مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الثانية من شهر رمضان 1445هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: 
التاريخ: 12/ 9 / 1445ه‍
الموافق:  2024/3/22 م
الرقم : (36)
➖➖➖➖➖➖➖➖
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
🔹أولاً:نقاط الجمعة:
1️⃣التقوى حالة نفسية تجعل الإنسان يحرص على أن يقي نفسه من عذاب الله ولا يتأثر بالترغيب والترهيب من قِبل أعداء الله.
2️⃣من أهم ما يجب أن نعرفه عن القيامة أنها قد اقتربت وستأتي بغتة وتبدأ بزلزال عظيم تدمر الأرض ثم تأتي النفخة الثانية ليجتمع كل الناس للحساب ولن يتخلف عن الحضور أحد وسيكونون فريق في الجنة وفريق في السعير.
3️⃣من لم يكن متقياً في الدنيا فسيأخذ كتابه بشماله وسيكون من أهل جهنم التي ذكر الله لنا كل تفاصيلها في القرآن.
4️⃣ومن كان متقيا فسيأخذ كتابه بيمينه وسيكون من أهل الجنة التي وصف الله نعيمها بالتفصيل وطريقة الإنتقال إليها بتكريم واستقبال الملائكةكما وصف طعامها وشرابها ومساكنها (مثل الجنة التي وعد المتقون..).
5️⃣لا بد من استغلال البرنامج الرمضاني بما في ذلك محاضرات السيد القائد وها قد انقضت أيام مقرونة بالرحمة فلا بد من استغلال ما تبقى من الشهر والحرص على إخراج الزكاة.
6️⃣الاستمرار في الخروج للمظاهرات وتذكر معاناة أهلنا في غزة الذين يموتون بسبب الجوع والعطش والمقاطعة للمنتجات لأنه يكثر الشراء في رمضان والعيد.
➖➖➖➖➖➖➖➖
🔹ثانياً:خطبة الجمعة:
الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، الحمد لله القائل في كتابه الكريم: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ} ونشهد أن لا إله إلا الله كل عزيز غيره ذليل، وكل قوي غيره ضعيف، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، أرسله بأمره صادعاً، وبذكره ناطقاً، فأدى أميناً، ومضى رشيداً، وخلف فينا راية الحق، من تقدمها مرق، ومن تخلف عنها زهق، ومن لزمها لحق، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وأرض عن صحابته الأخيار. 
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:
من أهم الأشياء التي يستفيدها الإنسان في رمضان هي حالة التقوى، وهي حالة نفسية تجعل الإنسان يعمل ما يقي نفسه من عذاب الله وسخطه، وعندما يفقد الإنسان حالة التقوى فسيقع في عذاب الله وسخطه في الدنيا والآخرة، ولذا نجد أنّ من أكثر العوامل التي تؤثر في الناس وتحركهم في الحياة الدنيا هما عاملا الخوف والرغبة، فعندما يخاف الناس من شيء فإنهم بحسب ما فطرهم الله يتحركون ليقوا أنفسهم من ذلك الخطر، وإذا رغب الناس في شيء فإنهم يتحركون ليحصلوا على ذلك الشيء.
واليوم الطغاة والمجرمون وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل يعملون على تخويف الناس وترغيبهم منهما؛ فيخضع لهما ويرغب فيهما بعض الناس أكثر من أي شيء، ولكن حالة التقوى تجعل الإنسان يحسب حساب الله أكثر من أي شيء آخر، ويحسب حساب اليوم الآخر الذي سيقف فيه الجميع وليس الملك فيه إلا لله {يَوْمَ هُم بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}، وحالة التقوى تجعل الإنسان يرغب في أعظم نعيم وهو الجنة، ويخاف من أخطر عذاب وهي النار، وحالة التقوى تجعل الإنسان يعلم أنه مخلوق لحياتين، والموت بينهما عبارة عن فاصل قصير، وحالة التقوى تجعل الإنسان يحسب حساب اليوم الذي أسماه الله بالقارعة والصاخة والواقعة والحاقة والطامة الكبرى، ويعمل ما يجعله آمنا عزيزًا كريمًا في ذلك اليوم.
الإخوة المؤمنون:
من أول ما يجب أن نعرفه عن القيامة أنها قد اقتربت كما قال تعالى: {أَزِفَتْ الْآزِفَةُ . لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ}، وأنها ستأتي بغتة، وتبدأ بزلزال عظيم قال عنه الله: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ}، وفيه يموت كل من على الأرض {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}، وتنتهي معالم الحياة من عليها، وتتفجر البحار، وتتلاشى الجبال، وتتشقق السماء، وتتساقط النجوم ويعتم ضوؤها، ويُعاد فيها تشكيل الأرض، وتُعَدّ كساحة للحساب، وتأتي النفخة الثانية ليُبعث الناس {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ}، ويأتي المليارات من البشر {يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ}، والكل يحضر؛ فليس هناك من يستطيع الفرار، وليس هناك مخلوق يتهرب عن الحضور، وليس هناك أحد يتم نسيانه، فالكل يحضر فردًا بلا حشم ولا أصحاب؛ بل باعتباره عبدا لله {إِن كُلُّ مَن فِي

السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً . لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً . وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً}، وفي ذلك الموقف ينقسم الناس إلى قسمين: قسم تصبح وجوههم بيضاء وقسم وجوههم سوداء {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ}، فأما أصحاب الوجوه البيضاء فقد كانت مواقفهم في الدنيا في مواجهة الباطل مما يرفع الرؤوس ويبيض الوجوه، وأما الذين اسودت وجوههم فقد كانت مواقفهم في الدنيا ذلةً وانبطاحًا لأعداء الله، وتخاذلًا عن مواجهتهم، وكلها مواقف تسود الوجوه، وهناك يتجلى للإنسان أنّ كلما سيلقاه لم يكن إلا نتيجة من نتائج أعماله التي اكتسبها في الدنيا؛ فيتمنى أنه كان من المتقين {أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}، ويندم على تفريطه وسخريته من الحق وأهله: {أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}، وتأتي الكتب، ويستلم أصحاب التقوى كتبهم بأيمانهم، وتكون بشارة لهم بيسر الحساب، والفوز والنعيم في الجنة، ويتمتعون بحالة من الفرح والسرور، والاطمئنان الذي يفوق الخيال {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ . إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ . فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} ويستلم الإنسان غير المتقي كتابه بشماله، وتكون نذيرًا له بالخسارة والعذاب في جهنم، وحسرةً ما بعدها حسرة {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ . وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ . يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ . مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ}، وهناك تتقطع الأسباب بين الذين كانوا أخلاء في الدنيا على الباطل، ويتبرأ المتبوعون من الاتباع، وتتحول تلك الصداقات إلى عداوات إلا المتقين {الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}، ثم تأتي حالة الفرز ليتميز أصحاب النار عن أصحاب الجنة {وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ} ويفترق المجتمع البشري الذي عاش جميعًا في الحياة الدنيا في المدن والقرى بشكل مشترك، وذلك الافتراق يكون افتراقًا أبديًا لا اجتماع بعده {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ}، وتُقرَّب النار فيشاهدها الناس، وهناك يتذكر الذي لم يتذكر في الدنيا، ويستبصر من لم يستبصر، ويوقن من لم يوقن، ويفهم من لم يفهم، ولكن في الوقت الذي لا ينفع فيه شيء {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى}، وبعدها يأتي الأمر الإلهي للملائكة أن يدلَّوا أصحاب جهنم على طريقها المؤدي إليها {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ}، وعندما يصلون إليها تفتح لهم أبوابها السبعة المؤدية إلى دركاتها السبع {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} فيدخلوا غصبًا عنهم، ويُلقوا إليها إلقاءً، {خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ}، ويذكر لنا القرآن تفاصيل جهنم كلها، حتى يكون الإنسان على بصيرة من أمره؛ فيتحدث عن قيودها التي يغل بها أهل النار {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ}، وعندما يدخلون إلى النار تقطع لهم ملابس جهنمية {قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ}، وعندما يستغيثون من شدة العطش يقدم لهم ماءً شديد الحرارة كحثالة الزيت {وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}، وأحيانًا يؤتى لهم بالصديد ليُسقوا منه غصبًا عنهم: {وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ . يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ}، وعندما يشتد بهم الجوع يأكلون من الزقوم البشع الذي قال الله عنه: {إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ . طَعَامُ الْأَثِيمِ . كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ . كَغَلْيِ الْحَمِيم}، أما الهواء الذي يستنشقونه فهو الهواء الحار فهم: {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ}، وفي جهنم يغتسلون بحميم في منتهى الحرارة: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ . يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ}، وكل ذلك العذاب ليس لعام أو لألف عام وإنما حياة أبدية لا تنتهي {إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً}. 
عباد الله:
إنّ المتقين هم من يحسبون ليوم القيامة ألف حساب، ويحسبون لعذاب جهنم ألف حساب، وخوفهم من الله فوق كل خوف؛ فالتقوى تجعل المؤمن لا يخاف من أمريكا ولا من إسرائيل ولا من أسلحتهم، وما يمتلكونه من وسائل تعذيب لا تساوي شيئًا أمام ما بيد الله، ولم يعرض الله لنا عذاب جهنم إلا لنعلم أنه العذاب الأكبر والأعظم، وهو الذي يجب أن نحسب حسابه فننطلق مستجيبين لأوامره منتهين عن نواهيه لنسلم من عذابه.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
الإخوة المؤمنون:
يقول الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ}، فكما تحدث الله في القرآن عن جهنم وتفاصيلها، تحدث عن الجنة وتفاصيلها، ولكن تلك الجنة جعلها الله للمتقين فقال تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيّاً}، فالمؤمنون المتقون هم من تأتي البشارات لهم حتى عند الموت: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ}، وفي ساحة المحشر يعيشون حالة الأمان {وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ}، وتأتي البشارات لهم حين يستلمون كتبهم بأيمانهم ومن أمامهم، وفي ساحة المحشر تقدم لهم الأرائك ليجلسوا عليها {فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ . عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ} ويقدم لهم الشراب {يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ . خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}، وتقرب الجنة {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ}، ثم يزفون إليها بتكريم عظيم وحفاوة كبيرة {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً}، وعندما يصلون إلى أبواب الجنة تكون الملائكة في استقبالهم في أعظم لحظة يعيشها الإنسان المؤمن {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ}، ثم يُكسون من حرير الجنة الذي لا مثيل له، ويُحلون بأجمل الحلي من ذهب ولؤلؤ الجنة، {يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}، أما الأكل فلهم فيها من كلما يشتهون من أنواع الفواكه واللحوم وكل ما يطلبون {وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ}، {وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ} حيث يأكلون ما أرادوا دون أن يكون لديهم خوف من المرض، وليس هناك أشياء يُمنع الإنسان من أكلها خوفًا من المرض كما هو حال الكثير في الدنيا، وأما الشراب فلهم فيها من أنواع الشراب ما فيه كل ارتواء ولذة من أنهار العسل والخمر غير الضار، واللبن والماء والشراب الممزوج بكل مذاق جميل {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى}، {وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً}، وأما المساكن فتكون عبارة عن قصور بعضها مبني من الذهب وبعضها من الفضة وبعضها من الزمرد {لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}، ثم لهم من النعيم والتكريم المعنوي الشيء الكثير، كشعورهم بالقرب من الله وشعورهم برضاه عنهم، والتحية التي تبلغهم من الله، وشعورهم بمحبة الله لهم، وما يقدم لهم من نعيم يجعلهم يشعرون دائمًا بأنهم في ضيافة أبدية عند الله تعالى، ثم التكريم من الله بوفود من الملائكة يزورون المؤمنين ويهنئونهم ويسلمون عليهم {وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ . سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ}، ولهم من يخدمهم فلا يتعبون ولا يكدون {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ} يعيشون فيها بلا هم ولا غم ولا قلق ولا منغصات نفسية ولا بدنية {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ}، وكل ذلك النعيم ليس لعام ولا لألف عام، وإنما حياة أبدية لا تنتهي {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}، ولذا نجد أن الله تعالى يدعو الناس إلى المسارعة إلى هذا النعيم العظيم، والذي هو معد للمتقين {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}.

فهذا هو ترغيب الله لنا في نعيمه، وهذا ما يجب أن يتحرك الإنسان من أجله، وعندما نجد المغريات تُعرض علينا في الدنيا لكي نسير خلفها ونخالف توجيهات الله؛ فأننا يجب أن نتذكر هذا النعيم العظيم الذي سيخسره الإنسان إذا عصى الله وفرط وخالف توجيهاته.
عباد الله:
في هذه الأيام والليالي المباركة يجب علينا أن نبحث بكل جد عن هدى الله، وليس هناك اليوم أعظم من الهدى الذي يقدمه السيد عبد الملك بدر الدين؛ فيجب الاهتمام والإصغاء والتفهم والتأمل، والعمل والتحرك للجهاد في سبيل الله ضد أمريكا وإسرائيل وبريطانيا (أئمة الكفر) لتكون رغبتنا فيما عند الله، ورهبتنا مما عنده، وخوفنا من الفشل في يوم الحساب.
كما يجب علينا الاهتمام بإخراج الزكاة ليتقبل الله صيامنا؛ لأن الذي يصوم وهو لا يؤدي زكاته فهو كمن يصلي بدون وضوء، ولا يقبل الله صياما إلا بزكاة فيجب أن نطهر أموالنا بإخراج الزكاة، وأن نحذر من تأخيرها ونقصها فقد قال صلى الله عليه وآله: (مانع الزكاة وآكل الربا حرباي في الدنيا والآخرة) وقال أيضا: (ما نقص مال من صدقة) وقال صلوات الله عليه وآله: (ما تلف مال في بَر أو بحر إلا وسببه الزكاة) فبادروا - رحمكم الله - بإخراج الزكاة وتسليمها للهيئة العامة للزكاة التي نرى مشاريعها للمرضى والمساكين والأيتام والمسجونين ولتزويج الفقراء وغيرهم، ويجب أن نتصدق على المساكين من رؤوس أموالنا حيث يجب علينا الإنفاق في سبيل الله علاوة على الزكاة قال سبحانه: (وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) فينبغي أن نحسن الى الفقراء والمساكين، وأن نمدّ يد العون إليهم فقد كان رسول الله صلوات الله عليه وآله أجود من الريح المرسلة، وكان أجود ما يكون في رمضان، وفي هذا الشهر وفي هذه الليالي ينادي منادٍ من عند الله: (اللهم أعط منفقا خلفا وأعط ممسكا تلفا).
وها قد مضت أيام الرحمة ودخلت أيام المغفرة فكيف كان إحياؤنا للأيام الماضية؟ وكيف سنهتم بالأيام الباقية من هذا الشهر الكريم الذي يجب أن نغتنمه؟ ومن أفضل الأعمال: قضاء حوائج الناس والمواساة لهم، والصدقة أجرها مضاعف وهي قرضة عند الله، وسيقضيك ربك بدون شك ولا ريب قال سبحانه: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ).
عباد الله:
كما يجب علينا حضور المظاهرات والمسيرات دعما وتضامنا مع إخواننا في غزة وفلسطين المظلومين؛ فالحضور في المسيرات هو من الجهاد في سبيل الله مع صلاح النية، ولا يجوز أن نتخلف عن المظاهرات، وهم في هذا الشهر الكريم يعانون ويتضورون جوعا ويقتلهم اليهود وهم جوعى وعطشى وصائمون، ويستغيثون بالمسلمين فلا يغيثهم إلا شعب الإيمان والحكمة؛ فالله الله في الحضور؛ فشهر الصيام هو شهر الجهاد والصبر والأجر، كما يجب أن نهتم بالمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية خاصة مع كثرة الشراء في رمضان والعيد، ويجب أن تتأكد قبل الشراء من بلد التصنيع حتى لا تشارك في دعم اقتصاد أمريكا والدول المحاربة للإسلام؛ فالمقاطعة واجب ديني وليست أمرا عاديا، والمخالفة وعدم المقاطعة والتهاون فيها تؤدي إلى الإثم والمؤاخذة عند الله. 
عباد الله الأكارم:
نعيش هذه الأيام موسم من أهم المواسم، وهو موسم التشجير والذي يجب علينا الاهتمام به، وحشد الجهود الرسمية والشعبية والمجتمعية، لغرس أكبر عدد من الأشجار، فالشجرة تعد عنوان للحياة ورمز للمستقبل فعلينا جميعاً أن نغرس الأشجار المثمرة والأشجار الحراجية في الجبال والقيعان والوديان والشوارع، وفي أحواش المنازل، حتى تعود اليمن خضراء كما كانت قديماً.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رميتهم يا قوي يا متين،

يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} واعتق رقابنا من النار في هذا الشهر الكريم، {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
-----------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر