مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مع أن الظروف كانت صعبةً جدًا، المكبرين الذين يهتفون بهذا الشعار، وينطلقون بهذا المشروع آنذاك، لم يكونوا يستندون إلى أي دعم دولي، ولا إقليمي، ولا من أي طرف، كانوا يتحركون بإمكانياتهم الشعبية البسيطة جدًا، على المستوى المادي لا تقارن أبدًا، ليست شيئًا في مقابل ما تمتلكه السلطة، مواطنون ممن يعيشون أقسى الظروف، ويعيشون المعاناة الصعبة في واقعهم المعيشي وظروف حياتهم، فكانوا يواجهون معاناة كبيرة، ولم يكن هناك أي تعاطف معهم، لا دولي، ولا إقليمي، ولا محلي، حتى إعلاميًا؛ إلَّا في القليل النادر جدًا والحالات الاستثنائية، التي كان هناك فيها تعاطفٌ معهم إلى حدٍ ما من بعض وسائل الإعلام.

 

في تلك المرحلة كانت السلطة جريئة فيما ترتكبه بحقهم، إلى درجة أنها قامت- بعد جريمة قتل واسعة نفذتها بحق الكثير ممن يهتفون بهذا الشعار في مدينة صعدة- بسحل جثامينهم في الشارع العام بصعدة، جرائم وحشية، وارتكبت أيضًا جرائم المجازر، مجازر القتل للسجناء، كما حصل (في سجن قُحزَة) في صعدة آنذاك، جرائم كبيرة، وهي مطمئنة إلى أنها تفعل كل ما تفعل بغطاء أمريكي، وتحريض أمريكي، وأنها تسترضي بذلك أمريكا، وتتودد إلى أمريكا، وتتقرب بدماء شعبها إلى أمريكا.

 

والمطلوب في كل تلك المراحل، مع كل ما يحصل، حتى من السجناء وهم في سجون وزنازين الأمن السياسي، وبقية السجون التي امتلأت، المطلوب: أن يتعهدوا بترك رفع هذا الشعار، هذه الصرخة، وأن يسكتوا، ألَّا يتفوهوا بكلمة ضد أمريكا، مقابل الإفراج عنهم، مقابل إيقاف الحرب عليهم.

 

 في خارج السجون: القتل، والتشريد، واللوم، والحصار، والمعاناة.

 

وفي السجون: التعذيب والاضطهاد والمعاملة السيئة والقاسية جدًا.

 

وهناك أيضًا الحملات الدعائية، والتشويه، والأكاذيب، والضغط على المجتمع بشكلٍ كبير؛ لمنعه من أي تعاطف، أو تعاون، وإفراط في المحاربة بكل أشكالها.

 

مع ذلك فشلت كل تلك الجهود في إيقاف هذا الصوت، في إنهائه، في القضاء على هذا المشروع العظيم، وكان يقوى، بالرغم من كل ما فعلوه، وكان يزداد صلابة، ويحقق الانتصارات شيئًا فشيئًا، إلى أن وصل إلى المستوى الذي هو عليه اليوم.

 

 كل هذا التماسك، والانتصار، والنجاح، والتجاوز لتلك العوائق الكبيرة جدًا، هو شاهدٌ على عظمة هذا المشروع، وعلى عظمة ثقافته القرآنية، التي تعزز الثقة بالله "سُبْحَانَهُ وتَعَالَى"، والتوكلُ على الله، والأمل بنصره "سُبْحَانَهُ وتَعَالَى"، والتي تصنع الوعي العالي تجاه الأعداء، ومؤامراتهم، ومخططاتهم، وترسم الخطوات العملية الصحيحة تجاه ذلك، وتحيي الشعور بالمسؤولية، وتربي التربية الإيمانية، على العزة، والكرامة، والقيم العظيمة، وترسم البرنامج العملي البنّاء، الذي يبني الأمة وينهض بها، وفي نفس الوقت يحظى من ينطلقون على أساسها برعاية الله، بمعونة الله "سُبْحَانَهُ وتَعَالَى"، برحمته، بفضله العظيم، بتأييده الذي وعد به عباده الصابرين، الصادقين، الثابتين، وهو "جَلَّ شَأنُهُ" القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}[محمد: الآية7].

 

 

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم-

من كلمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1444هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر