مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

خطبة الجمعة الثالثة من شهر ربيع ثاني 1444هـ

 

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة

قطاع الإرشاد

الإدارة العامة للخطباء والمرشدين

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

 العنوان: ( الهداية والاستقامة وآثارهما الطيبة في الدنيا والآخرة)

التاريخ : 17/ 4/ 1444هـ

الموافق: 11/11 /2022م

الرقم :15

 

الخطبة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق العدل المبين. وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله، القائل: (لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له، والذي نفس محمد بيده لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم لسانه، ولا يستقيم لسانه حتى يستقيم قلبه، ولا يدخل الجنة من خاف جاره بوائِقَه، قيل يا رسول الله: ما بوائقه؟ قال غشمه وظلمه)، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الأطهار، ورضوان الله عن صحبه المنتجبين الأخيار من المهاجرين والأنصار.

أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:

يقول الله تعالى: {وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ} إنّ هذه الآية المباركة تؤكد حقيقة مهمة وهي: أن المتقين المستجيبين لله، والمؤمنين بما أنزله الله من وحي يُتلى وقرآن يُرتل، إنما أنزله ليكون مشروع خير يقاوم الشر، ومشروع حق يزهق الباطل، ودستور عدل يقيم القسط ويسقط الظلم والظالمين، ومنارة إصلاح ينهى عن الفساد ويقطع أطماع المفسدين في الأرض لا سيما فساد المضلين المستكبرين، قال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَلَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ}. ومن أخطر المعاصي وأبشع صور الظلم والجرائم: الإعراض عن هدى القرآن، قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}، والقرآن الكريم هو كتاب الله، وهو مشروعه الهادي إلى الصراط المستقيم، قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.

عباد الله:

هذا الكتاب العظيم الذي بين أيدينا لو تدبرناه لزادنا الله به هدى وبصيرة أمام كل الأحداث، ولشفانا الله به من داء الضلال والنفاق والفساد والغش والعمى، قال الإمام علي كرم الله وجهه: (وَ اعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لَا يَغُشُّ وَالْهَادِي الَّذِي لَا يُضِلُّ وَالْمُحَدِّثُ الَّذِي لَا يَكْذِبُ، وَمَا جَالَسَ هَذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلَّا قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ، زِيَادَةٍ فِي هُدًى أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ، وَلَا لِأَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنًى، فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ وَاسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لَأْوَائِكُمْ فَإِنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ وَهُوَ الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ وَالْغَيُّ وَالضَّلَالُ، فَاسْأَلُوا اللَّهَ بِهِ وَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ).

فالقرآن الكريم هو المشروع الإلهي المتضمن لهديه وهدايته، وهو الكتاب الذي يمكن أن نراهن عليه في المعركة المصيرية والمحتدمة مع دول الكفر والضلال، وأمام قوى الاستكبار في هذا العصر، وهو السلاح والحصن الإيماني والتربوي والزاد الجهادي والتعبوي والثقافي والفكري في مواجهة الضلال الذي بلغ ذروته في هذا العصر: عصر التكنولوجيا، والشبكة العنكبوتية، والأقمار الصناعية، والقنوات الفضائية التي وظفها الأعداء ووجهوها التوجيه الشيطاني لإضلال وإفساد الشعوب، والعودة بها إلى الجاهلية الأشد ضلالا؛ تنفيذا لأجندات الشيطان الحريص على إغواء الناس وإضلالهم، قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}.

عباد الله:

يجب أن يكون المؤمنون والمؤمنات على وعي ويقين بأن الخير كل الخير هو فيما أنزله الله من وحي، وفي هدى الله خير الدنيا والآخرة، والقرآن الكريم كتاب هداية وتزكية وتربية وعزة وكرامة، وهو مشروع إلهي للبشرية، ووظيفة هذا الكتاب هو هداية الناس وإخراجهم من الظلمات، وما أكثر الظلمات في هذا العصر وفي هذه المرحلة الحرجة التي تهيمن فيها دول الضلال والاستكبار العالمي

 

على الأمم والشعوب، وتمتلك وسائل الإعلام الضالة والمضلة التي تبث كل صور الضلال، وتشيع كل مظاهر الفساد والإفساد، وتشجع على الانحراف عن مسار الفطرة و الصراط المستقيم الذي تهدي إليه آيات القرآن المجيد، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، وما حصل في بلاد الحرمين قبل أيام من احتفالات محرمة منكرة هو يعني في حقيقته: التنكر لكل القيم الفطرية والإيمانية، والتقليد للغرب والتشبه بعاداته وتقاليده الشيطانية، ولقد تنكر النظام السعودي للدين والشعائر الإسلامية وأضعفها، وعظّم ما جاء به الغربيون، وهذا يمثل انحرافا واضحا عن خط الهداية، وصدق الله القائل: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}.

عباد الله:

نحن في أمس الحاجة إلى الوعي بأهمية الهداية وآثارها العاجلة والآجلة، ويجب أن نهتم بهداية نفوسنا وتزكيتها واستقامتها أعظم وأكثر من اهتمامنا بالغذاء بل وحتى من الماء والهواء؛ لأنه لا قيمة لنا في هذه الحياة إلا بالسير على هدى الله، والاستقامة على دين الله، ولن نعيش الحياة الطيبة إلا بالتفاعل مع هدى الله، والتأثر به، والحرص على طلب الزيادة منه، قال تعالى: {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ} ويقول الله سبحانه وتعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}، ولا شك أن الهداية تُثمر استقامةً ووعيًا في واقع الناس، بل إن الاستقامة العملية في هذه الحياة هي المصداق الحقيقي والشاهد العملي على أثر الهداية، وستثمر الاستقامة أمنًا واطمئنانًا وعزة وكرامة ونصرًا في الدنيا، ونجاة وفوزًا بالجنة في الآخرة، قال جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}.فالهداية والاستقامة تحصنان الأفراد والأسر والمجتمعات من حالة الشقاء والضنك وتبعد عنهم اليأس والقنوط الذي أوصل الكثير من الناس للانتحار هذه الجريمة التي أصبحت ظاهرة عادية عند الغرب بسبب بعدهم عن الله ونسيانهم له بل وأصبحت هذه الجريمة تظهر عند بعض المسلمين الذين يسيرون وراء ركب الثقافة الغربية ويتأثرون بأفلامها ومسلسلاتها لا سيما الألعاب الإلكترونية التي تدفع ببعض الشباب والشابات لقتل أنفسهم تأثرا بتلك المشاهد التي تسبب في وقوع بعضهم في جريمة الانتحار التي عقوبتها الخلود في نار جهنم قال رسول الله صلى اللّه عليه آله وسلم: (( من تَحَسَّى سُمّاً فسمه في يده يتحساه في النار خالداً فيها مخلداً، ومن ترَدَّى من جبل فهو يتردى في جبل في النار خالداً فيها مخلداً، ومن وجأ نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها بطنه في النار خالداً فيها مخلداً، ومن علق سوطاً بين يدي سلطان جائر جعل اللّه ذلك السوط حية طولها سبعون ذراعاً تُسَلَّطُ عليه في نار جهنم خالداً فيها مخلداً، وله عذاب أليم ) وقال تعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

الخطبة الثانية

(الآداب القرآنية قوانين ربانية لزكاء وسعادة البشرية)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

أما بعد/ عباد الله: إن الالتزام بالآداب القرآنية يمثل شواهد حقيقية على الهداية، ومصاديق عملية على الاستقامة، والآداب القرآنية تعتبر قوانين ربانية لتحقيق السعادة للمسلمين والمسلمات بل وللبشرية إذا التزمت بها،   وهناك بعض الآداب القرآنية المغيبة رغم أهميتها البالغة وآثارها الطيبة على الفرد والمجتمع، وهذه الآداب يجب أن نلتزم بها جميعا، وأن نحذر كل الحذر من مخالفتها والتهاون بها، ويجب أن يحذر المسلمون والمسلمات لا سيما الشباب والشابات من الاستهانة بها والتجاهل لها، ومن هذه الآداب القرآنية والإسلامية والعظيمة التي نص وحث عليها ربنا في القرآن الكريم: غض البصر، قال تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا}.

 

وغضّ البصر في الطرقات والجامعات والتجمعات لا سيما في المدن وأماكن الاختلاط هو مما حث عليه القرآن، وأكّد عليه رسول الله تأكيدا عظيما، ولنتأمل جيدا وبمسؤولية إيمانية في هذا الحديث النبوي الشريف حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ: فَأَمَّا إِذْ أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَرِ، وَكَفُّ الأَذَى، وَرَدُّ السَّلاَمِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ).

ومن الآداب الإسلامية والالتزامات الإيمانية التي يجب أن تحرص النساء عليها: البعد عن التبرج والسفور عند الخروج من البيوت إذا كان الخروج لحاجة وضرورة، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} وقال الله مخاطبا وآمرا نساء النبي: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} وتعليم نساء النبي الأكرم هو تعليم لنسائنا وبناتنا، فهنّ أمهات المؤمنين والمؤمنات، وهن القدوات الصالحات في الإيمان والحياء والحشمة والمحافظة والتربية على الحجاب والجلباب، ولا يجوز أن تنحرف وتنجرف النساء المسلمات لتقليد الغربيات الكافرات والسافرات المتبرجات المنفلتات، بل يجب أن تكون قدوتهن خديجة وابنتها فاطمة الزهراء: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ).

عباد الله:

ومما ينبغي التنبيه له والتحذير منه والبعد عنه: ما يحصل من مظاهر التبذير والإسراف في الأعراس، وما يقع من المباهاة، قال تعالى: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} وقال تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا} فلا يجوز أن يتحول الكثير من الطعام إلى قمامة ترمى وهناك الكثير من الفقراء والمساكين والسائلين والمحرومين الذين لهم حق في أموال الأغنياء والمترفين الذين يحولون نعم الله إلى نِقم، ورحمة الله إلى سخط بسبب الترف والتبذير وصرف الأموال فيما يغضب الله، لا سيما ما ينفقونه على الغناء والمزمار وآلات اللهو التي أنزل الله في تحريمها آية صريحة، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ . وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.ومما ينبغي تذكير النساء المؤمنات به: مسألة خروجهن إلى صالات الأعراس وتأخر بعضهن إلى الليل، وخروجهن إلى الصالات يجب أن يكون خروجا منضبطا بضوابط الشريعة، ومحكوما بأحكام القرآن، وأن تلتزم فيها النساء بالآداب الدينية والقيم الإيمانية، ويجب أن تحرص النساء المؤمنات كل الحرص على التستر والحياء والحشمة والبعد عن أنظار الرجال، كما أنه يحرم على النساء المؤمنات أن يخرجن من بيوتهن متزينات أو متعطرات أو مثيرات للفتنة، وكذلك لا يجوز أن تكون الأعراس سببا في إضاعة الصلاة والتهاون بها؛ لأن كثيرا من النساء يضيعن ويهملن بعض الفروض بسبب تأخرهن إلى الليل في الصالات وهذا مما لا يجوز.

وكذلك مكبرات الصوات وما تمثله من إزعاج وأذى للناس لا سيما في الليل، وخصوصًا عندما تكون الأعراس قريبة من المساجد والمستشفيات والبيوت الآهلة بالسكان، وهي من أنكر الأصوات المزعجة لا سيما عندما تكون بآلات الغناء والملاهي، قال تعالى: {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.ولا ننسى التحذير من التبذير بالألعاب النارية، وإطلاق الرصاص الحي من قبل بعض المتهورين الذين لا يخافون الله ولا يبالون بأرواح الناس، وقد يتسببون في قتل الأبرياء و جرحهم وإعاقتهم.

ومن البدع السيئة والعادات المؤذية: ظاهرة قطع الشوارع والطرقات بالمواكب والمخيمات، والنبي صلى الله عليه وعلى آله يأمرنا بإعطاء الطرق حقها، ومن حقها كف الأذى عن الناس.

 

أيها المؤمنون:

وهناك مسألة خطيرة يتهاون فيها الكثير من الناس، وهي: مسألة الحرام والطلاق؛ فكثير من الأزواج غير الراشدين يكثر من التلفظ بالحرام والطلاق، وهذا لا يجوز ولا يليق بالإنسان المؤمن العاقل أن يُحرّم ويُطلّق على أتفه وأحقر وأرخص الأشياء في السوق وفوق الباص وفي المجلس أو مقيل القات ولو على سبيل المزاح، وبعض الأزواج - للأسف - قد تكون زوجته أصبحت محرمة عليه وهو يعتقد أنها لا زالت حلالا وزوجة له مع أنه قد تلفظ بالطلاق أكثر من ثلاث أو خمس أو عشر مرات في اليوم أو الأسبوع الواحد.

وفي الأخير : لا ننسى ما أكد عليه السيد القائد من الاهتمام بزراعة القمح بشكل أساسي .

هذا وصلوا وسلموا على النبي الأكرم والرسول الأعظم سيد العرب والعجم، وأشرف من مشى على قدم، وأصدق من نطق وتكلم، وعلى آله الطاهرين الأصفياء ولا سيما من ضمهم الكساء: علي والحسن والحسين والزهراء، اللهم فصل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله عدد خلقك ورضا نفسك ومداد كلماتك، وارض اللهم عن أصحاب رسول الله الأخيار من المهاجرين والأنصار.

اللهم اهدنا وتقبل منا وعافنا واعف عنا, اللهمَّ لك الحمد لا إله إلا أنت عالم الغيب والشهادة، اللهمَّ أذهب عنا الهم والحزن والفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهمَّ اهدنا من عندك وأفض علينا من فضلك وأسبل علينا رحمتك وأنزل علينا بركتك, اللهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ وَكِدْ لَنَا وَلا تَكِدْ عَلَيْنَا، وَامْكُرْ لَنَا وَلاَ تَمْكُرْ بنَا، وَأدِلْ لَنَا وَلاَ تُدِلْ مِنّا.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ، وَقِنَا مِنْكَ، وَاحْفَظْنَا بِكَ، وَاهْدِنَا إلَيْكَ، وَلاَ تُبَاعِدْنَا عَنْكَ.

 اللهم تقبل شهداءنا وشاف جرحانا ومرضانا وفك أسرانا واحفظ قائدنا بحفظك ووفقه بتوفيقك وزده بسطة في العلم وصحة في الجسم، اللهم اجعل له في قلوب المؤمنين ودا وعهدا، اللهم وانصر مجاهدينا بنصرك وأيدهم بتأييدك وسدد رميهم في البر والبحر والجو بتسديك, اللهم خيب آمال المتآمرين والمتحالفين على اليمن والمتربصين وأحبط أعمالهم واكشف خلاياهم ومخططاتهم وعجل بهزيمتهم واجعل دائرة السوء تدور عليهم يا رب العالمين.

عباد الله: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

 

➖➖➖➖➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر