مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

حينما نستلهم تلك الحادثة وذلك الموقف الذي كان يمثل انقلاباً, الحسين (عليه السلام) سبط رسول الله, حفيد رسول الله هو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة, الحسين - أيها الإخوة - لم يكن غريباً على هذه الأمة, ولا كانت دعوته مستهجنة ولا منكرة ولا من خارج الدين ومنبع الهدى الذي تنتمي إليه هذه الأمة, الحسين (عليه السلام) رجل معروف سبط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), وأن يكون سبط النبي فهو يعني أنه في الدرجة الثانية, بعد الأنبياء أوصياؤهم, وبعد الأوصياء الأسباط, هو سبط النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الشخص الذي وقف النبي يوماً أمام الملأ ليقول للأمة عنه: ((حسين مني وأنا من حسين, أحب الله من أحب حسيناً, حسين سبط من الأسباط)) حينما وقف النبي ذلك الموقف ليقول لأمته هذا الكلام فهو يقدم الحسين على أنه نسخة مصغرة من رسول الله, عندما يقول: ((حسين مني وأنا من حسين)), حسين يمثل رسول الله في هذه الأمة, نسخة مصغرة من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على أن يكون هو بعد جده في مرحلة معينة, في وقت معين, في زمن معين يتولى هو موقف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم), يقف مقام النبي (صلى الله عليه وآله), ورث من جده إيماناً وطهراً وصلاحاً وزكاءً ونوراً وهدى وحرصاً على هداية أمة جده, حرصاً على صلاحها, حرصاً على عزتها.

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما أخبر الأمة عن الحسين (عليه السلام) وأنه سيُقتل بسيوف هذه الأمة في حالة انقلاب من هذه الأمة هو ذكّر بقضية حتى ما يكون هناك أي اشتباه في الحسين ولا في قضيته ولا في مقامه, إذاً مقام الحسين (عليه السلام) مقام معروف, الحسين لم يكن مجهولاً ولم تكن قضيته مشتبهة حتى أن الأمة لا تعرف هل هو على حق أم هو على باطل, لا, لكن الأمة هي التي كانت هي قد وصلت إلى حالة خطيرة من الابتعاد عن قيم الإسلام من بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ حيث رُبيت تربية ثانية, تربية تختلف عن تربية الإسلام, تختلف عن تربية القرآن, تختلف عن تربية محمد (صلى الله عليه وآله), تربية توصل إلى أن يكون الإنسان في ذلك المستوى الدنيء يجند نفسه ويعبِّد نفسه مع الطغاة المجرمين, مع من يذهبون به إلى نار جهنم, مع من يدفعون به في مواقف كلها ظلم, كلها باطل, كلها طغيان يكون الإنسان قد وصل إلى حالة يقبل بأن يكون مجرماً, مفسداً, رذيلاً, تافهاً, حقيراً يدنس نفسه, يدفع بنفسه في مواقف هي إثم, هي عدوان, هي باطل, والبعض الآخر يقبل بأن يكون شاهد زور ومتفرجاً على الأحداث وكأنه غير معني بما يحصل, قد ذهبت من نفسه روح المسؤولية والشعور بالمسؤولية التي ربانا عليها الإسلام, وربانا عليها رسول الإسلام محمد وهي نتاج تربية القرآن الكريم.

عندما خرج الإمام الحسين (عليه السلام) في هذه الأمة في مرحلة معينة قد قبلت هذه الأمة بأن يحكمها ويدير شؤونها ويتحكم في رقابها ويتولى عليها ويتولى أمرها وشأنها ودينها ودنياها رجل هو من أسوإ الناس, شيطان من شياطين الإنس, مجرم من أكابر المجرمين, أمة كان فوقها محمد, كان يديرها محمد, كان يوجهها محمد, كان يدير شؤونها محمد, كان يقودها محمد, فإذا هي تذهب بنفسها لتكون تحت ولاية وقيادة مجرم من أسوإ المجرمين هو يزيد, يزيد القرود, يزيد الخمور, تذهب من الطهر إلى الدنس, إلى الرجس, تبتعد عمن أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً, عن سبط رسول الله, عن سيد شباب أهل الجنة الذي يقود هذه الأمة إلى الجنة, تذهب إلى يزيد وتقبل بيزيد ويتحكم بشؤونها يزيد, يقودها, يسودها, يتولى دينها ودنياها, يتحكم على رقاب أهلها ويستعبدهم.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

بمناسبة ذكرى عاشوراء

للعام الهجري 1429هـ.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر