مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

يقول الله “سبحانه وتعالى”:

 

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

 

{الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ}[الرحمن: 1-2]، الرَّحمن: هو الله “سبحانه وتعالى” الرحيم بعباده، الذي وسعت رحمته كل شيء، وهو أرحم الراحمين، ومن رحمته “سبحانه وتعالى” التي أسبغها علينا: ما عرضه علينا في هذه السورة المباركة من أصناف النعم الواسعة والعجيبة، وفي مقدِّمتها قوله “سبحانه وتعالى”: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ}.

 

القرآن الكريم هو مفتاح النعم بكلها، هداية الله “سبحانه وتعالى” هي أول متطلبات السعادة لهذا الإنسان في حياته في الدنيا، وفي حياته في الآخرة، والقرآن الكريم هو العنوان الأعظم للهداية الإلهية، وهو خاتم كتب الله “سبحانه وتعالى”، فهو مفتاح النعم على أساس الإتِّباع له، والتحرك وفق منهجه، تتحول النعم المادية التي عرضها الله لنا “سبحانه وتعالى” في هذه السورة، إلى نعيمٍ، ويعيش الإنسان في هذه الحياة براحةٍ وسعادةٍ واطمئنان، كما قال الله “سبحانه وتعالى” في كتابه الكريم: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}[الأعراف: من الآية96].

 

القرآن هو كتاب رحمة، كل ما فيه من تعليمات، وإرشادات، وتوجيهات، كلها رحمة، وتحقق للإنسان الرحمة في هذه الحياة، وفي مستقبله في الآخرة، فيما تحققه للإنسان بشكلٍ مباشر، وفيما تقيه وتدفعه عنه من أخطار ومصائب ونكبات وشرور من جانبٍ آخر، وهو رحمةٌ معنويةٌ كبرى، ينير لك الطريق، يرشدك لليسرى، يرشدك إلى ما يوصلك إلى رحمة الله، وإلى رضوانه، وإلى جنته، وإلى السلامة من عذابه، فالرحمة فيه رحمةٌ عظيمةٌ، وهو يسمو بك كإنسان فيما يعلِّمك وفيما يزكيك، فهو مفتاح النعم، وهو ما يجسِّد الرحمة العظمى، هو من أجلى صور الرحمة من الله “سبحانه وتعالى” لك، فهو يعلِّمك كيف تحيا، وكيف يجب أن تكون، وماذا عليك أن تعمل، وماذا يلزمك أن تترك وأن تحذر منه.

 

{عَلَّمَ الْقُرْآنَ}، ونعمة التعليم التي هيَّأت للإنسان القابلية لأن يتعلم القرآن، وأن يستفيد منه، هي من أعظم النعم التي أكرم الله بها هذا الإنسان، وجعل من خلالها لهذا الإنسان الفرصة لأن يكون له دور كبير في هذه الحياة، وأن يستمتع بالنعم الإلهية الواسعة.

 

{خَلَقَ الْإِنْسَانَ}[الرحمن: الآية3]، الله “سبحانه وتعالى” أنعم على الإنسان حينما خلقه، وجودك كإنسان هو نعمة، وكلٌّ منا يعرف هذه الحقيقة: أنَّ وجوده في هذه الحياة هو نعمةٌ عليه، وخَلْقُ الله لك كإنسان في أحسن تقويم هو نعمةٌ كبيرة، وما خلق الله لك من الحواس، وفي مقدمتها: السمع، والبصر، والإدراك العقلي، وما خلق الله “سبحانه وتعالى” لك من الأعضاء والجوارح، التي تستفيد منها، وتعتمد عليها، وجعلها على كيفيةٍ تستفيد منها على نطاقٍ واسع، بما ليس لغيرك من سائر الحيوانات والمخلوقات على هذه الأرض، ليست كيفية خلقها، وتركيبها، وجوارحها، وأعضائها، على النحو الذي خلقك الله عليه، وهيَّأ لك من خلاله أن تستفيد منها على نحوٍ واسع جدًّا.

 

لو نلحظ مثلاً نعمة اليدين، كيف تختلف يد الإنسان عن يد غيره من الحيوانات، وهذا يتيح له أيضاً الاستفادة منها بأشكال كثيرة جدًّا، وهكذا بقية الأعضاء والحواس، ما وهبك الله “سبحانه وتعالى” من قدرات، من مواهب، من طاقات، كلها- على المستوى الذهني والنفسي والجسدي- كلها نعمةٌ كبيرةٌ عليك، وتستفيد منها في حياتك هذه على نطاقٍ واسع، وبأشكال كثيرة ومتعددة.

 

والإبداعات الإنسانية التي هيَّأها الله، والتي جرت على يد الإنسان، هي شاهدٌ أنَّ الله “سبحانه وتعالى” هيَّأه، وصنعه، وخلقه، وركَّبه على كيفيةٍ، وعلى نحوٍ، وبمدارك، وبآليات، وطاقات، وقدرات، ومواهب، تساعده على الإبداع في هذه الحياة، وعلى أن يعمل لنفسه أشياء كثيرة فيما وهبه الله في نفسه، وفيما مكَّنه الله فيه في هذه الحياة من وسائل وإمكانات، هذا شاهد على هذه النعمة العظيمة.

 

{عَلَّمَهُ الْبَيَانَ}[الرحمن: الآية4]، الله “سبحانه وتعالى” علَّم الإنسان البيان، وسيلة التخاطب والتفاهم مع الآخرين، والإنسان يحتاج إلى هذه؛ لأن مسيرة الحياة البشرية هي مسيرة اجتماعية، يتعاون فيها المجتمع البشري، والعلاقة فيما بين الناس في تعاملهم، في شؤون حياتهم، في أمور حياتهم الواسعة، من متطلباتها الأساسية وفي مقدِّمة احتياجاتها: أن يكون بينهم وسائل للتخاطب والتفاهم، والحديث إلى بعضهم البعض، وإيصال ما يحتاجون إيصاله إلى بعضهم البعض، ما يصطلح عليه في هذا العصر بالتواصل، التواصل جانب أساسي وحيوي لحياة الناس في كل شؤونهم، في أمورهم الاقتصادية، في شؤونهم الاجتماعية… في مختلف حياتهم وشؤون حياتهم، فتعتبر هذه نعمة عظيمة أنعم الله بها على الإنسان، وتقوم عليها الحضارة الإنسانية، ويقوم عليها التعامل فيما بين البشر، وتجري شؤون حياتهم في مختلف شؤونها على أساس هذه النعمة: نعمة البيان، ووسيلة التفاهم، والتخاطب، والتواصل فيما بينهم، بقليلٍ من التأمل لهذه النعمة، يدرك الإنسان كم هي نعمة عظيمة جدًّا على الإنسان كفرد، وعلى المجتمع البشري بشكلٍ عام.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الخامسة 1442هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر