْمِرُوا بُطُونَكُمْ، وَاسْتَعْمِلُوا أَقْدَامَكُمْ، وَأَنْفِقُوا أَمْوَالَكُمْ، وَخُذُوا مِنْ أَجْسَادِكُمْ تَجُودُوا بِهَا عَلَى أَنْفُسَكُمْ، وَلاَ تَبْخَلُوا بِهَا عَنْهَا، فَقَدْ قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ: {إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، وَقَالَ تَعَالَى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ

وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}، فَلَمْ يَسْتَنْصِرْكُمْ مِنْ ذُلٍّ، وَلَمْ يَسْتَقْرِضْكُمْ مِنْ قُلٍّ، اسْتَنْصَرَكُمْ وَلَهُ جُنُودُ السَّماوَاتِ وَالاْرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحُكِيمُ، وَاسْتَقْرَضَكُمْ وَلَهُ خَزَائِنُ السَّماوَاتِ وَالاْرْضِ وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً).
فما أسوأ الإنسان أن يكون فاشلًا ساقطًا راسبًا يوم القيامة عند الله فيما ابتلاه به، وقد وفقنا الله كشعب يمني فنجحنا في هذا الابتلاء الذي وقعت فيه الأمة، ورأينا معظم حكوماتها وشعوبها فشلت في هذا الامتحان، أما الشعب اليمني فكان فضل الله عليه عظيما، بموقفه المشرف والذي سيستمر ما دامت مظلومية الشعب الفلسطيني، وسيبقى متصاعدًا رغم كل ما تفعله أمريكا، ولن نخضع و لن نركع، ولن نتراجع عن نصرة المستضعفين في غزة وفلسطين.
المؤمنون الأكارم:
لقد عملت أمريكا على تصنيفنا في قائمة الإرهاب وهذا من أغرب الأمور؛ لأننا لم نجد إجرامًا في العالم وفسادًا كإجرام وفساد أمريكا وإسرائيل، وكيف أصبح هؤلاء المجرمون هم من يصنفون العالم إلى فاسدين وصالحين؟! ولو راجعنا التاريخ لما وجدنا مجرمين أكثر منهم، ولا إرهابيين أكثر منهم، وها هم أكثر الناس إرهابًا سمونا إرهابيين، وأكثر الناس إجرامًا قالوا أننا مجرمون، لماذا؟ لأننا قلنا لا لإجرامهم وفسادهم، ولأنه لم يجرؤ أحد أن يقف أمامهم ليتصدى لإجرامهم وقتلهم لأطفال ونساء غزة، فوقفنا ضدهم حين سلمت لهم الأمة، وواجهناهم يوم ركعت لهم الأمة، وظنوا أننا سنخاف ونرتعب عندما قالوا ذلك، وظنوا أننا بتصنيفهم سنبيع ديننا وقيمنا ونتوقف عن ضرب السفن الصهيونية والأمريكية والبريطانية الداعمة لإسرائيل، وظنوا أننا سنخاف منهم فخابت ظنونهم، ونحن لسنا ممن تهتز له شعرة لتصنيفاتهم، ونحن شعب الإيمان الذين تغلل فيهم الإيمان، وتثقفنا بثقافة القرآن، ووثقنا بالله ناصرًا ومؤيدًا وسندًا، ويكفينا الله الذي نثق بآياته حين يقول: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}، ومن يخوفنا اليوم من أمريكا ومن قرارها وتصنيفها فهو كمن خَوّفَ إبراهيم (عليه السلام) من الأصنام التي كسرها وحذره من انتقامها؛ فقال لهم إبراهيم (عليه السلام): {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}.
واليوم ها هي الدول العربية الإسلامية تخاف من أمريكا ولا تخاف من الله، ونحن نخاف من الله ولا نخاف من أمريكا، فمن هو الذي يمتلك أمنا حقيقيًا؟ ومن هو الذي يجب أن يكون خائفًا؟ فالأمر بيد الله، والقدرة بيده، ورزقنا بيده، والحياة بيده، والموت والجنة والنار بيده، والمصير إليه فنحن نخاف منه، وخوفنا من ذلك يجعلنا آمنين من عقابه، بينما الآخرون يخافون من أمريكا وليس بيدها حياة ولا موت ولا جنة ولا نار، وبذلك أصبحوا في دائرة سخط الله؛ لأنهم يعصونه ويخالفونه. 
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفر اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

  • الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الإخوة المؤمنون:
أمريكا صنفت اليمن في قائمة الإرهاب عام2021م، ولكنها ألغت تصنيفها بعد شهر من ذلك حينما رأت الثبات وعدم الخوف؛ لأن تلك التصنيفات السياسية جاءت من أم الإرهاب، واليوم يجب علينا أن نصمد ونثبت، ونواجه أمريكا لأنها ليست ربًا، والأمور كلها بيد الله القاهر الجبار المنتقم، وهو القاهر فوق أمريكا وفوق العالمين جميعا، ومن يخافون أمريكا ويتنصلون عن مسؤوليتهم في الجهاد في سبيل الله فهم لن ينجو من عذاب الله في الدنيا والآخرة.
المؤمنون الأكارم:
كما أنّ أمريكا تريد بقطعها للمساعدات الإنسانية أن نتخلى عن ديننا وعن توجيهات الله لنا بنصرة المستضعفين في غزة، ويريدون أن نتخلى عن قيمنا ومبادئنا، ولكن يجب أن نعرف أن هذه هي أساليب الطغاة والمجرمين عبر التاريخ، حيث يستخدمون سياسة: (الترغيب والترهيب)، ولكن يجب أن نثق كما علمنا الله أن الرزق بيده تعالى لا بيد أمريكا؛ فالله تعالى يقول: {وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}، ويقول تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ}، {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ}، فالرزق بيد الله لا بيد أمريكا، وهذا الأسلوب استخدمه المنافقون

ليعملوا على تشتيت أصحاب رسول الله عنه فقال تعالى: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}.
وفي الختام:
نحن قادمون على شهر رمضان الكريم والمبارك، شهر الرحمة والمغفرة والبركة، شهر التقوى والإيمان، وعلينا أن نستعد لاستقبال هذا الشهر الكريم بالتكافل والتراحم والتعاون فيما بيننا، ونستقبل رمضان بالعطف على بعضنا البعض لنستنزل رحمة الله ونواجه حرب أمريكا، ونستقبله بالتوبة والإنابة والرجوع إلى الله، ونستقبله بإرجاع الحقوق إلى أصحابها.
كما ينبغي علينا أن نهتم بإحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة والقيام وقراءة القرآن والإكثار من الدعاء لأنفسنا وللمجاهدين، وغير ذلك من العبادات.
ويجب علينا أن نستمر في ثباتنا وصمودنا وخروجنا المتواصل في المظاهرات يومنا هذا الجمعة، فرحم الله رجلا أراهم من نفسه قوة، والحضور في المسيرات هو من المشاركة في معركة طوفان الأقصى، ونصرة للمستضعفين في فلسطين، وطاعة لولي الأمر الصالح، وهو من الجهاد في سبيل الله، كما أنّ إنفاقنا في سبيل الله ومقاطعتنا للبضائع الأمريكية والإسرائيلية يعد من الجهاد في سبيل الله.
وفي هذا السياق: نحن نشيد ونبارك ونؤيد كل العمليات العسكرية البحرية ضد السفن البريطانية والأمريكية والإسرائيلية والتي تمثل العلاج الوحيد ضد المستكبرين، والتي كان من ضمنها: الضربات التي أغرقت سفينة بريطانية وأسقطت طائرة أمريكية، واستهدفت سفنا أمريكية أخرى في يومٍ واحد، وذلك هو رد الشعب اليمني على المستكبرين.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان
عــام الــوزارة.
-------------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر