مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
{فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ}، الشيطان يستخدم أسلوب الوسوسة؛ للإيقاع بالإنسان، مع أن ما يقدمه الله إلينا هو الهدى الواضح المؤكد البين، لاحظوا في مقابل {وَلَقَدْ عَهِدْنَا}؛ لأن (عَهِدْنَا) فيها توضيح مؤكد، وتبيين لا لبس فيه، وبطريقة واضحة جدًّا، وبطريقة كافية لدى الإنسان في أن تكون المسألة له في غاية الوضوح. {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ}، الشيطان يستخدم أسلوب الوسوسة للإنسان، {قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى}[طه: الآية120]، لاحظوا، الشيطان حاول أن يوقع بآدم “عليه السلام” وزوجه حواء في المعصية، من خلال ماذا؟ المدخل كان هو الرغبة، وهذه الرغبة تلخصت في قوله، عندما قال: {عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى}، أتى بطموح كبير لآدم “عليه السلام”، قال: هذه الشجرة إذا أكلت منها تخلد، يعني: تبقى حياً ولا تموت، تبقى حياً للأبد، وتقيك من الموت نهائياً، لا تموت، إضافةً إلى ملكٍ متجددٍ دائمٍ، {وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى} تتوفر لك فيه كل متطلبات حياتك، ولكن كملك، وليس فقط كمواطن عادي، بل كملك، {وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى}. {فَأَكَلَا مِنْهَا}، وهي تلك الشجرة التي كانت فقط محرمةً عليهم بين بقية ما قد أحله الله لهم في تلك الجنة، أحل الله لهم رغداً واسعاً، وعيشاً هنيئاً، وأحل كلما في الجنة لهم، شجرة واحدة فقط استثنيت، هذا هو الاختبار، هنا تقع المسؤولية على الإنسان في ضبط تصرفاته فيما استخلفه الله فيه، فيما هو حلال، وفيما هو حرام، وفيما علينا أن نعمل، وفيما علينا أن نترك، ولاحظوا يعني، هناك سعة، سعة كبيرة في الحلال، سعة كبيرة فيما هو خيرٌ للإنسان، تغنيه عمَّا هو محرمٌ عليه. {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا}[طه: 121-123]، فنلاحظ أن إبليس استخدم في إغوائه لأبينا آدم “عليه السلام” جانب الإضلال، يعني: قدم فكرة خاطئة، فكرة غير صحيحة أبداً عن تلك الشجرة، لقد قدم فكرة عن تلك الشجرة أن من أكل منها يخلد، يعني: يبقى حياً، فلا يموت، ويحظى بملكٍ لا يبلى، وهي فكرة لا أساس لها من الصحة، ولكنها تلامس رغبةً لدى الإنسان، لامست رغبةً لدى أبينا آدم، قابلها ماذا؟ قابلها نسيان وغفلة لتلك التعليمات من الله “سبحانه وتعالى”، وحتى غفلة عن ذلك التحذير من الشيطان نفسه، أنه عدو، لا ينبغي أن تصدق وساوسه، وأن يقبل منه الإنسان ما يقدمه؛ إنما هو تضليل، فلا يقبله منه. فقابل هذا التضليل والإغراء والإغواء من إبليس، حالة من النسيان وانعدام العزم: السيطرة على الإرادة، الضبط للغرائز، السيطرة على الشهوات والرغبات، وهذه الحالة ساعدت على الوقوع في المعصية، والنتيجة ما كانت؟ النتيجة كانت هي الشقاء، هي الشقاء، خسر آدم كل تلك الحياة المرفهة، والحياة الطيبة في تلك الجنة، وخرج منها حتى بدون الملابس، لم يبق له حتى الملابس، أخذت عنه حتى ملابسه، وبدأ مشواره بعناء وكد، والله أراد له أن يبدأ مشواره بطريقة مريحة، مشواره في الاستخلاف على الأرض؛ لأنه خلق للاستخلاف على الأرض أصلاً. وجود البشر على الأرض ليس عقوبة، لم يكونوا في جنة المأوى، في جنة الآخرة، ثم أخرجوا إلى الدنيا وإلى الأرض عقوبة، لا، وجود الإنسان على الأرض هو نعمة، هو تكريم، هو لدورٍ مهمٍ ودورٍ عظيم، هو في إطار حياةٍ أنعم الله فيها عليهم غاية النعم، نعماً لا تحصى ولا تعد، ولكن الله أراد لأبينا آدم “عليه السلام” أن يبتدئ مشواره في الاستخلاف على الأرض في إطار حياةٍ مريحةٍ، وليس في إطار عناء من أول لحظة، لم يرد له أن يخلق، ثم يأخذ بالمعول ويبدأ يحرث، ويشتغل، ويتعب، من بعدما ينفخ فيه الروح، كد من أول لحظة، لا، أراد له أن يستقر في تلك الجنة، وهي جنة يستقر فيها، ويبدأ استقراره فيها حتى يأتي له ذرية، ثم يبدأ انتشاره في بقية الأرض، من واقع حياةٍ مريحة، ويبدأ بفترة مريحة، لا يبدأ من بعدما ينفخ فيه الروح، يذهب إلى الكد الشديد والعناء الكبير في هذه الحياة، لكنه خسر تلك الحياة المريحة، بفعل الإغواء من جانب إبليس، وإبليس استخدم ماذا؟ حالة الرغبات والتضليل. [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام] دروس من هدي القرآن الكريم ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الأولى 1442هـ

  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر