مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هذا الإنسان في وجوده في الأرض، في إطار هذه المسؤولية الكبيرة، في إطار هذا التكريم الإلهي الكبير، في إطار هذه الرحمة الواسعة، والنعم السابغة، له عدوٌ (عدوٌ مبين)، يتواجد معه على كوكب الأرض، ويتجه بشكلٍ عدائيٍ جدًّا لاستهداف هذا الإنسان، لاستهداف هذا الإنسان، ولكن طريقته في الاستهداف لهذا الإنسان، هي طريقة تختلف عن طبيعة الصراع البشري (فيما بين البشر أنفسهم مثلاً)، الشيطان هو ذلك العدو المبين للإنسان، والشيطان يعتمد في عدائه لهذا الإنسان بشكلٍ أساسي على مدخل خطير من خلال الإنسان نفسه، وهي الرغبات، هذا المدخل يتمثل في الرغبات لدى هذا الإنسان، فيما تهواه نفسه، في شهواته ورغباته، ويحاول دائماً أن يقدِّم للإنسان فكرة خاطئة، وتصوراً غير صحيح، لكنه يلامس هذه الرغبة، يلامس رغبات هذا الإنسان، فيدفع بالإنسان من خلال ذلك إلى العصيان لله “سبحانه وتعالى”، إلى الانحراف عن تعليمات الله وتوجيهاته، التي لا يمكن للإنسان أن يتحقق له الخير إلَّا بالالتزام بها، والإتِّباع لها، والتمسك بها.

 

انحراف الإنسان عن تعليمات الله، عن هديه، يسبب له الشقاء، ويسبب له العذاب، ويسبب له الخزي، ويوقع به في الشر، فمصدر الخطر على الإنسان: هو انحرافه عن تعليمات الله وتوجيهاته؛ لأن الله “سبحانه وتعالى” عندما خلق الإنسان أنعم عليه بهذه النعم العظيمة، استخلفه في هذه الأرض، جعل له دوراً ومسؤوليةً معينة، وأتى بشكلٍ مستمر بتعليمات، وهداية، وتوجيهات، يلتزم بها الإنسان في إطار مسؤوليته هذه، في إطار دوره كمستخلفٍ في الأرض، يلتزم بتلك التعليمات، ويهتدي بذلك الهدى الذي يرشده إلى كيف يتعامل بشكلٍ صحيح في واقع حياته، كيف يتحرك بشكلٍ صحيح في مسيرة حياته، كيف يعمل في إطار هذا الدور وهذه المسؤولية، وفيما استخلفه الله فيه، كيف يتصرف، كيف يعمل، وهدى الله “سبحانه وتعالى” وتعليماته هي التي تضمن للإنسان الحياة الطيِّبة، وتستقيم بها حياته في الدنيا، وتضمن له وتكفل له الحياة السعيدة الأبدية في الآخرة.

 

ولذلك الشيطان- العدو المبين للإنسان- هو يدخل على الإنسان من خلال: رغباته، وأهوائه، وشهواته، فيحاول أن يضله: بأن يقدِّم له آمالاً خادعة، أن يستغل فيه الرغبات والشهوات لآمال وأماني مخادعة وكاذبة، وفي كثيرٍ من الأحوال وهمية، لا يمكن أن يصل إليها الإنسان، والبعض منها إذا وصل إليه الإنسان فهو على حساب ما هو أهم، ما يحقق له السعادة الحقيقية، ما يحقق له الحياة الطيِّبة، فتكون خسارته كبيرة.

 

فالله “سبحانه وتعالى” يبيِّن لنا، أننا في هذه الحياة، بمثل ما أحاطنا بنعمه، وبرعايته، وبتكريمه، وبرحمته، في موقع المسؤولية تجاه تصرفاتنا وأعمالنا، وأننا نحتاج إلى هدايةٍ منه، إلى كيف نعمل، وكيف نتصرف، كيف نؤدِّي مسؤولياتنا في هذه الحياة بشكلٍ صحيح، كيف نتصرف بشكلٍ صحيح، كيف نعمل بشكلٍ صحيح، فيما استخلفنا الله فيه، وإلَّا إذا انحرفنا عن ذلك؛ وقعنا فيما هو شر، فيما هو خطر، واستغل عدونا الشيطان ذلك، فأوقعنا فيما فيه هلاكنا، فيما فيه شقاؤنا، فيما فيه خسارتنا، فيما له التبعات والنتائج السيئة والسلبية علينا في شؤون حياتنا.

 

إضافةً إلى ذلك: أنَّ هناك الجزاء، هناك الجزاء، عندما ننحرف عن منهج الله، عن تعليماته، عن هديه، نحن ننحرف عما هو خيرٌ لنا، في نفس الوقت نوقع أنفسنا في المعصية، التي يترتب عليها- بشكلٍ حتمي- الجزاء والعقوبة، ما لم نتب ونرجع فوراً إلى الله “سبحانه وتعالى”.

 

ولذلك ولأن أعمال الإنسان لها نتائج وآثار في واقع هذه الحياة تعود عليه هو، يقول الله “سبحانه وتعالى” في القرآن الكريم: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[الروم: الآية41]، فما نعمله له نتائج: إما نتائج جيدة تعود لصالحنا، إن كان عملاً صالحاً، وفق توجيهات الله “سبحانه وتعالى” وتعليماته، وإما نتائج سيئة وخطرة، تعود علينا (على واقعنا)، هذا يأتي بالنسبة للإنسان كشخص في إطار حركته في الحياة، وكمجتمع، وكأمة في إطار تحركها الجماعي، مواقفها الجماعية، أعمالها الجماعية، مسؤولياتها الجماعية، إذا أخلت بها.

 

فهكذا نجد العلاقة ما بين الصيام والتقوى، لماذا؟ لأن الصيام هو وسيلة مساعدة لنا للسيطرة أولاً على أهوائنا، على رغباتنا، وضبط غرائزنا، التي يدخل الشيطان من خلالها لإثارتها فينا بما يستدرجنا به إلى الانحراف، إلى العصيان، هذه السيطرة على الرغبات والشهوات تساعدنا في مسألة الالتزام والانضباط بتوجيهات الله “سبحانه وتعالى”، وفق تعليمات الله “جلَّ شأنه”، هذه مسألة مهمة جدًّا، ونكتسب من خلال ذلك قوة العزم، قوة الإرادة، فنحن نحتاج إلى قوة العزم، إلى قوة الإرادة، إلى هذه السيطرة على الشهوات، على الرغبات، مقترنةً بتعليمات الله وتوجيهاته وهديه، ومن خلال ذلك نقي أنفسنا من الشرور، من العذاب، من الشقاء، الذي يسعى عدونا الشيطان لإيقاعنا فيه، من خلال استغلال رغباتنا وشهواتنا، ومن خلال تضليلنا بتقديم آمال وأماني مخادعة، وتضليلنا من خلال تصورات باطلة، يتخيل للإنسان أنه من خلالها يحقق لنفسه الحياة الطيبة والسعيدة، فهنا نجد العلاقة ما بين الصيام وما بين تحقيق التقوى.

 

 

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الأولى 1442هـ

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر