مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في البداية علينا أن نتذكر أنَّ الله “سبحانه وتعالى” أنعم علينا كبشر بوجودنا في هذه الحياة، فوجود الإنسان منذ بدايته هو برحمةٍ من الله، وبفضلٍ من الله، وبنعمةٍ من الله “سبحانه وتعالى”، وهيَّأ الله لنا في وجودنا في هذه الحياة كل أسباب ولوازم الخير والاستقرار والاستقامة لحياتنا، هيَّأ لنا ما يكفل لنا الحياة الطيبة، وما يمكن من خلال ذلك أن نضمن لأنفسنا وأن نحقق لأنفسنا- بهداية الله، برحمته، بتوفيقه “جلَّ شأنه”- السعادة الأبدية في الآخرة أيضاً؛ لأن الإنسان هو مخلوقٌ لحياتين: للحياة الأولى، وللآخرة، وما الموت إلَّا فاصلٌ قصيرٌ ما بين الحياتين، وكلا هاتين الحياتين مترابطتان، هناك ارتباط كبير ما بين هذه الحياة الأولى بالنسبة للإنسان، والحياة الآخرة، فاستقامة الإنسان في هذه الحياة، هي لصلاح حياته الأولى، وهي أيضاً لصلاح حياته الآخرة، يمتد ذلك إلى صلاح حياته الآخرة الأبدية.

 

فالله “سبحانه وتعالى” أنعم علينا في هذه الحياة ابتداءً من خلقنا، هو “جلَّ شأنه” خلقنا، وأحيانا، ووهبنا هذا الوجود، وعندما خلقنا فهو خلقنا كما قال “جلَّ شأنه“: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}[التين: الآية4]، حتى في خَلقِنا، خَلَقَنا كبشر في أحسن تقويم، هذه نعمة وتكريمٌ في نفس الوقت، فالله “سبحانه وتعالى” أحاطنا برعايته، بنعمته، بفضله، وأيضاً بتكريمه.

 

هو “جلَّ شأنه” ذكَّرنا بعظيم نعمه علينا في كتابه الكريم، عندما قال “جلَّ شأنه”: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ}[البقرة: من الآية28]، يعني: هو الذي وهبنا هذه الحياة، هو الذي أحيانا وخلقنا، {وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}[البقرة: 28-29]، نعمه علينا واسعة وعظيمة، كلما في هذه الأرض هو مسخَّرٌ لمصلحة الإنسان، ولحياة الإنسان، وله أثر إيجابي في حياة الإنسان، وعلاقة باحتياجاته المتنوعة والواسعة والمتعددة.

 

فالله “سبحانه وتعالى” هو ولي كلِّ هذه النعم، هو الذي أنعم بها علينا، هو “جلَّ شأنه” قال في كتابه الكريم: {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً}[لقمان: من الآية20]، نعم كثيرة جدًّا، ونعم واسعة جدًّا، ونعم تدخل في كل شؤون حياة الإنسان واحتياجاته المتنوعة، هو “جلَّ شأنه” قال في كتابه الكريم: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا}[إبراهيم: من الآية34]، نعم الله واسعة جدًّا وكثيرة، إلى درجة أنه لا يمكن عدها ولا حصرها، إذا أتيت لتعمل عملية حصر لنعم الله؛ فلن تستطيع أن تحصيها، وأن تحصيها بأرقام معينة؛ لأنها واسعة جدًّا جدًّا جدًّا، فوق الحصر، وفوق إمكانية الإحصاء؛ لكثرتها وتنوعها، وهي واسعةٌ جدًّا جدًّا في كل محيط الإنسان على الأرض، وفي السماوات، وهي على نحوٍ عجيبٍ جدًّا، وفيها- بكلها- تكريمٌ لهذا الإنسان، ولهذا قال الله “سبحانه وتعالى”: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء: الآية70]، مع كونها نعمة على الإنسان، هي نعمة بتكريم، بتكريم لهذا الإنسان، حتى عندما قال “جلَّ شأنه”: {وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}، أن يهيئ الله للإنسان الوسائل التي يستخدمها لتنقلاته براً وبحراً، وفي المراحل هذه من الحياة جواً أيضاً، كلها جزءٌ من التكريم، نعم وتكريم للإنسان، وتكريمٌ في خلقه، وفي النعم عليه، وفي رزقه، {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}، رزق الله البشر من طيِّبات الرزق، ما خلقه لهم من رزق، هو كله في إطار الرزق الحلال من الطيبات، كله طيبٌ في شكله، في مذاقه، في لونه، في أثره في حياة الإنسان، فيما يغطيه من احتياج لهذا الإنسان، على نحوٍ طيبٍ وراقٍ وعظيمٍ وسامٍ، وفيه كله تكريمٌ ورحمةٌ ونعمة.

 

ثم يقول: {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}، فضَّلهم في النعم، فضَّلهم في الدور، في طبيعة دورهم في هذه الحياة، دور أساسي واستخلاف على الأرض، وفضَّلهم برعايته الواسعة، بهديه العظيم، فضَّلهم بما هيَّأ لهم أيضاً من الارتقاء في الكمال الإنساني، والكمال الإيماني، وعظيم المنزلة عند الله، تفضيل واسع على كثيرٍ ممن خلق من مخلوقاته الكثيرة جدًّا.

 

هكذا هو واقع الإنسان، وهكذا منذ بداية خلقه وإلى الآن يعيش في نعم الله “سبحانه وتعالى” في جوٍ من الرحمة والنعمة والتكريم، فالله “سبحانه وتعالى” هو مصدر الخير، والرحمة، والفضل، والتكريم، والإنسان هو عبدٌ لله “سبحانه وتعالى”، هو مخلوقٌ من مخلوقاته الكثيرة، وهو يعيش في عالم الله “سبحانه وتعالى”، في مملكته الكونية الكبرى، وهو لا يخرج عن إطار سلطان الله “سبحانه وتعالى” وملكوته؛ ولذلك وجوده في هذه الحياة بكل ما فيه من نعمةٍ ورحمة، وبكل ما يتعلق به من دورٍ ومسؤولية؛ لأن وجوده في إطار رحمة، ونعمة، وتكريم، وفي نفس الوقت يرتبط به دورٌ معين، ومسؤولية معينة في هذه الحياة، هو مستخلف في هذه الأرض، الله استخلف الأياالبشر في هذه الأرض، واستخلافهم يتعلق به مسؤولية واسعة، ومسؤولية مهمة، ومسؤولية كبيرة، ويفتقر دائماً في إطار هذه المسؤولية التي هو فيها، وفي إطار مسيرة حياته في هذه الأرض، وفي النعم التي هو فيها، يفتقر دائماً إلى توجيهات الله “سبحانه وتعالى”، وإلى تعليماته، ومنذ الوجود البشري وإلى اليوم أتى أيضاً جانبٌ آخر يرتبط بحياة الإنسان بشكلٍ أو بآخر.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الأولى 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر