- من المهم أن يسعى الإنسان للتخلص من الذنوب والمعاصي ويقيم واقعه في الجوانب التي قد يكون عاصياً لله فيها أو مقصراً إلى حد يصل إلى معصية في أي مجال من المجالات وأي شيء له علاقة بالله تعالى فيما أمرنا به أو نواهيه، ثم ليحاول أن يتخلص من ذلك حتى لا يكون عائقاً يحول دون قبول العمل والدعاء والذكر وما يتقرب به إلى الله.
- الله ذكر لنا في القرآن قصة ابني آدم {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}
كلاهما يدين بدين الله وينتسب إلى ملة التوحيد لله، ولكن بعد أن قربا قرباناً لم يتقبل من أحدهما، لم يكفه انتماؤه إلى ملة التوحيد والدين الإلهي، لم يكفه ذلك في أن يقبل الله قربانه.. ومعنى ذلك أن الله لا يقبل بقية أعماله
- شهر رمضان في صيامه الذي هو فرض عظيم وركن من أركان الإسلام وفرض لازم يجب على الإنسان المستطيع أن يصومه، جاء في القرآن والشريعة التسهيلات المتعلقة بالمريض والمسافر والشيخ الهرم، من يتضرر صحياً بأحكام معروفة، لكن ما عدا ذلك فالإنسان ملزم
- الصيام فريضة من فرائض الله في شهر رمضان وغايته الأولى بالنسبة الأولى هي غاية تربوية كما قال الله جل شأنه {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}
وهذا ما يجب أن نتذكر ونستحضره في أذهاننا ووجداننا أثناء أدائنا لهذه الفريضة العظيمة، أن الغاية هي تحقيق التقوى، أن نتعود ونتروض على الصبر والالتزام العملي ونسيطر على أهوائنا ورغباتنا وشهواتنا التي قد تؤثر على الإنسان فتكون دافعاً إلى المعصية والمخالفة لشيء من أوامر الله أو نواهيه.
- تذكر هذه الغاية التربوية أمر مهم، التقوى أهميتها مهمة جداً، المشكلة التي يعاني منها مجتمعنا الإسلامي هي النقص في التقوى
- التربية على التقوى والأمر بالتقوى تكرر في القران الكريم واقترن في كثير من الآيات مع أوامر الله سبحانه وتعالى، يأمر بأمر ويأمر معه بالتقوى
- التربية على التقوى والعناية بهذا الامر أمر مهم جدا كي لا يتعود الناس بشكل عام على التمادي في المخالفة في أوامر الله سبحانه وتعالى والجرأة على التعدي على حدود الله
- الإنسان المتقي لله سبحانه وتعالى يستذكر العواقب السيئة على المخالفة ويكون حريصا على الالتزام العملي والاستجابة لله سبحانه وتعالى..
- إذا فقد هذه المسألة ((التقوى)) سيكون جريئا على العصيان والمخالفة والرد لتوجيهات الله سبحانه وتعالى وهذه حالة خطيرة تبعد الإنسان عن الطاعة لله سبحانه وتعالى.
- يبتلى بما هو أخطر فإذا تورط في ذلك كانت العقوبة عقوبة شديدة جدا.. ابتلوا في معيشتهم، كانت تخرج الأسماك يوم السبت شرعا على ظاهر الماء، فإذا كانت في غير ذلك اليوم تختفي في أعماق البحر ويتعثر عليهم اصطيادها، لماذا؟.. كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون.
- في حالة المعصية التَجَرَّأَ على المخالفة على الله وهديه يأتي الاختبار عصي على الإنسان، كما كان مع بني إسرائيل، فما الذي حصل؟.. خالفوا وتَجَرَّأَوا في مسألة عملية..
- لم تكن مخالفتهم في أصنام، وإنما في الالتزام العملي وقاموا بالاصطياد في اليوم الذي حرم عليهم.
- عندما حصل منهم المخالفة، كان البعض يحثهم على التقوى ويمنعوهم، وكان البعض يتنصل عن النهي وتذكيرهم ويتجاهل ما يعملونه.
- المقصرون والساكتون كانوا ينتقدون أولئك الذين يذكرونهم، كانوا يبينون لهم أن يؤدون واجبهم أمام الله سبحانه وتعالى، لعلهم يتقون.
- استمر أولئك وتمادوا في المعصية والمخالفة، والتمادي في المعصية أمر خطير على الإنسان شخصيا
- "فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ"
- عندما أصبح ما ذكروا به من هدي الله لا قيمة له عندهم أتى العذاب، وكانت النجاة لمن؟ للذين كانوا ينهون عن السوء.
- لما لم ينفع فيهم التذكير بهدى الله، أتت لهم العقوبة ومسخوا إلى قردة والعياذ بالله.
- والسبب تلك المعاصي والمخالفات في الواقع، لم تصل بعد إلى حال أن يعبدوا صنما أو خرجوا عن ملة التوحيد.
- هذا الدرس يبين لنا الخطورة الرهيبة في التمادي في المعاصي والمخالفة لأوامر الله سبحانه وتعالى، أنه يترتب على ذلك عقوبة، والعقوبات كثيرة ومتعددة.
- على الإنسان أن يحذر أن مخالفة أوامر الله سبحانه وتعالى عليها عقوبة عاجلة.
